"الدريس" .. إقبال متوسط في اليوم الأول ومخاوف من التخصيص


"الاقتصادية" - الرياض - 22/12/1426هـ
استقبلت فروع البنوك المحلية المشاركة في اكتتاب شركة الدريس للخدمات البترولية في مناطق المملكة أمس، المواطنين المكتتبين وسط تساؤلات عن كيفية تخصيص الأسهم في ظل تأكيدات ارتفاع عدد المكتتبين إلى أضعاف عدد الأسهم المطروحة.
وأكد الدكتور علي دقاق الخبير الاقتصادي أن عدد المكتتبين قد يفوق عدد الأسهم المطروحة وأن طرح 30 في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب العام يقلل من فرص المساهمين في الحصول على عدد وافر من الأسهم.
وأضاف دقاق أن هناك سيولة كبيرة يجب على هيئة سوق المال أن تتدخل لاستيعابها من خلال رفع النسبة المخصصة للاكتتاب العام إلى 50 في المائة لاستيعاب أكبر عدد من المساهمين.
يذكر أن الاكتتاب الذي بدأ أمس في 1.2 مليون سهم بواقع 185 ريالا (50 ريالا قيمة اسمية و135 ريال علاوة إصدار) يستمر لمدة عشرة أيام. وتم طرح مليوني نموذج في البنوك الأربعة المشاركة في عملية الاكتتاب وهي: سامبا, الأهلي, السعودي الهولندي, والسعودي البريطاني، ويتم الاكتتاب في أسهم الشركة بواسطة منافذ التوزيع الأخرى وهي: الإنترنت، الهاتف المصرفي، الصرافات الآلية، إلى جانب الاكتتاب المباشر عن طريق فروع البنوك الأربعة البالغة 423 فرعا.
وشهد اليوم الأول من اكتتاب شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات إقبالا متوسطا من المواطنين على فروع البنوك المستلمة، إلى جانب تردد البعض من المواطنين الذين حاولوا تقصي الأمر ومعرفة مدى شرعية الاكتتاب، إضافة إلى قلة الأسهم المطروحة والتي سيتعامل وفقا للنماذج بحيث يتم التخصيص بناء على نسبتها وليس عدد أفراد الأسرة، حيث من الممكن ألا يحصل بعض أفراد الأسرة على أسهم.
وكان للتسهيلات الكبيرة التي أجرتها البنوك والمتمثلة في الاكتتاب عن طريق أجهزة الصراف الآلي، والهاتف المصرفي دور في عدم إقبال المكتتبين على فروع البنوك، إضافة على عدم ترك المواطنين لأعمالهم، الذي حدا ببعضهم للاكتتاب عبر الوسائل الجديدة والمريحة في الوقت نفسه، ومنهم من يفضل الاكتتاب في آخر الأيام.
وأرجع عدد من مسؤولي الفروع في البنوك المحلية قلة حجم الإقبال مقارنة بالاكتتابات السابقة إلى الوقت الكافي الذي منحته شركة "الدريس" للمكتتبين والذي سيتم على مدى عشرة أيام، إضافة إلى الإجراءات التقنية الجديدة التي سهلت عملية الاكتتاب.
في حين توقّع مواطنون أن يستمر الإقبال بالحجم نفسه على مدى الأيام الخمسة المقبلة، معللين ذلك لارتفاع قيمة السهم، مفضلين الاكتتاب في آخر الأيام، لاستثمار أموالهم إلى حين انتهاء فترة الاكتتاب.
وأمام ذلك قال أحمد الريس مواطن ومستثمر في الأسهم، إنه أجل الاكتتاب في "الدريس" حتى آخر يومين متبقيين، معللا ذلك أن قيمة السهم 185، وعدد أفراد عائلته ثمانية أشخاص، وسيبلغ قيمة الاكتتاب 14800 ريال، وأن هذا المبلغ من الممكن الاستفادة منه في المضاربة، "ولا أرى أن يتم حجزه حتى التخصيص ومن ثم إعادة الفائض".
من جهته أوضح زياد السبيعي موظف حكومي أن المواطنين بدؤوا حذرين في عملية الاكتتاب في أي شركة كانت، من الناحية الشرعية، إلى حين معرفة قوائمها المالية.
وفي أبها بدأ المواطنين الاكتتاب في شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات. وشهدت فروع البنوك الأربعة المخصصة للاكتتاب في أسهم الشركة إقبالا متوسطا حيث تدافع الراغبون للاكتتاب من الصباح الباكر لاستلام نماذج الاكتتاب التي توافرت في تلك البنوك بشكل ميسر. وأكد أحد المستثمرين لـ "الاقتصادية" أن هناك تخوفا لدى البعض من التخصيص في أسهم "الدريس"، وسط توقعات بأن تكون النسبة متدنية.
كما سجلت البنوك المحلية العاملة في المنطقة الشرقية إقبالاً متدنياً في نسبة المكتتبين لدى شركة الدريس في اليوم الأول من الاكتتاب الذي بدأ أمس ويستمر حتى 30 من كانون الثاني (يناير) الجاري.
وعزا مصرفيون عاملون في المنطقة قلة الإقبال للاكتتاب في الشركة إلى قلة الأسهم المعروضة للاكتتاب، متوقعين أن يحصل المكتتب وعائلته على سهم واحد في أحسن الأحوال إذا حافظت وتيرة الاكتتابات على مستوياتها السابقة.
وأضاف المصرفيون أن ارتفاع سهم الاكتتاب في شركة الدريس إضافة إلى تزامن طرح الاكتتاب مع اكتتابات أخرى في المنطقة أدى إلى ضعف الإقبال للاكتتاب في يومه الأول متأملين أن ترتفع وتيرة الاكتتاب مع نهاية الشهر بسبب استلام موظفي القطاعين العام والخاص مرتباتهم.
وبلغ عدد المكتتبين في الفترة الصباحية في أحد البنوك الرئيسية في منطقة الدمام 40 مكتتبا مقارنة مع أكثر من 300 مكتتب للفترة نفسها في اكتتابات سابقة.
كما أحدث تعطل النظام الإلكتروني لدى أحد البنوك المستقبلة للمكتتبين إرباكا، حيث رفض البنك بفروعه العاملة كافة في مدن ومحافظات المنطقة استقبال أي مكتتب حتى يتم إصلاح العطل في جهاز الحاسب الآلي لدى البنك. وعبر مجموعة من الراغبين في الاكتتاب عن استيائهم عن عدم جاهزية البنك لاستقبال المكتتبين الذين تركوا مصالحهم ووظائفهم للاكتتاب لكنهم فوجئوا بعطل النظام.
ووفقاً لمصادر بنكية فإن بدائل الاكتتاب الإلكترونية ساهمت أيضا بدور فاعل في تقليص عدد المكتتبين الراغبين في الاكتتاب المباشر عبر القنوات التقليدية متوقعاً أن يصل السهم إلى 800 ريال عند بداية تداوله في السوق.
وفي المقابل شهدت فروع البنوك المشاركة في اكتتاب شركة الدريس في محافظة الأحساء ازدحاما كبيرا من المراجعين لطلبات الاكتتاب على الرغم أنه يمكن للعملاء الاكتتاب عن طريق الهاتف المصرفي والإنترنت أو الصراف الآلي، حيث استأجرت مجموعة سامبا المصرفية أحد قصور الأفراح في الأحساء لمواجهة الإقبال المتوقع في اكتتاب شركة الدريس. وزود الموقع بكل التجهيزات اللازمة لإنجاح عملية الاكتتاب، حيث إن الصالة المستأجرة تعمل على خدمة العملاء العاديين وتعمل على فترتين صباحية ومسائية، كما تستوعب الصالة أكثر من 600 مراجع، ويوجد فيها ثمانية من موظفي البنك لاستقبال طلبات الاكتتاب ويمكن زيادة عدد الموظفين إلى 12 موظفا عند حالات الطوارئ، كما يتم استقبال استمارات الاكتتاب في بقية فروع البنوك للعملاء المميزين (البطاقة الماسية, البطاقة الذهبية, البطاقة الفضية).
ومن جانبه أوضح مصرفي في الأحساء أن استئجار مجموعة سامبا المصرفية في جميع مناطق المملكة خياما خاصة للاكتتاب لمواجهة الإقبال الكبير المتوقع من المواطنين في اكتتاب الدريس, يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه الخيام في شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات "ينساب"، حيث سهّل على المراجعين الحصول على الاستمارات, والترتيب الجيد من حيث الدخول والخروج وتقديم استمارات الاكتتاب إلى الموظف المختص, زيادة عدد الموظفين المستقبلين لاستمارات المراجعين مما وفر في عملية الوقت، حيث أصبحت أفضل بكثير من السابق.
واستقبل أحد فروع البنوك المشاركة، نحو 185 استمارة في الفترة الصباحية.