برج دبي ينشّط العقارات والسياحة
توقع عقاريون أن تشهد السوق العقارية في الإمارات حراكا ملموسا بعد أن يتم افتتاح برج دبي في الرابع من الشهر المقبل. كما يتوقع أن ينعكس افتتاحه إيجابا على قطاعات اقتصادية تعاني ركودا غير مسبوق منذ أكثر من عام جراء الأزمة العالمية التي تلتها أزمة ديون الإمارة.
وينتظر مئات المستثمرين ومالكي العقارات في دبي تسليم البرج -وهو الأعلى والأشهر في العالم- وسط توقعات بانحسار الركود الذي تأثرت به السوق العقارية أكثر من غيرها.
وتتكتم شركة "إعمار" العقارية المطورة للمشروع على الكثير من تفاصيل البرج الذي يتوسط مشروعا بلغت كلفته 20 مليار دولار. لكن الرئيس التنفيذي لشركة "أرابتك للإنشاءات" -وهي المقاول الرئيسي في المشروع- كشف للجزيرة نت أن البرج يتكون من 160 طابقا.
عامل منشط
ويسود التفاؤل أوساط العقاريين بمرحلة ما بعد تسليم البرج، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة "دايموند" للتطوير العقاري فارس سعيد إن افتتاحه سيساهم في تنشيط كبير للسوق العقارية.
يتوقع أن ينعش مشروع البرج سوق العقارات في الإمارات عامة
وتوقع سعيد في حديث للجزيرة نت ارتفاعا ملموسا لأسعار العقارات في البرج والمنطقة المحيطة به في العام 2010. وقال "سترتفع الأسعار في دبي عموما بما لا يقل عن 10%، بينما قد يصل الارتفاع في أسعار وحدات البرج ذاته إلى 50%".
وأشار إلى أن غالبية مالكي الوحدات العقارية في البرج أمسكوا عن البيع منذ عدة شهور عندما تأكد موعد التسليم مطلع الشهر المقبل. ورجح أن ينشط افتتاح البرج المرافق السياحية وقطاعات اقتصادية أخرى.
وأيده الخبير العقاري والمستشار في جمعية المقاولين الإماراتيين عماد الجمل الذي قال للجزيرة نت إن افتتاح برج دبي سينشط قطاعات اقتصادية أخرى في دبي غير السوق العقارية, وسيعيد استقطاب المستثمرين إلى الإمارة.
وتوقع من جهته أن تستعيد الأسعار في منطقة البرج عافيتها في 2010 بعد أن يتم افتتاح هذا الصرح الأعلى في العالم والذي سيكون معلما من معالم دبي.
وتوقع أيضا أن ترتفع أسعار العقارات في برج دبي ذاته وفي المنطقة المحيطة (برج دبي داون تاون) بين 10 و20% بعد افتتاحه. وقال إن البرج يشكل مدينة صغيرة تتسع لـ100 ألف شخص قامت على أساس رأسي وليس أفقي.
وتبنى وسيط عقاري بدبي احتمالات الرأي ذاته. وقال زهر الدين سليم للجزيرة نت إن كثيرا من مالكي الوحدات العقارية هناك أمسكوا عن عرض وحداتهم للبيع في انتظار الافتتاح، وتوقع حراكا بسوق دبي العقارية خلال الفترة التي ستلي التسليم للمالكين.
قطاعات تنتعش
في المقابل استبعد الرئيس التنفيذي لشركة "صكوك" العقارية ضرار حطاب أن يؤدي تسليم البرج إلى ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة. وقال للجزيرة نت إن "السوق العقاري يتحرك ببطء شديد وليس كأسواق الأسهم التي تتجاوب سريعا مع أي حدث أو خبر".
ورأى أن انتعاش السوق العقاري يحتاج إلى تنفيذ مشروعات حكومية كبرى وضخ سيولة كبيرة. بيد أنه توقع بدروه أن ينشّط افتتاح البرج قطاعات ومرافق اقتصادية كثيرة في دبي. فهو سيجلب أفواجا سياحية كثيرة, ويرفع نسب الإشغال الفندقي والحركة في مطارات الدولة.
وأشار إلى أن تسليم وحداته لمالكيها سيمنحهم فرصا جيدة للبيع أو الرهن أو التصرف، كما أن البرج سيظهر البنية التحتية القوية في إمارة دبي، وهذه كلها انعكاسات إيجابية غير مباشرة على السوق العقارية.
وكانت إعمار -العقارية التي تمتلك حكومة دبي حصة أغلبية فيها- قد بدأت منذ سنوات في بناء برج دبي ليكون أعلى ناطحة سحاب في العالم، وطرحت وحداته للبيع.
وتهافت آلاف المستثمرين على شققه وأجنحته ومكاتبه، وبيعت لاحقا بأسعار قياسية نتيجة المضاربات حتى تجاوز سعر القدم المربع الواحد فيها عشرة آلاف درهم. لكن هذه الأسعار هوت لتحوم حول ثلاثة آلاف درهم بسبب الأزمة العالمية.