اللون الأحمر يخيم على شاشات سوق الدوحة
لليوم الثالث على التوالي
المؤشر يخسر 530 نقطة في جلستين فقط
لمستثمرون يترقبون بحذر وقلق الانخفاض في أسواق الأسهم الخليجية
مبيعات قوية للمحافظ المحلية والأجنبية تدفع السوق إلى تراجع قوي
الخبراء:عودة السيولة القوية إلى السوق لن تتحقق إلا إذا وجدت محفزات جديدة
متابعة – طوخي دوام:
ما أشبه اليوم بالبارحة ..هذا كان لسان حال المستثمرين في سوق الدوحة للأوراق المالية بعد أن عاد مرة أخرى إلى سلسلة التراجعات القوية خلال الجلستين الماضيتين.. حيث واصل مؤشر سوق الدوحة أمس لمسلسل نزيف النقاط الحاد وفقد319 نقطة إضافية لينزلق إلى ما دون 7000 نقطة لأول مرة هذا الشهر وليغلق عند مستوى6762 نقطة وبذلك يكون المؤشر قد فقد في جلستين فقط 530 نقطة.
ويعد هذا التراجع غير المبرر على الإطلاق أقوى تراجع من حوالي شهر ونصف تقريبا وهو ما أثار خوف الكثير من المستثمرين من تواصل التراجع في السوق ودفعهم إلى القيام بعمليات تصريف للأسهم التي في حوزتهم وهذا زاد من حدة التراجع.
ومن الواضح أن هناك عمليات بيع قوية من قبل الكثير من المحافظ المحلية وكذلك الأجنبية وان عمليات البيع هذه خلقت نوع من الخوف والهلع لدى المستثمرين وادى ذلك إلى قيامهم بعمليات بيع واسعة على معظم الأسهم وخاصة التي كان لها حظ أوفر في الفترة السابقة من خلال الارتفاعات قوية التي شهدتها تلك الأسهم.
ويأتي الانخفاض الحاد في السوق خلال جلسة أمس دون سبب واضح لتبرير هذا الانخفاض فلا توجد أخبار تدعو إلى ذلك التراجع وهذا خلق نوعا من الترقب والانتظار لدى المستثمرين حول مستقبل السوق الفترة المقبلة وخاصة أن الكثير من المستثمرين يقومون بإجراءات استباقيه لما قد يحدث وفقا لتقديراتهم.
هذا وكان سوق الدوحة قد عاش فترة استقرار خلال الثلاثة الأشهر الماضية وهو ما أدى إلى ارتفاع المؤشر بنسبة تجاوزت 70% وكان أداء السوق الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي ممتازا ما جعل سوق الدوحة تصدر قمة الارتفاعات في الأسواق العربية خلال الشهر الماضي.
وبكل تأكيد لم تأت الارتفاعات التي شهدها السوق الفترة الماضية من فراغ وإنما لكثير من المحفزات والأخبار الايجابية التي كانت تتوافر في السوق هذه الفترة ويأتي على رأسها الدعم الحكومي المستمر والمتواصل للبنوك وكذلك للشركات بالإضافة إلى قوة الاقتصاد القطري وقوة الشركات العاملة في السوق القطري كل هذه المحفزات وغيرها ساهمت بشكل كبير في استمرار ارتفاع السوق واستقراره النسبي .
ولكن من منتصف الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي كان المؤشر يسير في قناة أفقية ضيقة وفي نوع من التذبذب في الأداء قبل أن يرتد هابطا وبقوة خلال الجلستين الماضيتين.وانزلق المؤشر إلى ما دون 7000 نقطة وهو ما خلق نوعا من الخوف لدى كثير من المستثمرين خاصة ان المستثمرين أو حتى الخبراء لا يعرفون اتجاهات السوق المستقبلة ..فهل يستمر في الانخفاض وسط غياب وعزوف عن عمليات الشراء؟ أم يرتد السوق صاعدا ويعكس الاتجاه محاولا أن يعوض جزءا ولو بسيطا من خسائره التي مني بها مؤخرا.
موجة مبيعات قوية
وتراجع سوق الدوحة أمس بفعل موجة مبيعات قوية قادها مستثمرون أفراد ومؤسسات وفشلت تحركات قوى شرائية محلية في موازنة السوق، وساهم في انخفاض المؤشر العام للسوق الأخبار السلبية حول الأسهم النشطة ذات الوزن الكبير .
وطالب خبراء اقتصاد بوضع آليات جديدة تحكم استثمارات الأجانب القصيرة المدى في سوق الدوحة بعد الخسائر التي يتكبدها السوق جراء عمليات البيع الكبيرة التي قام بها الأجانب بين فترة وأخرى.
ويقول الخبراء إن الأجانب هم العصا السحرية في البورصة والمؤثرون في مؤشرها، خصوصا أنهم يركزون استثماراتهم في الأسهم الثقيلة وذات الملاءة المالية العالية وأغلبها ضمن المؤشر.
وتراجع المؤشر الرئيسي أمس مدفوعا باستمرار حالات التراجع الحادة التي انتابت أسواق المال الدولية والعربية وقد توقع الخبراء والمهتمون بالسوق المالي هذا التراجع ولكنهم لم يتوقعوا أبدا أن يكون هذا التراجع بهذا الحجم.. ويأتي تراجع السوق وسط حالة من الخوف عادت لتسيطر على المستثمرين من جديد واستبد بهم القلق حول مستقبل أموالهم واستثماراتهم خاصة إن هذا التراجع جاء في توقيت كان يتوقع فيه الكثيرون استمرار أداء السوق الايجابي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالتراجع الكبير الذي شهدته سوق الأسهم، شكل صدمة حقيقية لكثير من العاملين في الأسواق المالية وللخبراء في شؤون البورصة، كما بدأت أنظار المستثمرين تبتعد عنه وهي التي كانت تتعلق به، وتعتمد في اتخاذ قراراتها على حركته حيث تراجع حجم التداولات بشكل لافت للنظر بعد ان توقفت قوى شرائية مؤثرة في السوق عن عمليات الشراء وتزامن ذلك مع تغلب مبيعات الأجانب على مشترياتهم ما أدى إلى هذا التراجع غير المبرر في مثل هذا التوقيت.
ولم يكن سوق الدوحة هو المتراجع الوحيد فقد سبقه في التراجع معظم الأسواق الأوروبية خلال جلسة أمس الأول وكذلك واكبت معظم الأسواق العربية هذه التراجعات وينظر المستثمرون بحذر وقلق إلى الانخفاض في أسواق الأسهم الخليجية التي تواصل الهبوط الحاد ومع أن هناك كثيراً من المحللين الاقتصاديين يتوقعون تحسن الأسواق الخليجية في المستقبل، إلا أن هناك في المقابل كثيراً من المضاربين وحتى صغار المستثمرين، لا يخفون قلقهم الكبير بسبب تأرجح أسواق الأسهم، ولذلك لا بد لنا من القول ونحن نتابع هذا التراجع الكبير في أسواق الأسهم، إن من المفيد جداً عدم وضع المستثمر لسيولته المالية في جهة واحدة، وتوقع الكثير من الخبراء ان تمتد ذيول هذه الأزمة الى ابعد من ذلك وهذا ما أدى إلى استمرار نزيف الخسائر التي تلحق بالمستثمرين.
خسائر غير مسبوقة
وقد شهد سوق الدوحة خلال جلسات الأسبوع الحالي خسائر غير مسبوقة وفقد السوق في أسبوع قرابة 600 نقطة.. وصل السوق لذروة الهبوط خلال الجلستين الأخيرتين وسط حالة من الذعر والفزع بين المستثمرين أن يعود السوق لمسلسل التراجعات القوية التي تناسوها خلال الشهور الماضية بفضل الارتفاعات القوية التي شهدها السوق في هذه الفترة
أكد خبراء اقتصاديون :ان عودة السيولة القوية إلى السوق مرة أخرى لن تتحقق إلا إذا وجدت محفزات في السوق تدفعهم لمعاودة الشراء وأن يشعر المتداولون بآثار هذه المحفزات على أرض الواقع.
وقال الخبراء: ان الهبوط الكبير الذي تشهده البورصة يوما تلو الآخر خير دليل على حالة الترقب التي تنتاب المستثمرين خلال هذه الفترة لأي أخبار ايجابية تدفعهم للدخول إلى السوق مرة أخرى.
يتبع ....