دعت دراسة أصدرها مصرف الإمارات الصناعي أمس إلى إقامة شبكة متكاملة للغاز الطبيعي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإزالة العقبات التي تحيط بما وصفته بالمشروع الحيوي الذي تعرقل تنفيذه سنوات طويلة. وأوضحت الدراسة أن دول مجلس التعاون تمتلك 24 في المائة من احتياطيات الغاز المكثفة في العالم، إلا أن البنية الأساسية للغاز في حاجة إلى تطوير شامل لتلبية احتياجات النمو بين دول المجلس من جهة، وتلبية الطلب المتزايد على الغاز محليا وإقليميا وعالميا من جهة أخرى.
واقترحت الدراسة إقامة شبكة الغاز الخليجية المركزية انطلاقا من حقول الغاز القطرية، على اعتبار أن قطر تتوسط جغرافيا دول مجلس التعاون وتمتلك 63 في المائة من احتياطى الغاز الخليجي ويمكن مد الشبكة شمالا نحو السعودية والبحرين والكويت وجنوبا نحو الإمارات وعُمان.
وقالت الدراسة إن دول المجلس تمتلك ربع الاحتياطي العالمي من الغاز تقريبا ما يؤهلها لأن تكون أحد أهم مزودي الغاز الطبيعي فى العالم، وخصوصا إلى الأسواق الناشئة في آسيا وسريعة النمو مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية.وأوضحت أن إقامة شركة دولفين في الإمارات للتزود بالغاز القطري يعتبر نقلة نوعية مهمة واستثنائية في مسار صناعة الغاز الخليجية، ذلك لأن خطوط الغاز الممتدة من قطر حتى أبو ظبي ودبي ومن ثم الفجيرة وعُمان ستمثل أهمية كبيرة لاقتصادات دول مجلس التعاون الثلاث المشتركة في المشروع. وأضافت أنه فيما عدا مشروع دولفين الذي بذلت الإمارات جهودا كبيرة من خلال برنامج المبادلة لإبرازه الى حيز الوجود، فإن دول الخليج تفتقر حتى الآن لمشاريع الغاز المشتركة رغم حاجتها الماسة لمثل هذه المشاريع، التي يمكن أن تشكل نقلة نوعية على طريق التكامل والتنسيق الاقتصادي الخليجي.
وتابعت أن التجارب السابقة فى أوروبا وإفريقيا تبين أن نقل الغاز عن طريق الأنابيب يؤدى إلى تخفيض تكاليف نقله بنسب كبيرة، وتحقيق مكاسب مهمة للبلدان المصدرة والمستوردة على حد سواء. فمن جهة تمنح مثل هذه التكاليف المنخفضة أفضليات تنافسية للغاز كمصدر للطاقة مقارنة مع مصادر الطاقة البديلة، ومن جهة أخرى فإنها تساهم في توفير الغاز بأسعار مناسبة لإنتاج الطاقة الكهربائية وللاستخدامات المنزلية والصناعية. وأوضحت أنه على مستوى دول مجلس التعاون فإن الأسعار المناسبة للمستهلكين ستؤدى بدورها إلى رفع المستوى المعيشي، وستمنح الصناعات التحويلية أفضليات إنتاجية تتيح لها قدرات تنافسية في الأسواق العالمية التي تشتد فيها المنافسة بفضل تحرير الأسواق في ظل العلاقات الاقتصادية والتجارية السائدة في العالم.

هذا الرابط:

http://www.aleqtisadiah.com/AswaqList.asp?NewsID=505