وسط تراجع السيولة البورصة تحول دفتها إلى الهبوط
بضغط من الأسهم القيادية المؤشر يفقد 84 نقطة
المؤشر يواصل التحرك العرضي وسط انخفاض قيم التداول
نتائج النصف الأول ستوفر قاعدة قوية لتعزيز مسار المؤشر
الخبراء: البورصة مرشحة للارتداد لأعلي علي المدي المنظور
اقتصاديون: الأسعار الحالية لعدد من الأسهم القيادية مشجعة على الشراء
متابعة – طوخي دوام:
أنهت البورصة القطرية تعاملات أولى جلسات التداول في النصف الثاني لهذا العام على هبوط ملحوظ بفعل عمليات جني أرباح واسعة من قبل المستثمرين ، وفشلت مشتريات بعض الأفراد في وقف نزيف الخسائر رغم تقلص الخسائر في منتصف الجلسة لكنها لم تواصل الصمود أمام المبيعات ولم يستطع مؤشر البورصة في المحافظة على اللون الأخضر الذي تزين به خلال جلسة التداول أمس الأول وعاد مجدد إلى دائرة التراجع وهو ما يعكس حالة التذبذب التي تنتاب البورصة هذه الفترة والتي يرجع اغلبها إلى حالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين انتظارا لنتائج أعمال الشركات النصف سنوية وسط قلة آو انعدام الأخبار المحفزة في هذه الفترة وانهي المؤشر الجلسة امس على انخفاض قدره 84 نقطة بما نسبته 1.3% ليغلق عند مستوى 6407 نقطة.
واتسمت جلسة التداول امس بنوع من الضعف في التداول وهو ما يشير إلى عزوف الكثير من المستثمرين عن الدخول في السوق هذه الفترة انتظارا إلى أخبار ايجابية الفترة المقبلة قد تدفعهم للدخول إلى السوق مرة أخرى..ومن الملاحظ أيضا أن التذبذب في الأداء يسيطر على اداء البورصة ما بين ارتفاع وانخفاض وان ارتفاع المؤشر خلال جلسة تداول تشطبها عمليات جني أرباح في الجلسة التالية ..ورغم أن تراجع المؤشر خلال جلسة امس يعد طفيفا إلا انه كان كافيا من أن يبتعد عن نقطة الدعم لقوية والتي تحولت إلى نقطة مقاومة كبيرة جدا والمتمثلة في 7500 نقطة والتي كلما تخطاها المؤشر بقليل عاد مجددا إلى ما دونها مرة أخرى.
هذا وتدخل البورصة هذه الأيام مرحلة جديدة في اتجاهها خلال الفترة المقبلة، وهي مرحلة أشبه بمفترق الطرق وذلك يرجع إلى حالة الترقب التي تغلف اداء المستثمرين هذه الفترة انتظارا لأي أخبار جديدة تدفعهم للدخول إلى السوق مجددا وهو ما يعزز من قدرة المؤشر على التخلي عن الاتجاه العرضي الذي يسير فيه منذ فترة والاتجاه إلى الصعود كما ان تدفق السيولة من جديد إلى تغلب المؤشر على نقطة المقاومة القوية والمتمثلة في6700 نقطة تمثل نقطة دعم ومقاومة في نفس الوقت حيث ان استطاع المؤشر تجاوزها سيواصل رحلة الصعود القوى وبفشله في تخطيها ربما يدخل في دوامة تصحيح يصعب تحديد ملامحها حالياً سواء أكانت عنيفة أم مؤقتة.
ويظل السؤال الذي يفرض نفسه على جميع المتعاملين وكبار المستثمرين : لماذا تتراجع البورصة في مثل هذه الفترة رغم إيجابية جميع المؤشرات المالية والاقتصادية سواء لأسهم الشركات المدرجة أو للعوامل الاقتصادية المتعلقة بأداء الاقتصاد القطري ؟ هناك إجماع بين المحللين والمهتمين بأداء البورصة على أن هناك عدة عوامل تفسر إلى حد ما أسباب تراجع سوق الأسهم في مثل هذه الأوقات من العام والتي عادة كما في غالبية الأسواق تشهد تذبذبا في الأسعار بسبب بداية إعلان الشركات عن نتائجها المالية النصف سنوية أو الختامية ومن هذه العوامل والتي توصف بأنها عوامل سلبية أثرت في أداء السوق حالة الترقب التي تدفع الكثير من المستثمرين إلى الخروج من السوق الفترة الحالية انتظارا لما هو مقبل من أخبار بالإضافة إلى عمليات البيع الواسعة التي تقوم بها المحافظ الأجنبية والتي تقابلها عمليات شراء على استحياء من قبل بعض الأفراد ما خلق نوعا من الهلع لدى صغار المستثمرين وقاموا بعمليات بيع مذعورة ما أدى إلى خسائر كبيرة في السوق وصلت الأسبوع الماضي أكثر من 7%..كما انه من العوامل التي تؤثر في مسيرة المؤشر هي وقوع السوق في قبضة المضاربين وتحولها من سوق استثمار إلي سوق مضاربة حيث تراجع إلى حد كبير أعداد المستثمرين الذين يستثمرون لآجال متوسطة وطويلة مقابل ارتفاع أعداد المضاربين والمتداولين يوميا.
كما أن طبيعة المضاربات غير الصحية كان لها الأثر الأكبر في تراجع أسعار الأسهم ، خاصة في ظل دخول العديد من صغار المستثمرين للبورصة دون خبرة مسبقة طمعاً في جني الأرباح السريعة ، واستغلال كبار المستثمرين للبيئة المشجعة للمضاربات غير الصحية تحقيقاً لمصالحهم الشخصية وجني الأرباح على حساب خسائر صغار المستثمرين ، خاصة في ظل عدم وجود رقابة مباشرة من الجهة المعنية لتحديد دور المضاربة وطبيعتها وحجمها.
ووسط ذلك كانت هناك حالة من التذبذب والحيرة سادت المضاربين والمستثمرين على حد سواء والقلق السائد لمعظم المتواجدين بالأسهم وبالرغم أن أسعار معظم الأسهم دون السعر العادل لها وان حركة مؤشر السوق في الأسبوعين الماضيين كانت تعطي بعضاً من الأمل على الرغم من نتائج امس الأول التي كان السوق يُقاوم آثارها بارتفاعه ارتفاعاً طفيفاً ولكن عمليات جني الأرباح أجبرته على التراجع وتغيرت الصورة عندما اختلت حركة مؤشر السوق امس فبدا السوق تداولاته على تراجع واضح في ظل أوامر بيع كثيرة وسط حالة من القلق وضحت على المستثمرين من الخوف ان يعود السوق الى الهبوط مجددا.
وينظر المراقبون إلى نتائج النصف الأول من العام الحالي باهتمام كبير كونها ستوفر قاعدة قوية لتعزيز مسار المؤشر العام للارتفاع بعد ان سار في مستوى أفقي على مدار الأسابيع الماضية.
وأشار الخبراء إلى انه ورغم مرور المؤشر بحركة عرضية هذه الأيام و في الأيام المقبلة إلا أن جميع المؤشرات إيجابية تؤكد أن فرص استمرار الصعود اكبر خاصة ان هناك العديد من المؤشرات الايجابية والمشجعة التي ظهرت في الأيام الأخيرة بصورة واضحة مثل مشتريات الأجانب ونتائج أعمال الشركات ودخول استثمارات جديدة إلى السوق القطري.
وأضافوا إن البورصة تتجه إلى التحول إلى العالمية من خلال شركاتها مع بورصة نيويورك يونيكست والتي ستعمل بكل تاكيد على ادخل الكثير من الأنظمة الحديثة إلى السوق القطري وهو ما سيؤدي إلى طفرة في التعاملات في الفترة المقبلة مع ضخ سيولة جديدة وزيادة حجم الاستثمارات وذلك من خلال إدخال أدوات استثمارية جديدة.
الأسهم القيادية
يتبع .....