الإخوة الكرام

قادني لكتابة ما يأتي حرصي الشديد على أن تظل مؤسسات قطر المثال والأنموذج في الوقار والالتزام بالقيم وتعاليم شرعنا الحنيف

أقدم تحية إعزاز وتقدير للقائمين على مستشفى حمد والعاملين فيه لالتزامهم بتقديم أحسن الخدمات وبأقل التكاليف وعلى التزامهم بأدب المعاملة وسرعة إنجاز المعاملات
وعلى استيعابهم لاقتراحات المراجعين وحاجاتهم

ولكنني أعتب عتبا شديدا على طريقة التعامل مع المراجعين من حيث احترام الخصوصية الشخصية وجنس المراجعين
وأخص هنا العيادات الخارجية ( مكان مراجعتي ) حيث لمست فيها عشوائية في التعامل مع الجنسين فربما راجع رجل فتكشف عليه امرأة أو امرأة ليكشف عليها رجل
على الرغم من وجود الجنسين من الفاحصين وأعني هنا غرفة الفحص الأولي في عيادة القلب
( قياس الضغط وتخطيط القلب ونحوه .. ) مع العلم بأن المريض يضطر لنزع معظم ملابسه عند تخطيط القلب أو فحص الجهد ....

والأنكى والأشد أن هذا يحدث على مرأى ومسمع من المراجعين جميعهم فلا يكلف الموظف نفسه بإغلاق الباب عند الفحص
يعني أنت معرض ليراك الجميع تفحص ضغطك أو تقيس وزنك أو حتى عند تخطيط القلب

لو كان الأمر صعبا لما لمت المسؤولين أو العاملين في العيادات الخارجية ولكن ما أطلبه ويطلبه الكثيرون متاح وهين
باختصار : تخصيص غرف للنساء وأخرى للرجال وليفحص الرجال رجل والنساء امرأة
وإغلاق الأبواب عند الفحص لمراعاة الخصوصية

ما حدث معي ويحدث مع الكثيرين أكثر من الذي ذكر واللبيب بالإشارة يفهم

قد يقول قائل إن بعض المراجعين موافقون ولكن لا يخفى على أحد أن السلامة في البعد عن ما يمكن البعد عنه وتقدير الضرورة بقدرها
ومن المعلوم أن علاج المرأة للرجل أو العكس من الضرورات المباحة ولكن بقدر الحاجة ولا يلجأ إليها إلا عند الضرورة

وأنقل هنا فتوى مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة في دار السلام 1993م.
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: (مداواة الرجل للمرأة).
وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله،
قرر ما يلي:
1 - الأصل أنه إذا توافرت طبيبة متخصصة يجب أن تقوم بالكشف على المريضة وإذا لم يتوافر ذلك فتقوم بذلك طبيبة غير مسلمة ثقة، فإن لم يتوافر ذلك يقوم به طبيب مسلم، وإن لم يتوافر طبيب مسلم يمكن أن يقوم مقامه طبيب غير مسلم. على أن يطلع من جسم المرأة على قدر الحاجة في تشخيص المرض ومداواته وألا يزيد عن ذلك وأن يغض الطرف قدر استطاعته، وأن تتم معالجة الطبيب للمرأة هذه بحضور محرم أو زوج أو امرأة ثقة خشية الخلوة.
2 - يوصي المجمع أن تولي السلطات الصحية جل جهدها لتشجيع النساء على الانخراط في مجال العلوم الطبية والتخصص في كل فروعها، وخاصة أمراض النساء والتوليد، نظرًا لندرة النساء في هذه التخصصات الطبية، حتى لا نضطر إلى قاعدة الاستثناء.
والله أعلم.


وفي الختام : لا بد من تقرير أن الإخوة في العيادات الخارجية يبذلون ما يستطيعون مهنيا ولكن أرجو منهم أن يراعوا أننا في بلد يحترم العادات والتقاليد وفوق هذا تعاليم ديننا الحنيف
ولا ينسهم انشغالهم بروتين العمل وكثرة ما يرون مراعاة هذه التقاليد والقيم

ومني إليكم تحية وسلام ....
أخوكم
مجرد إنسان