استطلاع لـ «العرب» بين المواطنين حول أهم الإنجازات المحققة عام 2009
%85 أشادوا بتجاوز قطر للأزمة المالية.. و%65 رحّبوا بإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية


2009-12-31
الدوحة - سحر ناصر


كشف استطلاع أجرته «العرب» في صفوف المواطنين أن %65 من القطريين يرون في إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات الحكومية أهم إنجاز حققته دولة قطر على المستوى الإداري والقانوني في عام 2009. وأظهر الاستطلاع أن %85 من القطريين المستطلعين يعتبرون أن نجاح دولة قطر في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية بالاستخدام الفعال لأدوات السياسة المالية والنقدية، هو أهم إنجاز اقتصادي تم تحقيقه في هذا العام. في حين رأى %45 أن أهم إنجاز دبلوماسي تمكنت دولة قطر من تحقيقه بالكامل هو متابعتها لتنفيذ «اتفاق الدوحة» وإنهاء النزاع بين الفرقاء اللبنانيين الذي وقع في مايو 2008 والذي أجريت على أساسه الانتخابات البرلمانية في يونيو 2009 وأفرزت حكومة وحدة وطنية. أما في المجال الثقافي، فقد وجد %45 من المستطلعين أن اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010، واختيارها أيضاً كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012 يمثلان أهم إنجازين ثقافيين في عام 2009. واللافت في نتائج هذا الاستطلاع الذي شمل عينة عشوائية أن %90 من هؤلاء يرون أن تقدّم قطر بطلب استضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 يعدّ الإنجاز الرياضي الأهمّ في عام 2009.


إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية في الصدارة بـ%65
وأفادت نتائج الاستطلاع حول الإنجازات على الصعيد القانوني أن %65 من المستطلعين اعتبروا أن إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات الحكومية هو الإنجاز الأول على هذا الصعيد للعام 2009، في حين رأى %20 منهم أن إصدار مرسوم تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم وكفالتهم، بينما اختار %10 منهم إقرار قانون التشغيل الاجتماعي، وأضاف %5 منهم حصول قطر على المرتبة الأولى عربياً في مكافحة الفساد وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2009، وقد شمل الاستطلاع عينة عشوائية قوامها 20 مواطناً تتراوح أعمارهم بين 18 وما فوق 40 عاماً، توزعت النسب فيما بينهم كالآتي: %50 تراوحت أعمارهم بين 18 و25 عاماً، %35 للفئات العمرية التي تراوحت بين 25 و40 عاماً، و%15 لمن هم فوق الـ40 عاماً. تمحور هذا الاستطلاع حول 5 أسئلة ألحقت بخيارات عدّة، كما ترك هامش الحرية للمستطلع لإضافة تعليقاته وآرائه، واختيار أكثر من إجابة، ما أدّى إلى تعادل النسب في الإجابة على بعض الأسئلة، التي تم طرحها وفق الترتيب التالي: ما هو برأيك أهم إنجاز حققته دولة قطر على المستوى القانوني عام 2009؟ (إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات الحكومية، إقرار قانون التشغيل الاجتماعي، إصدار مرسوم تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم وكفالتهم). ما هو برأيك أهم إنجاز حققته دولة قطر على الصعيد الاقتصادي في عام 2009؟ (نجاح دولة قطر في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية بالاستخدام الفعال لأدوات السياسة المالية والنقدية، افتتاح وتدشين الميناء الأدرياتيكي في مدينة البندقية الإيطالية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، افتتاح محطة «ساوث هوك» في بريطانيا). ما هو برأيك أهم إنجاز حققته دولة قطر على الصعيد الدبلوماسي والسياسي في عام 2009؟ (متابعة تنفيذ اتفاق الدوحة لحين تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، عقد قمة الدوحة الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، توقيع وثيقة التفاهم بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة، تحقيق المصالحة بين الملك السعودي والرئيس الليبي معمر القذافي، استقبال الرئيس السوداني عمر البشير رغم إصدار المحكمة الدولية مذكرة توقيف بحقه). ما هو برأيك أهم إنجاز حققته دولة قطر على الصعيد الثقافي في عام 2009؟ (اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، اختيار الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية 2012، افتتاح متحف الفن الإسلامي، تدشين المهرجان البحري، إطلاق مهرجان ترابيكا السينمائي). وأخيراً ما هو برأيك أهم إنجاز حققته دولة قطر على الصعيد الرياضي في عام 2009؟ (تتويج حلبة لوسيل الدولية بلقب أفضل حلبة على مستوى العالم، التقدم بطلب استضافة كأس العالم في عام 2022، استضافة مباراة البرازيل وإنجلترا).

تخطي الأزمة المالية بنجاح إنجاز بـ%85

وتقديراً منهم لتخطي الاقتصاد القطري الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في عام 2009، أكد %85 من المستطلعين أن قطر سجلت إنجازاً تمثل في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية بالاستخدام الفعال لأدوات السياسة المالية والنقدية، بينما اختار %10 من العينة افتتاح وتدشين الميناء الأدرياتيكي في إيطاليا لاستقبال الغاز الطبيعي المسال كإنجاز، و%5 اختار افتتاح محطة «ساوث هوك» في بريطانيا كإنجاز اقتصادي في عام 2009. ومع رحيل العام 2009، أثبتت قطر نجاحها في استثمار ثرواتها من الطاقة بمشاريع عملاقة، متميزة، ورائدة، كما أثبتت قدرتها على تحقيق التوازن بين احتياجات الدول من الغاز، وبين متطلبات السلامة التشغيلية والمحافظة على البيئة. ومن أهم هذه المشاريع كان مشروع محطة «الأدرياتيكي» لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، الذي افتتحه سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في الثاني من أكتوبر 2009 بمدينة فينيسيا الإيطالية. وهو عبارة عن منصة ضخمة تم تصنيعها في إسبانيا، وسحبها بحراً مسافة 3000 كيلومتر إلى ميناء الأدرياتيكي، ليتم إرساؤها في عرض البحر على مسافة تبعد أكثر من 40 كيلومتراً عن مدينة فينيسيا، وبعمق نحو 30 متراً. وهدف هذا المشروع إلى استقبال 6 ملايين طن في السنة من الغاز الطبيعي المسال، وتخزينه، وإعادته إلى حالته الغازية، وضخه عبر أنبوب غاز بحري إلى شبكة الغاز الإيطالية، مساهمة منه في تأمين حوالي %10 من احتياجات إيطاليا من الغاز الطبيعي، وفي تعزيز موارد الطاقة وضمان استقرارها، فضلاً عن كونه مصدراً جديداً من مصادر تأمين إمدادات الغاز النظيفة إلى هذه الدولة. ولم يكن هذا المشروع هو الإنجاز الوحيد الذي حققته دولة قطر في مجال الطاقة على مستوى العالم، إذ أنشأت قطر أول مشروع متكامل للاستثمار في الغاز الطبيعي في العالم، تمثل بافتتاح سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 12 مايو 2009 مصنع «ساوث هوك» لاستقبال الغاز القطري الطبيعي المسال في ميناء «ميلفورد هيفن» بمدينة ويلز البريطانية، حيث يعدّ هذا المشروع -الذي هو جزء من مشاريع «قطر غاز 2»- أول مشروع متكامل في العالم من حيث مراحل صناعة الغاز المسال بداء من التصنيع وصولاً إلى التسويق، فضلاً عما يمثله من بوابة للغاز القطري نحو بريطانيا، ومن مصادر جديدة لتنوع مصادر الطاقة وتوريدها إلى المملكة المتحدة، وتعزيز أمنها من الطاقة، ناهيك عن نمو الاقتصاد القطري بمعدل %9 خلال العام 2009.

«اتفاق الدوحة» إنجاز دبلوماسي بامتياز

ويشير توزيع النسب فيما يتعلّق بالإنجاز الدبلوماسي والسياسي للعام 2009 إلى متابعة المواطن القطري للمساعي الدبلوماسية التي تقوم بها دولة قطر في سبيل تحقيق السلم والأمن في المنطقة العربية، وإيمانه بأن دولة قطر لعبت في العام 2009 دوراً فاعلاً في هذا المجال، حيث سجلت رقماً قياسياً في تحقيق المصالحات الأهلية والعربية -العربية، وعلى رأسها المصالحة اللبنانية- اللبنانية التي جاءت في الصدارة بحسب آراء %45 من المستطلعين، يليها عقد قمة الدوحة الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة بنسبة %25 وذلك بتاريخ 16/1/2009، وصوّت %20 من المستطلعين لاستضافة الدوحة للرئيس السوداني عمر البشير خلال انعقاد الدورة العادية 21 القمة العربية في الدوحة (30-31 مارس 2009)، رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، بينما رأى %5 من العينة أن توقيع وثيقة التفاهم بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة في 17 فبراير 2009 هي أهم إنجاز دبلوماسي، كما اعتبر %5 أن تحقيق المصالحة في القمة العربية التي عقدت في الدوحة بين خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس الجماهيرية العربية الليبية معمر القذافي.
2009 تتوّج الدوحة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية
وما يثير الملاحظة خلال إجراء هذا الاستطلاع هو ترقب المواطنين لاحتفالية الدوحة كعاصمة للثقافة العربية عام 2010 من جهة، وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012، حيث توافق %45 من المستطلعين على أن هذين الحدثين يمثلان أهم الإنجازات الثقافية التي سجلت في العام 2009، في حين اعتبر %40 من العينة أن احتضان قطر للمتحف الإسلامي هو أبرز إنجاز ثقافي تسجله الدوحة خلال هذه السنة، وقال %10 أن استضافة الدوحة لمهرجان ترايبيكا السينمائي هو الحدث الأبرز، و%5 صوّت لتدشين المهرجان البحري.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن دولة قطر تمكنت في العام 2009 من فرض نفسها بالفعل على الساحة الثقافية العالمية من خلال اختيارها كعاصمة للثقافة العربية عام 2010 وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012، حيث ستحتضن دولة قطر العام المقبل حدثاً وطنياً كبيراً من خلال استضافتها لثقافات نحو 21 دولة عربية إلى جانب العديد من الثقافات العالمية. وفي إنجاز ثقافي وتراثي مميز كذلك، استطاعت قطر أن تنتزع مكانتها على الخارطة السياحية العالمية كمقصد سياحي ثقافي فريد من خلال إحياء تقاليد وتراث الأسلاف القطريين بشكل مبتكر عبر إطلاق مهرجان قطر البحري، بناء على توجيهات حضرة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي أطلقت بتدشينها للمهرجان رسالة تلاقي للشعوب تحت شعار «نغوص في الماضي، نبحر نحو المستقبل»، ومن المقرر أن ينطلق هذا المهرجان في 29 من شهر يناير 2010 حتى 7 فبراير 2010.

* طلب استضافة «المونديال» نصر بنسبة %90

ورغم عدم وجود تفاوت كبير بين المعدلات فيما يتعلّق بالمجالات السابقة، فإن النتائج في المجال الرياضي أظهرت أن تقديم دولة قطر بطلب استضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 شكل الإنجاز الأول في عيون المواطنين بنسبة وصلت إلى %90، حيث إنه في مارس 2009 سلّم الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني «رئيس لجنة ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم»، طلب استضافة دولة قطر الرسمي لبطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2022، إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (جوزيف بلاتر) بمقر الفيفا في مدينة زيوريخ السويسرية، ما احتسب كخطوة تاريخية نحو تحقيق رؤية قطر 2030 لكون هذه البطولة ستجري للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
مقارنة بـ%10 توزعت بين تتويج حلبة لوسيل الدولية بلقب أفضل حلبة على مستوى العالم، واستضافة مباراة البرازيل وإنجلترا. ومن الإنجازات الرياضية التي لا بدّ من ذكرها أيضاً، تأهل الدوحة لنيل جائزة «مدينة الرياضة المثالية» (Ultimate Sports City) إحدى أهم الجوائز المرموقة، وحصد مدينة الدوحة الميدالية الفضية في جوائز الاتحاد الدولي الـ20 في مجال الرياضة والمنشآت الراقية (IAKS)، وذلك عن «قبة أسباير» أكبر مجمع رياضي مغلق في العالم. كما نالت الميدالية البرونزية عن «استاد خليفة»، ناهيك عن استضافتها لباقة من البطولات الرياضية العالمية المتنوعة، إلى جانب استضافتها خلال العامين القادمين نحو 27 بطولة رياضية متنوعة من بينها بطولة العالم لألعاب القوى المغلقة في عام 2010، بالإضافة إلى كأس آسيا لكرة القدم في 2011.

* الدوحة تستقطب أنظار العالم بـ «وايز» 2009

هذا ولا بد من تسجيل الإنجازات التي حققتها دولة قطر في مجال التعليم في العام 2009، حيث أطلقت صاحبة السمو في 17 من نوفمبر 2009 مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، بمشاركة نحو ألف شخصية متخصصة في مجالات التعليم والثقافة من مختلف أنحاء العالم، وشكّل آنذاك المؤتمر فرصة التباحث لاستشراف مستقبل التعليم في ظل عالم متعدد سريع التغير، وأعلنت قطر خلالها البدء بتنفيذ مشروعين أولهما تحقيق شراكة بين مركز الشفلح للأطفال ذوي الحاجات الخاصة في قطر وجامعة جنوب كاليفورنيا لابتكار استراتيجيات وأدوات ووسائل تعليمية متكاملة لتسهيل عملية التعلم لدى هؤلاء الأطفال، فضلاً عن افتتاح مركز للتعليم الدولي يساهم في تدريب الأساتذة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الاتفاق بين رواد القمة على أن يصبح منتدى (WISE) والمؤتمر وتوزيع الجوائز حدثاً سنوياً بهدف الابتكار في التعليم والالتزام بتطبيق كل ما صدر عن المؤتمر. هذا وتواصلت مهمة «صلتك» في ربط الشباب بفرص التشغيل وإقامة المشاريع بنجاح في عام 2009، حيث عقدت «صلتك» لعام 2009 بالدوحة في 8 يونيو من هذا العام. وقد جمعت القمة بين المنظمات الدولية والإقليمية البارزة، وقادة الفكر، وصناع القرار، والمستثمرين، والمنظمات المجتمعية، بغرض المشاركة في مناقشات حول تأثير التحديات الاقتصادية الراهنة التي تواجه الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسبل الاستجابة لها.

* قطر تتجاوز أزمة «H1N1» على أبواب 2010

ولا تكتمل الإنجازات من دون التطرّق إلى الجهود التي بذلتها دولة قطر في مواجهة «وباء» الـ2009، حيث أظهرت دولة قطر مسؤوليتها في مواجهة انتشار فيروس « H1N1» حيث قام المجلس الأعلى للصحة بالتعاقد مع الشركات العالمية المنتجة للقاح في الوقاية من إنفلونزا « H1N1» وتوفير نحو مليون جرعة بهدف التقليل من فرص انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء، ناهيك عن إطلاق حملة تطعيم في المدارس لمكافحة الإنفلونزا الموسمية في مطلع العام الدراسي.
كما شهد القطاع الصحي في قطر في هذا العام نهضة كبيرة تجلت بمؤتمر «صحة قطر 2009» الذي انعقد في 13 ديسمبر 2009 تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وبحث 14 مسارا تغطي 16 اختصاصاً طبياً مختلفاً، بمشاركة 86 متحدثاً من أكثر من 20 دولة، كما احتضن معرض «صحة قطر 2009» 140 شركة طبية محلية ودولية على مساحة 10 آلاف متر مربع في مركز الدوحة للمعارض، إضافة إلى تطبيق دولة قطر في 3 ديسمبر 2009 لنظام إلزامية الكشف الطبي للمقبلين على الزواج من الجنسين تجنباً لانتشار الأمراض المعدية والانتقالية. هذا، وقد شاركت دولة قطر في أعمال مؤتمر جمعية الصحة العالمية في دورته الـ62 والتي عقدت بجنيف خلال الفترة من 18 إلى 22 من شهر مايو 2009. كما شاركت الدولة في أعمال الدورة غير العادية الـ35 لمجلس وزراء الصحة العرب والذي عقد يوم 18 نوفمبر 2009، والاجتماع الـ67 لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي عقد يوم 20 من نوفمبر 2009.