صفحة 51 من 370 الأولىالأولى ... 41495051525361101151 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 501 إلى 510 من 3692

الموضوع: تحليلات... لمختارات من الادب العالمي...

  1. #501
    عضو مميز
    رقم العضوية
    25421
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    520
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arab!an مشاهدة المشاركة
    أهلن اهلن

    نورتوا


    شاهه و فرحة ايامي ..

    عودا حميدا ..

    والحمدلله على السلامة يا فرحة والله يجعل ايامكم كلها فرح وسرور ..


    حبيت ارحب الآن في عجاله .. ولي عودة للموضوع لاحقا ان شاء الله للمتابعه
    يسعد مساءك أخي آربيان

    والشكر الجزيل على ترحيبك وننتظر عودتك للموضوع بفارغ الصبر

  2. #502
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غايه الطواش مشاهدة المشاركة


    اخي الفاضل ....
    كنت متابعه بصمت لهذهِ الملحمه الرائعه ..

    ولكن ما اجبرني للكتابه ..هي معركه غاغاميلا ... والخطه البارعه التي رسمها الاكسندر المقدوني ضد الفرس ...
    واكثر ماشد اعجابي بهذه القصه...هي قطع العقدة بالكنسيه ومقاله الكسندر وقت قطعها بالسيف ....."اعجبتني عزيمة"
    كان عدد جيش الاكسندر المقدوني مابين 40 الى 40 الف مقاتل في المقابل كان جيش الفرس يتكون من 250 الف مقاتل وكانت خطه الاكسندر بشكل لا اعرف شرحه
    ... على كل ماخطط له ملك الفرس انتهت الحرب بمقتله على يد احد القاده بعد هروبه

    اخي الكريم هذا الموضوع يعتبر تغذيه فكرية ادبية ..

    اعتذر على المداخلة "عائدة الى المتابعة بصمت"

    حسنا ما صنعتيه و ما اضفتيه..
    و خسارة -نرجو اعادة النظر فيها-
    القرار الذي أنهيتي به أولى مشاركتك!

    إن تبادل المعارف بين الناس...
    امر فيه من الفوائد ما لا يخفى على من هم مثلك!
    و لربما..من اكبر و اعظم الفوائد (الشخصية) للانسان..
    هو ما يجنيه بسب ذلك من تثبّت و تثبيت لمعلوماته
    و فهمه للمعلومات و المعرفة التي يكون قد فاز توا بها
    من هنا او هناك!

    الوقوف في جانب التلقي.. خاصة في العلم و المعرف..
    لا شك انه يأتي لصاحب هذا الموقف بفوائد..
    لكن..من تجرية تناهز الـ 17 سنه..وجدْتُ ان
    التحاور حول ما أقرؤه و السعي لإيصال المعلومة للآخرين..
    فيه فوائد اعظم لصاحبها تفوق الفوائد التي تتحصل
    لمن يكتفي فقط بتلقيها!

    كانت اول شرارة لهذا النهج في حياتي
    تقريبا في اواخرالعام 1993 و بداية العام 1994
    عندما أهداني أخ (عظيم-لن اوفيه حقه) من الكويت
    شريطا للمفكر الامريكي الكبير (ستيفن كوفي)
    حوله كتابه -الذي اعتبره من الكتب الخالدة-
    العادات السبع لاكثر الناس فعالية
    (The Seven Habits of Highly Effective People)!

    اهم ما يهمنا من ذلك ههنا..
    انه - كوفي- اعطى نصائحه في بداية الشريط للمستمعين لكيفية تثبيت المعلومات
    و تعظيم قدر الاستفادة منها...
    و مما ذكره..هو (تكرار اعادة القراءة)
    مستشهدا في ذلك بما يفعله المسلمون مع (القرآن الكريم)!

    وكذلك..و هو ما يهمنا ههنا..
    المباشرة لنقل المعلومة(ـات) التي يتعلمها المرء
    لمن حوله
    ..
    باعطاء ملخص عنها و التناقش حول افكار
    الكتاب او النظرية او الكاتب...الخ الخ!

    فعندما نتقمص دور المدرس/ المعلم/الناقل...
    في الحقيقة فاننا نقوم بتلقين انفسنا لتلك المادة ..قَبل الآخرين..
    لاننا نضطر للتفكير بعمق في المادة التي نريد ان نطرحها
    على الأخرين..باكبر درجة تفيدهم و تلفت انتباهم لأهميتها!
    فيزيد بذلك ..الفهم في انفسنا لما كنا قد قرأناه..
    بدلا من ان نكتفي بمجرد الاستمتاع للمادة و القليل الذي
    بقي مما لفت انتباهنا!

    شخصيا..كانت شرارة تلك النصيحة..ملهمة لي
    في هذا المنحى..و بغض النظر عن مدى تجاوب الناس
    او اهتمامهم لما كنا و ما زلنا نتناقش فيه ..أبسببهم أحيانا
    ام الاهم بسبب ضعف طرحي للموضوع
    او عدم اختيار الوسيلة المناسبة..

    في المجموع..بعد هذه الرحلة..
    و خاصة بعد هذا الموضوع..
    اجدني..ادين بالجميل مع الكثيرين من الناس..
    لأخي الحبيب (بو عبدالله)
    -أسأل الله لكل مسلم ان يسخر له اخ في الله مثله -
    و الذي هو اليوم احد الاساتذة في جامعة الكويت..
    لا و لن انسى له..مع كلللل الأشياء الأخرى التي تعلمتها منه...
    امتناني العظيم له..لمّا قدم لي ذلك (الشريط)الذي لا زلت استرق
    الوقت لأعيد سماعه!

    *
    *
    ،،
    لا اسعى بالمرة ان اجعلك اختي/ غايه الطواش
    لتتنازلي عن ارادتك و قرارك...
    لكني....اكتب ما كتبته..فقط لاعلمك..
    انك قد تكونين في حاجة لاعادة اكتشاف
    و معرفة مخزونك العلمي..
    فقط بمحاولة النقاش فيه مع من حولك...
    او ان لم يكن..ففي مثل هذا المنتدى..
    افي هذا الموضوع او غيره..

    فربما يكمن ما نحن بحاجة له
    في اعادة استكشاف ما كنا نعرفه..
    و ليس في تعلم ما لا أو لم نعلمه!


    و اتمنى ان يكون في كل المخزون الهائل
    من المعارف التي نثرت ههنا من قبل
    كللل الاخوة و الاخوات...
    دليل كبير..على ما هو اعمق من المعاني
    التي ذكرتها فيما كتبته أعلاه!


    و الكلام أعلاه حتما هو ليس فقط لكِ..
    بل لكل من قد يكون مثلك..مكتفٍ بالمتابعة بصمت..
    حارما نفسه و ايانا..من فرصة حقيقية لتبادل
    المعارف و اثراء العقول و تعظيم الفااائدة..
    بأيسر جهد و الذي فيه اكبر مردود ..
    لربما على الذات قبل الاخرين!

    فثقي..اننا سنكون في ترقب..لاعادة النظر منك..
    للعودة ههنا..عندما يكون لك في ذلك..الرغبة!
    *
    *
    ،،
    أخيرا ..اشكر لك..
    تنويهك المختصر عن شيء اضافي
    لمعارك الاسكندر الاكبر..
    فقد يكون في كلامك محفزا للبعض..
    للتعمق في ذاك الاتجاه و المزيد من البحث!
    التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل ; 31-10-2010 الساعة 02:07 PM

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  3. #503
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو علاوي مشاهدة المشاركة


    انا سمعت انه سوري واسمه الاصلي شيخ زبير وتحول اسمه فيمابعد الى شكسبير


    shax-pur


    وأوضح " أي أن الاسم كان منقسماً إلى اثنين أو مركباً من اثنين ولقد ظهرت الصيغة المنقسمة أو المركبة هذه (لكن بالصيغة المألوفة للاسم) لكني مااقتنع بهالكلام
    مو مقنعك يا بو علاوي...
    و أنا معك

    و بغض النظر عن الاقناع..
    السؤال..ايش بيفيييد هالحين
    لو كان اصله سوري و لا غيره!

    و بعدين..في ذيك الايام
    ما كانت الشام اصلا تسمى
    "سوريا"..صحيح؟؟


    شرفنا مرورك و اهتمامك اخي/ بو علاوي!


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوان مشاهدة المشاركة
    هالقصة بالذات تعجبني

    لأن شيكسبير ما يصور فيها المرأه بالشكل التقليدي اللي نشوفه في جميع الروايات

    في هذي القصه .. المرأه غير
    لفتة دقيييقة من شخص مدقق..

    بداية نرحب بك جدا في هذا المكان..
    فحتما تواجدك معنا سيضفي للموضوع
    المزيد من "الالوان"

    ما اعرف عن كل الرويات..لكن نقول بالمجمل..
    و هالكلام يقودني الى سؤال يدور في بالي من أيام
    متعلق بالجزئية التي تطرقتي لها اخت/ ألوان
    و امور كثيرة اخرى..
    و هو..ما مدى تأثير (الاهداف التجارية/ المادية)
    للناشرين للكتب و الروايات على فحوى او محتوى
    كثير من الاصدارات..الادبية/الروائية منها بالأخص؟


    فأنا مثلك اخت ألوان..استغربت كثيييرا من اقحامات
    لامور يمكن بكل بساطة الاستغناء عنها في كثير
    من الرويات و الاصدارات..دون ان تخل بلب القصة..
    لكن المتأمل يرى انها قد تكون
    مقحمة اقحاما اما بدافع ذاتي من بعض المؤلفين
    او لربما بحث و شرط من قبل دور النشر ..
    و كلها اقحامات تهدف الى اكثار المبيعات
    عن طريق اجتذاب المزيد منالقراء الذين
    تجذبهم تلك الاسقاطات!
    و لو كان ذلك على حساب الكثير من الاخلاقيات!

    لم يقف هذا الامر..على صورة المرأة في الكتابة..
    لكن..على سبيل المثال..قرأت أن (تولستوي)
    اضطر ليقوم بتجميع مادة روايته (الحرب و السلم)
    لأن الناشر (الناشرين) لم يوافقوا على نشر اخر الاجزاء
    منها.. و التي صرح فيه بنقده "التأريخي" و تكلم فيه
    بصراحة عن شيء من "القضاء و القدر"..
    حيث انه كتب (الحرب و السلم) و نشرها على شكل اجزاء
    و لم تكن في البداية مجمعة في اصدار واحد..

    و قرأت شيئا مماثلا عن بعض شخصيا (اجاثا كريستي)
    حيث ورد لاحقا..انها ارادت تجديد و تنويع او التخلص
    من بعض اهم ابطال قصصها..الا ان الناشر ضغط عليها
    لكي لا تفقد الروايات (من وجهة نظره) شهرتها/الاقبال عليها
    و التي ارتبطت ببعض المحققين مثل المحقق (بوارو)!

    لا ادري..اعتقد ان هذه ملاحظة يجدر الالتفات لها..
    فكما تقول اختنا ألوان..
    انا كذلك و ربما غيري قد لاحظ
    ان قضايا معينة قد لا تكون فقط (المرأة)
    قد استغلت تجاريا لترويج كتب و اصدارات
    على حساب "الادب" نفسه!
    التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل ; 31-10-2010 الساعة 03:12 PM

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  4. #504
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432

    استرسال على شيء مما جاء في التعقيب بالمشاركة رقم 503 اعلاه

    لكي اكمل فكرتي حول
    "الاغراض التجارية" لبعض الاسقاطات
    في عالم بعض كتاب الروايات..
    و خاصة فيما يتعلق بتصوير المرأة
    اقول:

    ان التأمل بدقة في تركيب احداث بعض الروايات..
    يجد شرخا يفصل "بهوّة" بين احداث بعض تلك الروايات
    وبين ما أراه يُقحم اقحاما غير منطقي فيها.

    فعلى سبيل المثال..
    نجد في رواية (عزازيل) التي لم استطع اكمالها..
    ان الكاتب يصف لنا شخصيات لا يمكن ان تكون (طبيعية)
    بسلوكياتهم غير المنطقية!

    فكيف لنا ان نتصور (قسيسا/ راهبا)..
    يسقط كل تلك السقطات التي سقطها هيبا..عند اول لقاء انفرادي
    مع تلك المرأة (السكندرانية) بعدما ذهب للسباحة في البحر!
    و كذلك..كيف لنا تصور شخصية كتلك المرأة التي اكتسبت الكثير
    من العقل بسبب عيشها في بيت مليء بنفائس من العلوم الفريدة
    و بعد ان صورها لنا بانها كانت (ارملة) وفية..
    فبلا اي رابط منطقي...نجد ان الكاتب امعن
    في تصوير افعال "رذيلة" لا يمكن بأي منطق ان تكون
    مترابطة مع الشخصيات التي تتكلم عنها الرواية...
    على الاقل الى تلك اللحظة!

    و على نفس المنوال...
    نجد ان (غبريل غارسيا) في عزلة المئة عام..
    قد خلط لنا خلطات غير متراكبة بين شخصيات
    جدا محافظة كالأم و الأب اللذين بقيا لاكثر من سنة من غير
    عيش الحاية الزوجية و ارتُكبت على اثرها جريمة قتل دفاعا عن (الرجولة)..
    و دس بعدها في احداث الروياة..
    سلوكيات جدا "نابية" ترعرعت ونبتت في اعقاب الزوجين نفسهما..
    أفي ابنائهما او في الاحفاد المتعاقبة..
    لا يمكن ايجاد رابط ولو كان رابطا (فانتازيا) كما يقول الاخ/ارابيان..
    بين رجل هادئ و ذو فكر و بعدها ينقلب الى مناهض و ثائر
    يقود اعتى الثورات المسلحة...و بين الكثير من الترهات التي
    جاءت في روايته عن سلوكيات غير سوية و غير شرعية
    منه و من اعقابه و اهل بيته...

    ان التفكير العميق لتركيب صورة من خلال الامثلة التي ذكرتها
    يذكرني بلعب الصغار لتركيب القطع المتناثرة لتشكيل صورة متكاملة




    فكثير من الكتابات التي تُقحم اقحاما فصولا
    و تفاصيل لا تتراكب و لا تتطابق مع سياق
    و نمط الشخصيات
    التي تكون في نفس تلك الرويات..
    و لا تتوائم مع ما نعرفه من واقعنا بالذات عن (المرأة)..
    فالمراة في حياة احدنا (رجلا كان او امرأة)
    موجودة كانها البحر من حول جزيرة..و كالشمس في عز الظهيرة!

    فهي الام و الاخت و الزوجة و الابنة
    و الجارة و الزميلة في العمل و الطبيبة
    و الممرضة و الاستاذة في مدرسة او حتى في الجامعة وو..
    و قد تعامل كل منا مع بحر هائل من النساء في حياته..

    فلا يوجد في كثيييير من تجاربنا الطبيعية شيئا مماثلا
    للصور التي ينحو كثير من الكتاب الى تصوير المرأة فيها..
    و هي..في احيان..تعدوا وصف حتى النساء الساقطات الآئي
    يتكسبن من اجسادهن! في الوقت الذي تتكلم فيه تلك الرويات
    عن امرأة عاقلة ناضجة جذابة و ذات رؤية و عقل!!

    فكيف بالله تستقيم لأحد.. تلك الصورالتي في مثل هذه الروايات!
    *
    *
    ،،
    و على النقيض..لو ما دققنا مثلا..
    في (الجريمة و العقاب) لدوستوفيسكي..
    فانه و برغم أن احد اهم شخصيات تلك الرواية..
    كانت تلك الفتاة التي اضطرت (للبغاء) لكي تعيل اسرة ابيها..
    إلا ان الكاتب..و بحسب الترجمة التي اطلعت عليها..
    لم يوغل في وحل (البذاءة) التي اوغل فيها غيره..

    فقط..اكتفى الكاتب الى ذكر ذلك الحدث..و مع كثرة
    ذكر تلك الفتاة و دخولها في احداث الرواية..
    و ترك للمتلقي فهم كل شيء دون ان يأتيه بتفاصيل
    تأتي للنفس بشعور يدعو الى "الاسترجاع"-اكرمكم الله-!

    اضف الى ذلك..رواية "انا كارنيني" لتوستوي..
    ففكرة الرواية و نواتها..تدور حول امرأة انحرفت و غَوت و خاااانت!
    لكن..و بحسب الترجمات التي اطلعت عليها..
    قد ذهلت من الطريقة التي أتى على ذكرها الكاتب..
    عندما صعد بنا في احداث و تفاصيل خطوات (الغواية)..
    حقيقة..في كلامه ذلك لوحده..درس كبير في التعفف عن الانحطاط
    و قمة في الاخلاق حتى عند الكتابة عن مثل هذه الاحداث..
    فهو..لم يُعرض فقط عن (الوحل) ..الا انه ابدع ابداعا لا يمكن مقاربته
    عندما نافس دوستوفيسكي..و في وريقات...
    لكي يصف لنا حالة الندم و مشاعر الاضظراب(او العقاب النفسي )
    و التي اعتلت (العشيقين) بعد ارتكابهما للجريمة..
    دون ان يقترب بادنى درجة من اي
    لفظ او تصوير لقذارة تلك الجريمة!


    *********
    ******

    ان احترام العقول و تزكية ذائقة القارئ...
    هي امور متاحة لمن اراد السير فيها ..
    و هنالك امثلة اخرى كثيرة لها..

    الا اننا نجد..ان كثير من الكتابات و كتابها..
    مدفوعون بشكل لا يمكن تبريره..الى الخوض في (وحول)
    لا بد اصلا من الترفع عن السقوط فيها..كما حدث
    مثلا في(أنا كارنيني و الجريمة والعقاب)..
    لا ان تساق الاحداث سوقا غير منطقي و لا هو (سَوِي)
    و لا متراكب حتى مع احداث الرويات..
    لكي تُعري لنا..رؤية خاصة للكاتب متركزة على (غرائز حيوانية)
    او انها تكون..كما اشك..منبعها الاغراض التجارية للناشري و /أو الكتاب
    لكسب المزيد من القراء عن طريق اشعال
    الغرائز في نفوسهم ..
    و التي تحث المزيد من الناس
    المجرورون اصلاخلف الغرائز..
    لتلقّف تلك الكتب لمعرفة ما اثار فضول البقية..
    أأصحابهم ام ما نشر في وسائل الاعلام..!


    اجتهدت..
    لكي اوضح ما جال في خاطري عن تلك النظرة..
    و لا ادري ان كان فيما اعلاه..قد ساعد في توضيحها..
    ولا يخلوا كلامي من ان يكون فيه مجال واسع
    لللتعقيب و التصحيح
    ...
    فانا حتما سأرحب به
    !
    التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل ; 01-11-2010 الساعة 08:31 AM

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  5. #505
    Banned
    رقم العضوية
    22130
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,989
    انا اراها جزئين

    جزء اتفق معك فيه .. وجزء لي فيه وجهة نظر اخرى

    اما المتفق عليه .. هو ان الكثير من الكتاب ومنهم كاتب عزازيل .. يطنبون كثيرا في التفاصيل الحميمية بشكل جرئ وبدون داع احيانا .. اللهم الا انها 1- تجذب القراء او شريحة كبيرة منهم او هكذا يعتقدون
    2- دافع للناشر .. وهذه رؤية الناشر (وشرطه الخفي) دائما .. اشبه ببعض القنوات الفضائية
    3- مساحة مجانية لممارسة خليط من اظهار الجرأة والتحدي والرغبة في بلوغ الخطوط المحرمة (وهذا في حد ذاته له متعته).. واظهار التجربة الذاتية في هذا المجال ( او مايراد له ان يكون انطباعا لدى القارئ)

    وهذا مايقع في بعض الكتاب اما اعتقادا منهم انها هكذا تكون الكتابه في هذا الوقت , او انهم فقط يجدون حكة في صدورهم .. فيكتبون حتى تدمي



    اما الجزء الآخر ..

    الذي ذكرت فيه البعد عن المنطقية فأنا اخالفك فيه

    فأجد في عزازيل منطقية في كل ماذكره عن هيبا والارملة وغيرها في القصة .. حتى فيما ذكره عن الصبي الذي رآه مع العنز

    هناك ما نعرفه وهناك ما يمكن ان نتصوره

    العالم مليء بكل شئ .. الا بما ورد في قصة 100 عام من العزلة

    قد لا تجد لبعض احداثه مكانا في العالم الذي نعرفه .. او نتصوره

  6. #506
    عضو مؤسس الصورة الرمزية غايه الطواش
    رقم العضوية
    34713
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    قاع البحر
    المشاركات
    10,320
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر سبيل مشاهدة المشاركة
    حسنا ما صنعتيه و ما اضفتيه..
    و خسارة -نرجو اعادة النظر فيها-
    القرار الذي أنهيتي به أولى مشاركتك!

    إن تبادل المعارف بين الناس...
    امر فيه من الفوائد ما لا يخفى على من هم مثلك!
    و لربما..من اكبر و اعظم الفوائد (الشخصية) للانسان..
    هو ما يجنيه بسب ذلك من تثبّت و تثبيت لمعلوماته
    و فهمه للمعلومات و المعرفة التي يكون قد فاز توا بها
    من هنا او هناك!

    الوقوف في جانب التلقي.. خاصة في العلم و المعرف..
    لا شك انه يأتي لصاحب هذا الموقف بفوائد..
    لكن..من تجرية تناهز الـ 17 سنه..وجدْتُ ان
    التحاور حول ما أقرؤه و السعي لإيصال المعلومة للآخرين..
    فيه فوائد اعظم لصاحبها تفوق الفوائد التي تتحصل
    لمن يكتفي فقط بتلقيها!

    كانت اول شرارة لهذا النهج في حياتي
    تقريبا في اواخرالعام 1993 و بداية العام 1994
    عندما أهداني أخ (عظيم-لن اوفيه حقه) من الكويت
    شريطا للمفكر الامريكي الكبير (ستيفن كوفي)
    حوله كتابه -الذي اعتبره من الكتب الخالدة-
    العادات السبع لاكثر الناس فعالية
    (The Seven Habits of Highly Effective People)!

    اهم ما يهمنا من ذلك ههنا..
    انه - كوفي- اعطى نصائحه في بداية الشريط للمستمعين لكيفية تثبيت المعلومات
    و تعظيم قدر الاستفادة منها...
    و مما ذكره..هو (تكرار اعادة القراءة)
    مستشهدا في ذلك بما يفعله المسلمون مع (القرآن الكريم)!

    وكذلك..و هو ما يهمنا ههنا..
    المباشرة لنقل المعلومة(ـات) التي يتعلمها المرء
    لمن حوله
    ..
    باعطاء ملخص عنها و التناقش حول افكار
    الكتاب او النظرية او الكاتب...الخ الخ!

    فعندما نتقمص دور المدرس/ المعلم/الناقل...
    في الحقيقة فاننا نقوم بتلقين انفسنا لتلك المادة ..قَبل الآخرين..
    لاننا نضطر للتفكير بعمق في المادة التي نريد ان نطرحها
    على الأخرين..باكبر درجة تفيدهم و تلفت انتباهم لأهميتها!
    فيزيد بذلك ..الفهم في انفسنا لما كنا قد قرأناه..
    بدلا من ان نكتفي بمجرد الاستمتاع للمادة و القليل الذي
    بقي مما لفت انتباهنا!

    شخصيا..كانت شرارة تلك النصيحة..ملهمة لي
    في هذا المنحى..و بغض النظر عن مدى تجاوب الناس
    او اهتمامهم لما كنا و ما زلنا نتناقش فيه ..أبسببهم أحيانا
    ام الاهم بسبب ضعف طرحي للموضوع
    او عدم اختيار الوسيلة المناسبة..

    في المجموع..بعد هذه الرحلة..
    و خاصة بعد هذا الموضوع..
    اجدني..ادين بالجميل مع الكثيرين من الناس..
    لأخي الحبيب (بو عبدالله)
    -أسأل الله لكل مسلم ان يسخر له اخ في الله مثله -
    و الذي هو اليوم احد الاساتذة في جامعة الكويت..
    لا و لن انسى له..مع كلللل الأشياء الأخرى التي تعلمتها منه...
    امتناني العظيم له..لمّا قدم لي ذلك (الشريط)الذي لا زلت استرق
    الوقت لأعيد سماعه!

    *
    *
    ،،
    لا اسعى بالمرة ان اجعلك اختي/ غايه الطواش
    لتتنازلي عن ارادتك و قرارك...
    لكني....اكتب ما كتبته..فقط لاعلمك..
    انك قد تكونين في حاجة لاعادة اكتشاف
    و معرفة مخزونك العلمي..
    فقط بمحاولة النقاش فيه مع من حولك...
    او ان لم يكن..ففي مثل هذا المنتدى..
    افي هذا الموضوع او غيره..

    فربما يكمن ما نحن بحاجة له
    في اعادة استكشاف ما كنا نعرفه..
    و ليس في تعلم ما لا أو لم نعلمه!


    و اتمنى ان يكون في كل المخزون الهائل
    من المعارف التي نثرت ههنا من قبل
    كللل الاخوة و الاخوات...
    دليل كبير..على ما هو اعمق من المعاني
    التي ذكرتها فيما كتبته أعلاه!


    و الكلام أعلاه حتما هو ليس فقط لكِ..
    بل لكل من قد يكون مثلك..مكتفٍ بالمتابعة بصمت..
    حارما نفسه و ايانا..من فرصة حقيقية لتبادل
    المعارف و اثراء العقول و تعظيم الفااائدة..
    بأيسر جهد و الذي فيه اكبر مردود ..
    لربما على الذات قبل الاخرين!

    فثقي..اننا سنكون في ترقب..لاعادة النظر منك..
    للعودة ههنا..عندما يكون لك في ذلك..الرغبة!
    *
    *
    ،،
    أخيرا ..اشكر لك..
    تنويهك المختصر عن شيء اضافي
    لمعارك الاسكندر الاكبر..
    فقد يكون في كلامك محفزا للبعض..
    للتعمق في ذاك الاتجاه و المزيد من البحث!
    لك جزيل الشكر اخي الكريم عابر سبيل
    صراحه احس اني عندي صعوبه في توصيل المعلومه للغير ...
    لكن اذا عندي معلومه ..ماراح اتردد في طرحها ...وخاصه ان قراءاتي للادب ليست بكثيرة



    اما فيما يتعلق بكتاب العادات السبع راح احضر كورس الاسبوع المقبل ...الكثير من حولي اشادوا بستفادتهم من هذا الكورس وان شاء الله يكون لنا نصيب من الاستفادة
    لعل وعسى يستفيد منها الغير....
    بارك الله فيك

    علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فطمأن قلبي
    وعلمت ان عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي



  7. #507
    عضو مؤسس الصورة الرمزية غايه الطواش
    رقم العضوية
    34713
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    قاع البحر
    المشاركات
    10,320
    (عزازيل) التي لم استطع اكمالها..
    ان الكاتب يصف لنا شخصيات لا يمكن ان تكون (طبيعية)
    بسلوكياتهم غير المنطقية!

    فكيف لنا ان نتصور (قسيسا/ راهبا)..
    يسقط كل تلك السقطات التي سقطها هيبا..عند اول لقاء انفرادي
    مع تلك المرأة (السكندرانية) بعدما ذهب للسباحة في البحر!
    و كذلك..كيف لنا تصور شخصية كتلك المرأة التي اكتسبت الكثير
    من العقل بسبب عيشها في بيت مليء بنفائس من العلوم الفريدة
    و بعد ان صورها لنا بانها كانت (ارملة) وفية..
    فبلا اي رابط منطقي...نجد ان الكاتب امعن
    في تصوير افعال "رذيلة" لا يمكن بأي منطق ان تكون
    مترابطة مع الشخصيات التي تتكلم عنها الرواية...
    على الاقل الى تلك اللحظة!
    .. كما ان لم يحترم ديانة تمثل شريحة في بلدة ..فثارت ثائرة الكنيسة القطبية ...
    لا ادري لماذا يلجا بعض الكتاب الى الوصف المبتذل ....
    والي تخلو من مبادئ احترام القارئ ... " اغواءات اوكافيا"

    ولكن مايثير العجب ان الرواية ترجمت الى ست لغات بالاضافة الى انها فازت بجائزة بجائزة "بوكر" الدولية للروايه العربية

    بعض الكتاب مهووسون بالكتابات المخالفه والمليئه بالاسفافات , طمعاً بالتميز او احداث زوبعه ادبية او حتى سياسيه بغيه الانتشار والشهرة .....

    ولكن في الغالب ..
    لا نطلب الاستقامة .. ممن لا يعرف كلمة مستقيم

    علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فطمأن قلبي
    وعلمت ان عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي



  8. #508
    عضو مميز
    رقم العضوية
    22467
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    4,438
    موضوع حلو

    و عطاني فكرة موضوع حلو
    ابتسم ,,,,,,,,,,, فأنت لا تعلم اي باب من الأمل ستفتحه لغيرك

  9. #509
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحة ايامي مشاهدة المشاركة
    يسعد صباحك عابر سبيل وجميع مرتادي هذا المكان
    لقد شعرت وأنا أكتب هذا الموضوع بأني أتنفس من جديد.. شكرا جزيلا لك.
    .أرجو أن تكون في كتابتي عن "جوته" اضافة .


    في سيرة جوته وعمق تسامحه وانسانيته ونزعته العالمية وتدينه الراسخ.. ويبقى السؤال هل هو أسلم بالفعل أم هو معجب بالاسلام ...؟؟

    كما هو حال الشاعر الفرنسي " فولتير" الذي أوضح اعجابه بالاسلام في كتابه ( أشواك الشر ) .
    ما شاء الله عليك...
    ودي اسأل..حقيقة اختي (فرحة ايامي):
    انتي من وين تأتيننا بهذا الكم من المعلومات..
    ففي كل مرة تأتينا بشيء مبهر ز كم هائل
    لو بحثنا عنه في اكبر بحر للمعلومات..
    و هو الانترنت..ما نجدها...الا لحشن حظنا ههنا!

    اذكر ذلك مثلا ..
    عند محاورتك الشهييرة مع اخونا الكريم/المتأمل خيرا
    حول (القصيبي) و (هيكل)..و غيرها كثير
    و اليوم..تاتيننا بهذا الجديد الباهر عن (جوتيه)

    قد قلت انا سابقا لما بدأت بالحديقث عنه..
    انني هالمرة بالذات بحثت كثييرا عنه
    و وجدت شبه اتفاااق على هذا الرجل
    و شبه اجماع على مدحه و و ..
    و لكني اجد في كلامك اشياء جديدة لم تمر علي من قبل في بحثي..

    وربما احب ذكر هلامعلومة..
    ان ما احزنني كثييييرا بعدما تعرفت علي جوته..
    انني اكتشفت ان اكثر مدينة (ألمانية) تتفاخر به
    هي مدينة (ليبزج) ...و لما علمت ذلك..
    (مت كمدا و غيظا) من نفسي..
    لانني مررت بهذه المدينة قريبا..
    و مكثت فيها مدة لحاجات اخرى..
    و مع علمي بعراااقة جامعتها التي
    يزيد عمرها على ال 600 عام..
    لكني ما عرفت عنها انها المدينة
    التي نبت فيها (علميا) جوتيه
    و له في قلبها مكانة خاااصة!

    فما اقبح الجهل..باللغة و المعلومة..
    يفوت علينا كثيييرا مما نندم عليه!

    عموما..اتحفتينا كثيرا بما اضفتيه عن (جوتيه)

    فشكرا .قليلة في مقابل كرمك!
    *
    *
    ،،
    و للاجابة على سؤالك في اخر مداخلتك..

    اقول..اننا و كما تشيرين الى اسماء اخرى
    ظهر اهتمامها وتقديرها الكبير للاسلام..

    فان ذلك يحدونا بالتفكير في ان الاسلام هو (دين الفطرة)
    فاي انسان قريب من الفطرة السليمة في تفكيره و منهجه..
    و يتعرف على الاسلام من دون احكام (مسبقة) او تأثيرات خارجية
    او تشويهات غير عادلة..
    سنجده بلا شك..يتأثر به..كما تأثر به جوتيه..و فولتير
    و تولستوي..و حتى في عصرنا هذا..من المفكرين
    الذي اعرف عنهم..اجد ان المفكر الامريكي (ستيفن كوفي)
    و الذي اشرت له في مداخلة قبل هذا..هو قريييب من الاسلام
    و تعاليمه الفطرية بشكل مذهل...

    حتى انه عندما قام الدكتور طارق سويدان
    بتعريب نظريته (كتابه) "العادت السبع.."
    في الاشرطة الشهيرة للدكتور السويدان التي جاءت بعنوان
    (دعوة للنجاح)...و جدنا ان الدكتور لم يعاني كثيرا
    في ترجمة النظرية...و هي كانت في الحقيقة
    و في نظري (أسلمة) للنظرية اكثر منها تعربيا..

    و هكذا..عندما نقرأ في سيرة (غاندي) نجد كذلك تأثره بالاسلام
    و احترامه له..

    فهذا..بالتأمل يشير بشكل كبير..
    الى ان اي انسان يبحث عن (الحق) و (الحقيقة)
    ينقاد بلا شك الى (الاسلام) الذي هو
    دين (الفطرة)!

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  10. #510
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432

    مقدمة للكتاب القطري الذي وعدتكم به....

    ***** مقدمة و البقية ستتبع******



    رماد الأرواح
    ( قصة )


    خرجت من باب غرفتها يختلط شعرها الطويل بأطراف جلبابها الأبيض المتطاير ، تنتظر قدوم عامر إليها ، وقد بدأ الناس يتوافدون ، والجيران يجتمعون ، وصوت بكاء يسري في الأسماع ... مات عامر ...



    لم يكن عامر في يوم من الأيام ملكاً خالصاً لي أو أنه كان وما كنت أدري ... تسرب من بين شقوق حياتي وما استطعت الاحتفاظ به فبعد كل تلك السنوات من زواجنا جاء بـ ( شافعة ) إلى بيتي ... زوجة صغيرة جميلة كانت تتويجاً لمرحلة مشتركة معدومة الملامح، لا أعلم إن كانت مرحلة سعيدة أم تعيسة.. ويوم أن دخلت شافعة البيت خرجت أنا منه وتركت لها عامر و حياتي كلها فلم أقوَ على الصمود إلا لحظات بعدها بدأ سواد ينتشر ويغطي المكان ولم تعد عيناي ترى غير ذاك السواد .



    لن أخدع نفسي لأبدو كمن لم تذق طعم السعادة في حياتها أو لأبدو مثل بطلة الأفلام والروايات... لقد عشت حياة سعيدة مع عامر في بداية زواجنا ، ثم تحولت سعادتنا إلى ترقب و انتظار... انتظارنا لرؤية بوادر الحمل.. ومرت شهور تبعتها سنوات كنت خلالها أتقلب من يوم ماطر بالبكاء إلى يوم تظلله غيوم متفرقة من المشاعر , كنت دائماً أرى تلك النظرة في عينيه ... نظرة انتظار وترقب يائس ... يمدّني بالوقت ويمهلني بدون تشجيع منه , فكان الأطفال هم الصخرة الأولى التي أثارت ماء بركتنا الهادئ وقلبت سريان الماء فيه إلى سيل هادر ...



    لم أترك باباً للعلاج إلا وطرقته بكل ما أوتيت من قوة , وجثمت على أعتابه في انتظار أن تُفرَّج كربتي، وما ترددت لحظة عندما ذكرت أمامي إحدى الجارات عن تلك المرأة وخوارقها التي جعلت نساء كثيرات في مثل حالتي أمهات سعيدات , فلملمت أطراف عباءتي وسارعت إلى تلك المرأة أستلقي أمامها وكلي أمل بلمساتها السحرية علها تبثّ في رحمي الحياة تمسّده بأطراف أصابعها المدهونة بالزيت و لسانها يتمتم بآيات وكلمات لم أفهمها... وما نفعت لمساتها ولا تمتماتها وقد خرجت من عندها أكثر فراغاً وإحباطاً .

    ظلّت حياتي معه في مد وجزر تأخذني موجات حزن تعلوها آمالٌ كزبد البحر الأبيض تتلاشى كلما اقتربت من رمال الحياة , وفي هذه الحياة نسيت نفسي وكففت عن الجري وراء الأوهام و البحث عن السعادة في الحمل ، وكأنني وجدت السعادة في تذوق تلك المشاعر المتضاربة وخوض المشاحنات اليومية التي تثور من لاشيء ... أصبح هدفاً لكلماتي الجارحة ونظراتي الحادة ، وما كنت أحسب نفسي يوماً أني سأصبح بتلك القسوة معه...



    قطعت علّي ذكرياتي البعيدة عجوز ترتدي نفس ملابسي البيضاء تقدمت وجلست ليس بعيداً عني وعيناها تمتلئان ترقباً وانتظاراً... وعرفتها.... إنها والدته تنتظر هي الأخرى قدومه إليها....وتساءلت في نفسي عما ستفعله شافعة بعد موت عامر ؟



    شافعة تلك المرأة التي حصرت فيها كرهي وبغضي لبني البشر ... كنت أحس بنارٍ تلهب قلبي كلما سمعت صوتها أو شاهدتها في بيتي ومع عامر.. والآن ما تبقى غير رماد خلفتها جمرات نار الغيرة ... انتهى كل شيء وسيعود عامر خالصاً لي كما كان.



    كثيراً ما طرقت مسامعي أصوات ضحكاتهم وأنا أجول حول المنزل أتخلّل جدرانه لأراقبهم , فأحسّ بطعنات حادّة في قلبي ... لماذا ؟ هل لأني كنت أحب عامراً ؟ هل هي غيرة على أي شيء كنت أمتلكه ؟... كانت سعادتهم تلك تخوض في هذه الكراهية فتحركها وتثير رمادها.



    حملت شافعة ولم يكد يمر شهران على زواجهما وقد كنت أرقب بطنها يكبر شهراً بعد شهر وكلما زاد انتفاخه زاد كرهي وبغضي لها وتمنيت لهم جميعاً الموت ولم يموتا واكتمل حملها...



    وولدت شافعة، وقد شاهدت عامراً في ذلك اليوم يركض حيناً ويرقص حيناً في أنحاء البيت ويصيح لقد جاء ولدي.. وقتها سددت أذنيّ بيديّ حتى لا يصل صوته العالي إلى مسامعي ...



    وفي يوم لا أنسى فيه ما رأيت من اللوعة و الحزن تلمع على أهداب عامر وفي عينيه وقد دخل البيت ومعه شافعة تضم وليدها الملفوف جيداً إلى صدرها.. وقد كان منظرهما كئيباً وما وجدت آثار فرحته السابقة بالولد.... حدثتني نفسي أن بالأمر شيئاً .. هل الوليد مريض؟ وظللت ليلتي أطوف وأجول.. أفكر فيما جعل فرحة عامر تخبو وتنطفئ.. وقد ساد البيت هدوء غريب... وصمت كصمت القبور... تخّلله بكاء الرضيع... بكاء خافتاً سرعان ما يسكت ويعود الصمت يلفّ بالمكان .



    أصبحت أهيم حول البيت كل ليلة يشغلني فضول لمعرفة ما نغّص على عامر فرحته, تلك الفرحة التي انتظرها سنوات طوال... وطالت حيرتي لأيام وشهور حتى تبدد الغموض من أمامي وعرفت السبب.... لقد جاء الطفل أعمى , جاء بالظلام إلى حياة والديه.



    عندما أتأمل هذا الطفل الأعمى وهو يجول بعربته في اتجاه أي صوتٍ يصدر أو صوت أقدام أمه فتصطدم عربته بحائط تلو الحائط... في مثل هذه اللحظات وعندما يكون الطفل لوحده يتخبّط في دنياه المظلمة يتخلل قلبي شعاعٌ من العطف والمحبة لهذا الطفل الصغير ... كانت ملامحه جميلة.. فمه أحمر صغير... وعيناه... عيناه نقطتان غائرتان على صفحة وجهه البيضاء , كانت عيناه تبصرني في ظلامهما فأهرب و اختبئ لكي لا يراني فيتبعني بنظراته ويلاحقني يمّد يديه الصغيرتين علني أنتشله من دنياه المظلمة.. أمسك بهما وقلبي يرجف عطفاً على هذا الطفل , لو كان لي طفل ما تمنيت أن يكون إلا هذا الأعمى, ولكن شعاع العطف هذا كان ضعيفاً سرعان ما يتلاشى وتبتلعه نفسي السوداء , أوقف قلبي عن الخوض في محبته و أدفع بيديه بعيداً عني ليعود إلى ظلامه الدامس , إلا أن النور مهما كان ضعيفاً فانه ينير ولو جزءاً بسيطاً من الظلام وكلما حلكت الظلمة زادت قوة هذا الشعاع الضعيف... فقد أنار بقلبي مشاعر تتولد كلما طرق بعينيه تجاهي يتعجب ويستزيد من صورتي فأمده بابتسامة أداعب بها فمه الصغير فيرد لي الابتسامة بضحكة سعيدة تلفت انتباه أمه في أحيان كثيرة فتستغرب و تدور عيناها تبحث عن سبب ضحكته ....



    دخول الرجال للمنزل قطع علي اجترار الذكريات ، دخلوا و قد حملوا جثمان عامر على أكتافهم وسط بكاء ونحيب.. وسقطت شافعة مغشياً عليها ، وقد تسربل الجميع حولها بالملابس السوداء ، ولا يسمع غير تهليل وتكبير وبكاء مكتوم وابتسامة يتيمة على شفتي ذاك الطفل.وفجأة ظهر عامر أمامي بثيابه البيضاء واجماً وعلى وجهه الشاحب تبدو آثار تعب فانتصبت واقفة فرحة بقدومه، وتقابلنا كلٌ يشهر نظراته في وجه الآخر.. والطفل ينقل نظراته بيننا فيبتسم لي ابتسامة خوف وتساؤل من هذا الدخيل الجديد الذي ظهر أمام ناظريه فجأة؟! ولم أكترث إلا لعامر وقد هزني الشوق إليه وملأت الفرحة قلبي برؤية وجهه , أبث له حبي واشتياقي ويصّد بعدم مبالاة وتجهم متشاغلاً بتقليب عينيه في هذا الملكوت الجديد.. وعندما وقعت عيناه على أمه مشى باتجاهها وضمها إليه وسار معها وتركني أشيعه بتلك النظرات وقد أحسست لحظتها أن ناراً اشتعلت بداخلي من جديد و بدأت تأتي علّي فما تبقى سوى رماد تطاير بين السحب .



    (حصلت هذه القصة على المركز الأول
    في مسابقة القصة القصيرة التي تظمتها
    ادارة الثقافة و الفنون في قطر..عام 2006)

    *
    *
    ،،
    و لنا تكملة،،،،

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

صفحة 51 من 370 الأولىالأولى ... 41495051525361101151 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •