مواصلة الأداء القوي
ورشح الخبراء البورصة لمواصلة أدائها القوي خلال تعاملات الأسبوع الحالي وأن يستمر المؤشر في الإضافة إلى رصيده الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ بداية العام
وأشار منفذو عمليات إلى أن صعود الأسهم الكبرى في الجلسات المقبلة سوف يدعمه انضمام المؤسسات وصناديق الاستثمار المحلية إلى الأجانب في الشراء في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن تخطت الأسهم مستويات مقاومة رئيسية لحركتها ونجحت في استيعاب مبيعات مكثفة لجني الأرباح وسيفتح ذلك الطريق أمامها من الناحية الفنية لاستهداف مستويات أعلى بنسب مغرية عن أسعارها الحالية وكان ذلك قد دفع القوة الشرائية لاستهدافها بكثافة مما رفع قيمة التعامل في جلسة أمس إلى ضعف الجلسة التي سبقتها
وتوقعوا توجه المؤشر الرئيسي للسوق بثقة نحو مستوى 7000 نقطة مرجحا أن تتبع ذلك مبيعات من العيار الثقيل ستدفعه للتراجع نحو 6700 نقطة التي تحولت من مقاومة إلى دعم.
ويرى الخبراء أن الناحية النفسية ما زالت تلعب دورا مهما في السوق بالنظر إلى أن الغالبية العظمى تتم عن طريق أفراد وأن التغييرات الاقتصادية العالمية سيكون لها تأثيرات أكبر خلال الفترة المقبلة من أي قرارات أخرى وأن المرحلة الاقتصادية الحالية مختلفة بشكل تام عن المرحلة السابقة التي شهدها العالم في السنوات الماضية حيث توالدت الضغوطات على أسواق المال بسبب التذبذبات في أسعار النفط والمواد البتروكيميائية والمعادن الثمينة وكلها تشهد حاليا انخفاضا سريعا في الأسعار وهذا ما يولد مرحلة جديدة من الناحية الاقتصادية.
مجريات التداول
وعند تداولات الجلسة أمس فقد شهدت الجلسة ارتفاعا قويا للمؤشر في الدقائق الأولى للتداول تخطت 169 نقطة من الجلسة متجاوزاً مستوى 6700 بأكثر من 53 نقطة مدعوما بعمليات شراء قوية من قبل المستثمرين سواء كانت محافظ أو أفراد وهو ما انعكس على جميع الأسهم فقد شهدت الجلسة في بداية الجلسة ارتفاع جميع الأسهم ولكن عاد المؤشر إلى التراجع النسبي ليقلص من مكاسبه في منتصف الجلسة بسبب عمليات جني أرباح من قبل بعض المضاربين مقلصاً من تلك المكاسب ليصل بعد ساعة من بداية الجلسة إلى 6690 نقطة ، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى نهاية الجلسة وأغلق المؤشر عند النقطة 6688.71 مرتفعاً بنسبة 1.98% كاسباً 129 نقطة.
وصاحب ذلك الارتفاع ارتفاعا في قيم وأحجام التداول حيث ارتفعت كمية التداولات مسجله 24.1 مليون سهم وذلك من خلال تنفيذ 9.5 ألف صفقة بإجمالي قيم تداول 23 مليون ريال. كما ارتفعت القطاعات الأربعة امس
لليوم الثاني على التوالي تصدرها اليوم قطاع الصناعة مرتفعاً بنسبة 2.67% رابحا 179.86 نقطة تلاه قطاع الخدمات مرتفعاً بنسبة 1.87% كاسباً 94.63 نقطة محافظاً بذلك على المرتبة الثانية التي احتلها أمس ، ثم قطاع البنوك والمؤسسات المالية بنسبة 1.82% كاسباً 166.79 نقطة ، وأخيراً يأتي قطاع التأمين في ذيل الارتفاعات للجلسة الثانية على التوالي ، مرتفعاً اليوم بنسبة 0.66% مضيفاً إلى مؤشره 26.81 نقطة .
الحذر يغلف الأداء.
وأنهى سوق الدوحة تعاملات الأسبوع أمس على ارتفاع بعد ارتفاع أحجام السيولة في السوق ذهب بعض الاقتصاديين بقولهم إن هذا الارتفاع بسبب دخول سيولة كبيرة قادمة من المُستثمرين الخليجيين والأجانب وبعض الصناديق الاستثمارية التي كونت قوة شرائية.
ولعب توفير السيولة النقدية من قبل شركات الوساطة لصالح عملائها من المُتداولين في زيادة عمليات الشراء وقيام بعضهم بالكرّ والفرّ والانتقال السريع بين الأسهم أو التدوير في السهم نفسه لجني أرباح أكبر.
الخوف الزائد
وبعد تجاوز المؤشر مستوى 6500 نقطة فإنه يجب على المُتداول الحذر وأخذ الحيطة وليس الخوف الزائد أو التفاؤل المُفرط ففي تقرير الأسبوع الماضي وقبل تجاوز مستوى 6 آلاف نقطة كان رأي الخبراء هو ان الأمر يتطلب من المُتداولين متابعة السوق بشكل لصيق هذه المرة ولكن مع اتجاه السوق تمسك بسهمك في فترة صعود ولا تُفكر في البيع إلا إذا رأيت تغيرا واضحا في مسار المؤشر أو السهم ومن المتوقع ان يكمل المؤشر مسيرته حتى مستوى 7000 نقطة مع بعض التحفظ والنصح بأخذ الحيطة والحذر وعدم جعل الخوف يتملك المُتداول وبالمثل لا يعيش في سكرة التفاؤل المُفرط.
مستويات مغرية للشراء
ويرى محللون أن صعود السوق خلال جلستي التداول الماضيتين يعتبر رد فعل للانخفاض التي ضرب أسعار الأسهم خلال الفترة الماضية فضلا عن أن موجة الهبوط الأخيرة أوصلت الأسعار إلى مستويات مغرية للشراء خاصة مع قرب نهاية العام.
وعن أداء السوق أمس قال المستثمر أبو عبد العزيز الأنصاري:إن أداء السوق أمس هو تكملة لمسيرته الصاعدة التي بدأها منذ أسبوعين تقريبا مدعوما بعوامل ايجابية كثيرة ما ساعد على عودة الثقة مرة أخرى الى المستثمرين.
المضاربة لها دور كبير
و حذر من سيطرة وتيرة المضاربات على الأداء العام للسوق قائلاً: المضاربة إلى حدٍّ ما شيءٌ ايجابي لكن المبالغة في استخدامها يشكل خطرًا على السوق وسيكون لها تأثيرات سلبية على السوق كما أنها تسهم في تكوين "الفقاعة" على غرار ما حدث سابقًا.
وأكد على أن ثقافة مجتمع المتداولين في السوق تتجه نحو الربح السريع ما يسهم بشكلٍ قويٍ في زيادة المضاربات في السوق.
وأضاف: أن مرور تداولات السوق خلال الأشهر الماضية بمرحلة انخفاض تلتها مرحلة تذبذب وتجميع طويلة أدى إلى تحول المؤشر حاليًا إلى تحقيق مكاسب متوسطة.
وأشار إلى أن سوق الدوحة توفر به حاليا فرصة ممتازة لبناء محفظة من الأسهم عالية الجودة حيث إن الأسعار السوقية لمعظم الأسهم تقل عن قيمتها العادلة، ولهذا السبب فقد شهدت أسهم كثيرة عمليات شراء قوية وبأسعار متدنية. وفي الوقت ذاته. وهذا سيدعم فكرة شراء أسهم منتقاة بعناية في السوق. ولذلك فإننا نتوقع أن تشهد السوق إقبالا على أسهم مختارة وبأسعار منخفضة.
وذهب إلى أن السيولة تصاعدت بشكل ملحوظ في الأسابيع الثلاثة الأخيرة معتبرا أن تزايد السيولة المدورة في السوق عامل اطمئنان من شأنه دعم المؤشر العام لكسر المقاومة المقبلة قبل نهاية الأسبوع لتأكيد كسر المسار الأفقي والدخول في مسار صاعد لا يقبل الجدل.
وقال: إن الدخول في المسار الصاعد يستوجب استيفاء شروط أهمها تجاوز مستوى 6700 نقطة بسيولة عالية والتحرك الأخير للمؤشر يعزز هذه الفرضية خاصة أن أهل السوق اعتادوا استباق النتائج في تعاملاتهم صعودا أو هبوطا على مدى أعوام من العمل اليومي.
وأشار إلى أن الفترة الحالية تستوجب العمل على مراقبة حركة السيولة لمنع التعلق بمصيدة جني الأرباح.
واعتبر أن تنويع محتويات المحفظة بين أسهم الاستثمار وأسهم المضاربة مع التركيز على مراقبة السيولة ضرورة تتطلبها مختلف مراحل العمل في سوق المال، سواء كان المؤشر صاعدا أو هابطا.
وبين أن التنوع والمراقبة أفضل سبل الحماية من الخسارة على اعتبار أن أسهم الاستثمار لا مجال للتشكيك في صعودها وأن المسألة لا تتجاوز كونها مسألة وقت فيما أسهم المضاربة تتيح فرصا للربح السريع بالتزامن مع دخول سيولة مجموعات المضاربة وتتبع الأسهم التي تجتذب هذه المجموعات.
أوضح أن علامات مغادرة علامات استقرار السوق ظهرت بوضوح خلال تعاملات السوق أمس. وبين أن المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تقف حائلا دون معرفة المسار اللاحق للسوق تتمثل في مسارا للتجميع كما يمكن أن يكون مسارا لكسب الوقت قبل الانتهاء من التصريف غير أن تنامي السيولة يشير إلى أن الفترة الماضية أقرب إلى كونها فترة تجميع من كونها فترة للتصريف.
عودة النشاط
وتوقع أن يعود النشاط القوي إلى سوق الدوحة للأوراق المالية بنهاية الشهر الحالي وسيعود الهدوء ليسيطر على بورصة الشهر المقبل في انتظار نتائج إعمال الشركات عن الربع الثاني من هذا العام والذي سيدعم بكل تأكيد من ثقة المستثمرين.
وبرر توقعاته بالانتعاش الكبير للأسواق خلال هذه الفترة بأنه يعود إلى العديد من المحفزات منها قوة الاقتصاد القطري بالإضافة إلى الدعم الحكومي المستمر سواء كان لقطاع البنوك أو الشركات.
وأوضح أن هناك تركيزًا من جانب المستثمرين ومديري الصناديق على أسهم البنوك والشركات ذات القيمة والتي حققت نموًا عاليًا في أرباحها وكانت مسعرة قبل صدور الأرباح بأقل من قيمتها الحقيقية.