منقول
جريدة الشرق 26/11/2009

أكدت أنها متطوعة بالدار منذ إنشائها.. د. كلثم الكواري:دريمة شهدت انتهاكات معنوية وجسدية لأطفال الأسر المتصدعة2009-11-26


نادي دريمة يحتله أبناء الموظفين لأن الدار ليس لديها أيتام مجهولي الأبوين
عندما يقال إن الكاتب هو شاهد عصره، فإن هذه المقولة هي التعبير عن واقع الحال الذي كان وما يزال يعيشه الكاتب ويحاول التعبير عنه بجميع الوسائل المتاحة، لذا فإن الكاتب مطالب بأن يكون شاهدا على عصره، وألا يعيش في برج عاجي بعيداً عما يدور حوله من هموم وقضايا المجتمع والناس، وبروح المسؤولية والرغبة في الإصلاح والسعي الدائم لتحقيق أحلام البسطاء في الحياة الحرة الكريمة، وبغير هذه الغايات والأهداف السامية يصبح دور الكاتب هامشياً وغير مؤثر في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وإشاعة الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية المساهمة في الحراك التنموي الوطني باعتباره مكسبا وطنيا وليس امتيازا لفئة من الناس دون غيرها، وما من واقع إلا ويحتاج إلى التغيير إلى الأفضل، والكتاب هم من ضمن الفئات المنوط بهم مهمة توضيح الطريق إلى هذا التغيير، حتى يكون الكاتب شاهدا على عصر بالقول والعمل.
والذين يرون الأخطاء ولا يعالجونها هم شركاء في ارتكاب هذه الأخطاء، إذا كانوا يملكون القدرة على علاجها ولم يفعلوا، فالموقف السلبي تجاه أي تقصير، هو تكريس لذلك التقصير، وتشجيع على استمراره، وتفاقم نتائجه، وليس من المقبول السكوت عن الأخطاء، وتجاوزها، أو الوقوف منها موقفا حياديا، رغم أنها وقعت تحت سمعه وبصره ولم يحرك ساكنا لعلاجها ناسياً قوله تعالي: {وَلا تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ} (البقرة / 283).
ولأن الكاتب جزء من منظومة الإصلاح العام في المجتمع، عليه ألا يقبل التردد في اتخاذ قرار العلاج، حتى لو لم تكن ضمن نطاق دائرته التي يعمل بها لأنه يستطيع الإصلاح بكشف المستور بغية البهرجة التي ما انزل الله بها من سلطان ولا تخدم سوى مصالح فئة معينة تصر على جعل الأمور فيها لامعة وبراقة كما يحدث في المؤسسة القطرية لرعاية الأطفال "دريمة"، بالرغم من أن هذا اللمعان يخفي مشكلات بدلا من السعي لمعالجتها واخفائها وطمر الرؤوس في الرمال حتى لا تصل الى مسامع من يهمهم الأمر، لقد نسي السيد خالد كمال مدير المؤسسة أو تناسى أن المجتمع القطري مجتمع صغير، تتناقل فيه الاخبار بسرعة عجيبة تهم فئة معينة وضعت في هذه المؤسسة بهدف توفير بيئة آمنة مستقرة لها بديلة عن البيئة الطبيعية لا لأجل المتاجرة بها واستغلالها لتلميع صورة مدير الدار الذي لا يفتأ يظهر في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ليل نهار منذ انشاء الدار عام 2003 وحتى اليوم دون هدف يذكر.
لقد وقعت دولة قطر على اتفاقية حقوق الطفل في قطر عام 1993 وصادقت عليها عام 1995، وضمنت بنود الاتفاقية في التشريعات الوطنية، وجاءت نصوصها متوافقة مع البند 21 من الدستور الدائم لدولة قطر والذي ينص على ما يلي:
"ترعى الدولة النشء، وتصونه من أسباب الفساد وتحميه من الاستغلال، وتقيه شر الإهمال البدني والعقلي والروحي، وتوفر له الظروف المناسبة لتنمية ملكاته في شتى المجالات، على هدى من التربية السليمة"
غير أن السيد كمال لم يلتزم بأي بنود لأي اتفاقية وقد استهل مقدمة اللقاء بالقول التالي: "اقتحمت "تحقيقات الشرق" عالم دريمة وهي المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام للتعرف على أسرار هذه المؤسسة ومبادئها وما تقوم به من اجل الأطفال اليتامى، وخلال مواجهة ساخنة مع خالد كمال مدير عام المؤسسة واجهناه بكل ما يدور بالأذهان خارج أسوار هذه المؤسسة الضخمة، فوجدنا إجاباته مجموعة كبيرة من الأسرار والمفاجآت التي يكشفها لأول مرة، تجولنا داخل المؤسسة وتعرفنا على كيفية إقامة الأطفال بداخلها وأساليب التعامل التي تتبعها إدارة المؤسسة مع المقيمين بداخلها".
وبحثنا عن الأسرار والمفاجآت التي قرر السيد خالد كمال مدير المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام "دريمة" انه سيكشفها لأول مرة ولم أجد سوى تكرار لكل ما استهلك من لقاءات في الجرائد والمجلات والمنتديات الالكترونية بالإضافة إلى أجهزة الإعلام الأخرى كالتلفاز لدرجة تصل لأكثر من لقاء مقروء ومشاهد في الشهر الواحد أو الشهرين.
وهكذا هو الحال منذ إنشاء "دريمة" في 2003 إلى أن تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو أمير البلاد المفدى، فشملت برعايتها الكريمة التدشين الرسمي للمؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريمة) يوم الأربعاء الموافق 3 — 5 — 2007.
وقبل أن أفند إجابات السيد خالد كمال مدير المؤسسة بداية دعوني أشير إلى قول صحيح ورد في المقدمة ألا وهو "أسوار هذه المؤسسة الضخمة" التي تحتوي على ثلاثين فيلا قال عنها حينما سأل من قبل مقدم برنامج "الدار" السيد حسن الساعي في اللقاء الألف الذي أجري معه في التلفاز بأن 80% من هذه المباني يشغلها إداريون ولم أعلم وقتها هل كان يشمل في تصريحه مكتبه المكون من دورين ويحتل فيلا كاملة لم تجهز ديكوراتها منذ عامين وحتى اليوم؟! وهو الذي يفترض به أن يكون أقل تواضعا بصفته مديراً لمؤسسة اجتماعية خاصة تقدم الرعاية التامة لفئات مستضعفة من الأطفال، وقبل أن أستطرد أطرح سؤالاً: هل مكتب سعادة رئيس مجلس الوزراء مكون من فيلا من دورين؟ أو أي وزير آخر؟
ولأبدأ بعد ذلك باجابته على اثر السؤال الذي وجه إليه عن نوعية الفئات التي تشملها المؤسسة من أيتام قائلاً: "هناك أربع فئات من الأيتام وهي فئة الأيتام العاديين (الأطفال متوفو الأب أو الأبوين) وأيضا فئة الأيتام مجهولي الأب وفئة الأيتام مجهولي الأبوين وفئة اليتم الاجتماعي وهذه الفئة تشمل أبناء الأسر المتصدعة الذين يثبت البحث الاجتماعي استحالة رعايتهم في أسرهم الطبيعية كأبناء السجناء والمرضى العقليين أو النفسيين وأبناء المدمنين والأطفال الذين لا راعي لهم من ذوي القربى أو المشردين أو المهملين بسبب انفصال أبويهم".
دعوني بعدها أوضح لكم أن لائحة النظام الأساسي المعدل التي خرجت باسم صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند لإنشاء "دريمة" والتي لم تشمل أبدا فئة الأيتام العاديين، بل ركزت على فئة الأيتام مجهولي الأبوين وفئة اليتم الاجتماعي وهذه الفئة تشمل أبناء الأسر المتصدعة الذين يثبت البحث الاجتماعي استحالة رعايتهم في أسرهم الطبيعية كأبناء السجناء والمرضى العقليين أو النفسيين وأبناء المدمنين والأطفال الذين لا راعي لهم من ذوي القربى أو المشردين أو المهملين بسبب انفصال أبويهم لحين إيجاد أسرة بديلة طبيعية أو عودة اليتيم الاجتماعي إلى أسرته الأصلية بعد قيام المؤسسة بعمل برنامج علاجي لكل الأطراف فهل قامت "دريمة" بذلك؟ " بالطبع لا لأجل أمرين، الأمر الأول أن مهمة الدار هي أن تكون مقراً للأيتام، وهو في سبيل ذلك يحرص على ألا يفلت من بين جدران هذه الدار أي يتيم لديهم، رغم أن هذا اليتيم قد تتيسر له أسرة كريمة تنوي ضم حضانته إليها طمعاً في الأجر والثواب، وثمة هدف لا نظنه يغيب عن تفكير القائمين على الدار وهو الإسهام في تنشئة المواطن الصالح، فإذا تيسر لها ذلك عن طريق بعض الأسر الفاضلة، فإن في هذا عون لها على مهمتها، وهي كما قلنا تنشئة هؤلاء الأيتام ليكونوا مواطنين صالحين، يسهمون في خدمة الوطن ونهضته الشاملة.
أما الأمر الثاني: المتاجرة بهم وعرضهم رغم قوله "دمجهم" في كافة وسائل الاعلام ودعوني أختصر الأمر لأقول لكم:
ان الموجودين حاليا ستة أطفال من الاسر المتصدعة وهم ليسوا باليتامى كما يقول، بل لديهم أسرة ولديهم أسماء حقيقية وليست وهمية وبدلا من يحاول حل علاج مشكلة الاسرة واعادتهم الى بيئتهم الطبيعية، اصبح يتاجر فيهم في مختلف الانشطة المختلفة!! اذن هم أطفال طبيعيون وليسوا مجهولي الابوين وليسوا أيتاما لأن والديهم على قيد الحياة وهم يقولون لجميع الناس انهم يعيشون في دريمة اذن ما الحاجة الى دمجهم.
ان نادي دريمة يحتله أبناء الموظفين، وهم من يقومون بالاستفادة من جميع التسهيلات الموجودة لأن الدار لا توجد لديها أيتام بمعنى مجهولي الأبوين وفي ذلك بشرى بأن هذا المجتمع متكافل.
سأروى لكم قصة واحدة لأن الوقت تأخر كثيرا لارسال الرد في يوم الاثنين الذي سبق موعد التدشين الذي كان سيوافق الاربعاء 3 من مايو وقفت الحاضنة أمام السيد كمال تطلب الطفل الذي تم وضعه في المستشفى للاختتان والذي كانت تملك صكا من المحكمة باحتضانه، فما كان منه حينما علم أن هناك طفلا سوى أن هرع الى المستشفى لأخذه دون استئذان من أحد بصفته مدير المؤسسة ودون أن يراعى أن هذا الطفل لم يعد من ممتلكاته، وحين علمت الام الحاضنة ذهبت اليه لاسترجاع طفلها وبعد مجادلات عقيمة وتهديد من قبلها بتدخل الشرطة اذا لم يسلمها الطفل الذي تمت سرقته من المستشفى وقف أمامها متوسلا قائلاً العبارة التالية:
— أرجو أن تتركيه فقط لمدة يومين وسأعيده لك بعد التدشين.
وهنا كانت الكارثة، مدير المؤسسة يطلب من الأم أن تترك طفلها ليقوم بعرضه للتدشين هل تصدقون معي هذه الحكاية؟!
نعم أنا شاهدة عليها حدثت في ظهر يوم الاثنين حينما كانت المؤسسة تعد للتدشين من قبل سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
أترك هذه المسألة لحكمكم الشخصي؟
وهذه ليست نهاية الحكاية فهناك انتهاكات معنوية وجسدية حدثت بمباركة مدير المؤسسة لأطفال الاسر المتصدعة ولم يقم بمعاقبة الفاعل حتى لا تشوه صورة المؤسسة؟
وحين تم الاعلان عنها من قبل اسرة الأطفال وتم تداولها في المنتديات وتم سؤاله عنها في برنامج "الدار" أجاب: أطفال ويتهاوشون، فما كان من مجلس الادارة الا أن قام بالتحقيق في القضية وفصل المشرف؟ بعد اربعة اشهر من السكوت عليه من قبل المدير؟
أنا مسؤولة عما أقول ولم يسعفني الوقت لتفنيد اجاباته وكشف بقية المستور ولكن ان سمح لي رئيس التحرير بعودة أخرى سأقول بقية ما لدي، وأنا أملك الادلة على ما أقول والله على ما أقول شهيد.
نسيت أن أخبركم ان معلوماتي استقيتها من وجودي في الدار كمتطوعة منذ انشائها وبعض الصور المرافقة تثبت انني عملت معه كثيرا وسافرت معه الى عدة دور للأيتام للاستفادة من التجارب كوني اعمل في مجال الخدمة الاجتماعية وأكاديمية ولم يستفد من أي شيء لكنه لم يخجل حينما طلب من الحاضنة أن تترك طفلها للتدشين.. سؤال موجه للجنة الوطنية لحقوق الانسان: أليس هذا اتجارا بالبشر؟.
د. كلثم جبر الكواري
أستاذ مساعد قسم العلوم الاجتماعية جامعة قطر

في انتظار تعليقاتكم