بعد أن تحول «البودي بلدينغ بوي» إلى موضة.. وسهولة تناول الهرمونات والمنشطات


إقبال شبابي على «كمال الأجسام».. ونفخ العضلات

الدوحة - محمد سيدي العرب

تشهد النوادي والصالات الرياضية المخصصة لبناء الأجسام والمعروفة بنوادي «الجيمناستيك» إقبالاً كبيراً من الشباب خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تحول منظر الشاب المنتفخ العضلات البارز الصدر إلى صورة نمطية للشاب «المودرن» وموضة عصرية يسعى المراهقون والشباب الصغار إلى الظهور بها بين رفاقهم. ربما لأنها تعطيهم شعوراً بالقوة والرجولة، أو لأسباب ودوافع أخرى.

ومن أبرز نتائج هذه الظاهرة الإقبال الكبير على هذه الصالات من قبل الشباب الراغبين في التسجيل في أنشطة وتمارين «النفخ» العضلي التي تنظمها هذه الأندية، حتى إن الطلبات فاقت القدرة الاستيعابية لأغلب هذه الأندية المنتشرة في الدوحة. مما حدا بمسيريها إلى زيادة أوقات الدوام واعتماد جداول زمنية للتمارين لتلبية طلبات الاشتراك الكثيرة.

إلا أن انتشار هذه النوادي والإقبال المتزايد عليها مدعاة لإثارة التساؤل حول السبل التي تعتمدها هذه الأندية في تنمية الأجسام، وتحويل الشاب من نحيل الجسم إلى عملاق في أيام، خاصة بعد الحديث عن اعتماد المدربين على مواد كيميائية ومغذيات اصطناعية ومنشطات للوصول إلى نتائج سريعة. وبسبب نقص التوعية في بعض النواحي المتعلقة بهذه الرياضة هناك أساليب وممارسات خاطئة يقع فيها بعض الشبان بسبب إقبالهم على تناول المنشطات والهرمونات مع عدم معرفتهم التامة بالأضرار التي قد تخفى على الشاب الذي لا هم له سوى أن يكون بمظهر «البودي بلدينغ بوي»!!.

وفي جولة ميدانية قامت بها «العرب» زرنا بعض هذه الأندية والصالات، وتحدثنا إلى المدربين وممارسي رياضة كمال الأجسام حول الطرق المتبعة في التدريبات والنظام الغذائي الذي يتوجب على المشتركين التقيد به، كما استوضحناهم عن حقيقة استعمال مستحضرات كيميائية ومنشطات في هذا النوع من الرياضة للحصول على نتائج جيدة وسريعة. فيما تحدث أطباء وخبراء حول المخاطر الصحية لهذه المواد.


خطر الموت الفجائي

لم يفتأ الخبراء والمختصون في التغذية يحذرون من الخطورة الكبيرة التي يشكلها الانتشار الكبير لتعاطي المنشطات الهرمونية بمختلف الأندية والصالات الرياضية من قبل الممارسين الهواة. وسبق أن طالب عدد من المتدخلين خلال حلقة نقاش نظمها مركز أصدقاء البيئة العام الماضي بالدوحة بضرورة سن تشريع واضح وصريح يحظر تناول هذه المواد على الشباب والرياضيين الهواة، مع ضرورة وضع آلية فعالة وخلق جهاز مركزي يعمل على تنسيق جهود مختلف المؤسسات المعنية لتطبيق هذا القانون، كما دعا المتدخلون إلى تشديد الرقابة على الأندية الرياضية الخاصة وصالات الرياضة واتخاذ التدابير والإجراءات في حق مروجي هذه المنشطات. ونبه البعض إلى أن تجارة المنشطات أصبحت لها «سوق سوداء» نشطة تقف وراءها شبكات منظمة، وتغذيها إغراءات بعض المجلات المتوفرة بمقرات مختلف الأندية الرياضية الخاصة التي يشترك فيها الشباب.

وأوضح الدكتور طارق النيداني مسؤول برنامج التدريب والتثقيف باللجنة القطرية لمكافحة المنشطات أن العديد من الأبحاث العلمية تؤكد الإقبال الكبير من الرياضيين على تعاطي الهرمونات البنائية، كهرمون الذكورة وهرمون النمو، على اعتبار أنها فيتامينات أو مواد مكملة تفيد الجسم ولا ضرر من استعمالها، وشدد على أن هذه المنشطات تنطوي على مخاطر صحية عديدة يمكنها أن تصل بمستعملها إلى الوفاة الفجائية، مشيرا إلى حالات بعض الرياضيين الذين توفوا في أعمار متوسطة لهذا السبب، هذا إضافة إلى الانعكاسات الصحية الأخرى كالفشل الكلوي وأمراض الكبد، وهبوط القلب وعدد من المشاكل الجنسية وغيرها.



ودعا الدكتور النيداني إلى ضرورة الاستعجال في استصدار قانون خاص ينظم تداول المنشطات في صفوف الشباب الرياضيين، وإلى تشديد الرقابة الدوائية لمنع وصول الأدوية المحتوية على هرمونات إلى السوق السوداء للمتاجرة فيها، ومنع تسرب هذه المواد من الخارج. ونوه إلى قصور التشريع القطري عن مسايرة القانون الدولي والمدونة العالمية التي تحظر نقل هذه المواد عبر الحدود، كما شدد على أنه لا يوجد أي تنسيق بين الجهات المعنية: وزارة البلدية والتخطيط العمراني، وزارة الداخلية، وزارة الصحة، الهيئة العامة للجمارك والموانئ، اللجنة الأولمبية القطرية وغيرها..



مكمِّلات لا منشطات!

أروين أحد أبرز المدربين في قطر لرياضة كمال الأجسام، وتشهد الصالة الرياضية التي يديرها إقبالاً كبيراً وتحظى بسمعة جيدة منذ سنوات، نفى بشكل قاطع أن تكون المنشطات أو الأدوية المحفزة كالهرمونات والمواد الكيمائية الأخرى التي تقوي النشاط الجسماني مستخدمة في الأندية المحلية، معتبراً أن الأضرار الكبيرة والآثار الجانبية لها تفوق النتائج التي قد يتوهم البعض أنها ستتحقق من خلال استعمالها. وكشف أروين أن الراغبين في الانضمام لهذه الأندية وممارسة هذا من النوع من الرياضة المعتمدة على رفع الأثقال والتمارين المجهدة يجب أن يتمتعوا بصحة جيدة وقوة بدنية مناسبة، وأن لا يعانوا من أي أعراض صحية كالسكري وضغط الدم المرتفع أو أي نوع من أنواع الأمراض المزمنة، مؤكداً أن كل من يشك في أنه يعاني من مثل هذه العوارض الصحية يرسل إلى الطبيب للكشف على حالته واستصدار شهادة طبية تؤكد قدرته على الاستمرار في التمارين.

ويضيف أروين: «أول شرط أؤكده لمن يأتيني راغباً في التسجيل والمشاركة في هذه الرياضة أن المفتاح الأول للنجاح فيها والحصول على نتائج جيدة هو أن يكون الشاب محباً بالفعل لرياضة كمال الأجسام، ومدركاً إدراكاً تاماً أن هذه الرياضة تتطلب صبراً ومثابرة ولن تتأتى نتائجها الملموسة إلا بعد جهد جهيد قد يستمر لعدة سنوات، كما أنها تعتمد على نظام غذائي ورياضي محدد بطريقة علمية مدروسة». وشدد أروين على أن النقطة المحورية في رياضة كمال الأجسام الحقيقية هي الغذاء الجيد والمتكامل، لأن المتمرن يبذل جهداً مضاعفاً يفوق بمرات الجهد الذي يبذله الإنسان العادي، مما يستوجب أن يكون غذاؤه معتمداً على مكونات تساعده على القيام بهذه التمارين المجهدة، كالكربوهيدرات والدهون والسكريات، على أن يتناول وجبة كل ثلاث ساعات، منوهاً إلى إمكانية استخدام بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على نسب مركزة من البروتينات والأمينات والتي لا تضر بالصحة كونها من منتجات طبيعية وإن كان لا ينصح بها إلا من يرغبون في احتراف رياضة كمال الأجسام والمنافسة فيها.

كما أن الراحة البدنية للمتمرن، يقول أروين، تعتبر أساسية جداً حتى تتمكن العضلة من النمو ولأن الجسم ينمو في فترة الراحة، حيث إن الأنسجة العضلية تعاود بناء نفسها لذلك أغلب برامج تدريب كمال الأجسام الطبيعي تكون من 3 إلى 2 مرة في الأسبوع فقط ولا تتجاوز الأربع مرات في الأسبوع كحد أقصى حيث إنه يجب أن تعطي على الأقل يوم راحة بين تدريب وآخر.



الصدفة ساقتني لحمل الأثقال!

دهام الخليفي أحد هواة رياضة كمال الأجسام ومن المشتركين في نادٍ متخصص، قال إن الصدفة هي التي ساقته لهذه الممارسة، حين أتى مع صديق له إلى هذا المركز ليسجل فيه، ليعجب بمدى مثابرة واهتمام الشباب بتنمية قواهم الجسمانية رغم أن التمارين مجهدة وقاسية. يقول الخليفي:»أنا ممن يحبون تجريب أي شيء جديد، وقادتني المصادفة والفضول إلى أن أكون أحد هواة هذه الرياضة الجميلة، التي تتطلب صبراً وأناة ولا يمكن الحصول على نتائج بينة فيها إلا بعد سنوات من العمل الدءوب، كما أن الممارس لها معرض لإصابات روتينية مختلفة كالتشنجات العضلية وآلام المفاصل».
وأشار دهام - الذي يمارس الرياضة كهاوٍ ولا ينوي احترافها- إلى أن تناول المكملات الغذائية ضرورة لابد منها لمن يمارس كمال الأجسام، أما ما يشاع عن استخدام منشطات محظورة للوصول إلى نتائج سريعة فهو مقتصر على المحترفين أو من يشاركون في منافسات وبطولات عالمية، مؤكداً أن المفتاح الأساسي للنجاح في هذه الرياضة هو الغذاء المتكامل والراحة الكافية والتمارين المنتظمة.

بدوره يوافق ناصر مكي على ما قاله زميله بخصوص شروط النجاح في رياضة كمال الأجسام لافتا إلى أنه هو الآخر انضم لممارسي هذه الرياضة بالمصادفة قبل ثلاث سنوات، نافياً بشدة أن يكون الجري وراء الموضة أو التشبه بأبطال الأفلام السينمائية هو الدافع الأول لممارسة الشباب لكمال الأجسام. وأضاف مكي أن السنة الأولى تعتبر المرحلة الأقسى في حياة رياضي كمال الأجسام، لأنه يعاني من صعوبة التمارين ولا يرى نتائج بينة على جسمه، لكن بالاستمرار والانتظام على ما ينصح به المدربون تظهر النتائج الجيدة.

ودعا مكي الشباب لممارسة مختلف أنواع الرياضة مهما كانت أشكالها، لأنها تملأ وقت الفراغ بما يفيد وتشغل الشاب عن الممارسات المنحرفة الأخرى التي تضر به وبمن حوله.




المكملات الغذائية

هناك أنواع متعددة من المكملات الغذائية منها بروتينات على شكل مسحوق تعمل على زيادة الوزن حيث تحتوى على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر وهناك نوع آخر يحتوي على نسبة متوسطة من الكربوهيدرات والبروتين مثل procompelxi ومنها عالي البروتين مثل whyprotin حيث تتوفر فيها الكمية الكافية من البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات، مع جدول غذائي، التي لا يستطيع اللاعب الحصول عليها من الوجبات الغذائية ولأنه كلاعب كمال أجسام وقوة بدنية يجب أن تتوافر له الكمية الكافية في التغذية الصحية لذلك يتم اللجوء إلى استعمال المكملات الغذائية التي يجب أن تؤخذ بشكل مدروس وتستخدم مع الوجبات الغذائية اليومية وهناك نوع آخر يعمل على زيادة الطاقة والمحافظة على العضلات مثل الكرياتين والجلوتامين بالإضافة إلى HMB وZMA وغيرها من المواد الأخرى والتي تعمل كل واحدة من هذه المواد في المحافظة على العضلات وتوصيل الجسم إلى عملية التفعيل الغذائي الكامل مثل (HMB) والجلوتامين الذي يزيد من قوة المناعة وسرعة صيانة الألياف العضلية بعد ممارسة التمارين الرياضية.

وهناك النوع الثالث من البروتينات على شكل كبسولات مثل الامنيوأسد لكن الاعتقاد السائد بين الكثير من ممارسي رياضة كمال الأجسام إن هذا النوع من البروتينات له تأثير على الجسم وعدم التفريق بين البروتين والمنشطات أو الهرمونات أما الامنيوأسد فهو عبارة عن أحماض أمينية مكونة من 32 حامضا أمينى اللازمة لبناء العضلات بطريقة صحية وتؤخذ من مصل اللبن أو الجبن الكازين لأن العديد من الأحماض الأمينية لا يمكن صنعها في جسم الإنسان ولهذا يتم اللجوء إلى استعمال الأحماض الأمينية عن طريق المكملات الغذائية.



ما هي المنشطات؟

هي عقاقير منشطة يتناولها بعض الرياضيين لرفع أدائهم.. وتعني تنشيط بناء أنسجة الجسم.. وتساعد المنشطات على بناء أنسجة العضلة وزيادة كتلة الجسم عن طريق قيامها بنفس دور هرمون الذكورة الطبيعي (Testosterone). وتستخدم المنشطات أكثر بين:

● الرياضيين ممن يمارسون رياضات تعتمد على القوة مثل رفع الأثقال والمصارعة.

● من يمارس رياضات تعتمد على الصبر والتحمل مثل السباحة.

● من يمارس رياضات وتمرينات الوزن وكمال الأجسام.

● أي فرد يهتم ببناء جسمه وعضلته.
هنالك بعض الأعراض التي يتعرض لها اللاعب بعد الإقلاع عن النظام القائم على المنشطات وتتمثل هذه الأعراض في:

1 - فقدان الوزن المكتسب أو التضخم العضلي تدريجيا.

2 - فقدان القوة المكتسبة من تناول المنشطات بشكل كبير وملحوظ.

3 - فقدان التحفيز على التمرين والانقطاع عن الانتظام في التمرين (وهو عامل نفسي قائم على السببين السابقين).

4 - الإحساس بالتقلب المزاجي والشعور بالإحباط (ويكون هذا الشعور واضح وقوى وملازم لمرحلة الانتهاء من البرنامج التدريبي القائم على المنشطات).

5 - إضافة إلى الأعراض الأخرى المحتملة الحدوث والغير حتمية ومنها هدوء الميول الجنسية والصداع والقيء والخمول الشديد باختصار سيدخل اللاعب مرحله عكسية لما كان عليه من قبل (مرحله تناول المنشطات).
وهناك العديد من أنواع المنشطات التي لها أضرار مختلفة ومن بينها مثلاً الستيرويدات وهي عبارة عن اسم هرمونات يفرزها الجسم ويتم اللجوء لاستعمالها عن طريق العقاقير المصنعة التي تعمل على زيادة العضلات بشكل مذهل ولافت للنظر وتزول سريعا عند التوقف عن استعمالها.
أما أضرار هذه المنشطات فهي مختلفة ومتنوعة وجميعها خطيرة على الإنسان مثل احتباس الماء والأملاح التي تؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض في الكلى والقلب ومن بين هذه المنشطات الخطيرة الدانبل والدبكادروبلين وسستاسون ومن الأمراض الأخرى الآلام في البطن والأرق وعدم القدرة على النوم.