مواد التصنيع

تعتبر (الأخشاب) أهم الموادالمستخدمة في صناعة السفن القديمة، مثل خشب (الساج) الذي كان يحضره أبناء الخليج من الهند في صنع السفن، حيث يصل طول جذع هذا النوع إلى ( 120قدماً)، بالإضافة إلى استخدام أنواع أخرى بالإضافةإلى (مسامير السفن) والذي يصل طول بعضها إلى ذراع. وكذلك (الفتايل) وهي خيوط قطنية توضع في الفراغات بين الأخشاب بعد دهنها، وكذلك هناك (حبال السفن) والمصنوعة من الليف، وهناك أيضاً (النسيج) والمستخدم لصناعة الشراع، بالإضافة إلى (زيت الصل) المستخرج من الأسماك، وأيضاً (الشونة) التي تتشكل من خلط الجير والدهن، حيث يتم طلاء الجزء السفلي للسفينة بهدف مقاومة الخشب للملوحة.

الآلات والأدوات

يستخدم صانعوا السفن الخشبية القديمة العديد من الأدوات في مهنة (القلافة) والتي تمكنهم من أداء عملهم على أكمل وجه فهناك: (المنشار: وله عدة مقاسات حيث يصل بعض أنواعه إلى المترين طولاً) و(الرندة: وهي الفارة) و(البارية) و(المسن) و(المجداح: وهو المثقاب بأنواعه) و(الشاكة: الطباشير لوضع العلامات) وهناك أيضاً (الميبر: إبرة لخياطة الشراع) و(المطرقة وبعض الأدوات الأخرى المساندة. وتعتبر جميع هذه الأدوات أدوات أولية وبسيطة وبدائية أيضاً وغير معقدة بالإضافة إلىكونها غير إلكترونية، إلا أن أبناء الخليج استطاعوا بها أن يصنعوا كبار السفن الخشبية الشراعية والتي وصلت إلى دول العالم وخاضت البحار والمحيطات ومرت بالعواصف والبحار الهائجة دون أن تتأثر أو تصاب بعطل، نظراً لخلل في التصنيع، بل على العكس كانت تبحر بكل أمان وسلامة.



إعادة إحياء
من الصعب استمراريتها في الخليج، كون التصنيع الحالي أصبح يعتمد على (الفايبر قلاس) وليس الأخشاب كما في السابق، ونحن نتمنى أن تستمر هذه المهنة ويتعلمها الأجيال كونها جزءاً من تراث الخليج. اندثار بالرغم من أن الخليج تعج به الآلاف من القوارب إلا أن أحداً لم يعد يرغب في اقتناء سفينة خشبية جديدة، وبذلك توقف تصنيع هذه الأنواع من السفن التي يستخدم فيها الخشب،إذ حل (الفايبر قلاس) مكان الخشب ، وذلك لأنه لم يعد هناك طلب لهذا النوع، وبالتالي ستندثر مهنة الآباء والأجداد، مهنة القلافة، فهذه المهنة التي استمرت لآلاف السنين، ها هي الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

بلا مستقبل

أن العمل في القلافة انتهى كونها أصبحت مهنة بلا مستقبل، وبالرغم من أننا تعلمناها عن طريق التلقي، إلا أن الاستمرار فيها أصبح غير مجد مالياً، وإذا تحدثناعن العرض والطلب، فليس هناك أي طلب على هذه المهنة في الوقت الحاضر، وتحولت مهنة القلافة إلى صناعة نماذج خشبية للسفن القديمة في أحجام صغيرة، ومن يراها يكتشف الدقة في التصنيع والروعة في التصاميم، ويحدونا الأمل أن يكون هناك اهتمام خليجي أكبر بالمهنة التي تحفظ تراث المنطقة من الاندثار.

مكانةاجتماعية

أن مهنة القلافة من أكثر المهن عراقة في الخليج العربي، كونها ارتبطت بتاريخ الخليج في التجارة وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، وكون هذه المهن كانت مهن رئيسة في حياة تلك الأيام، ارتبطت بها مهنة رابعة،لضمان وبقاء تلك المهن، ألا وهي، مهنة القلافة. قد لا يعني القلاف كثيراً لجيل اليوم، ولكن لا شك بالأمس كان القلاف يحتل مكانة محترمة بين أفراد المجتمع، وكان (الأستاذ) كبير القلافين يحظى بمكانة اجتماعية (رفيعة) ويعتبر من وجهاء المجتمع وشخصياته المعتبرة.