صناعة السفن القديمة

لم يعرف إنسان قطر عبر التاريخ معاناة كتلك المعاناة التي عرفها و خبرها في قطر قبل النفط , إنها فتره الغوص على اللؤلؤ تلك الفترة التي امتدت سنوات ربما نعجز و يعجز أي باحث أو مهتم أن يحدد عدد سنواتها اللهم إلا اندثارها .
ولان الغوص لا يقوم إلا بتوفير غيص و سفينة و مساعدين لذلك كان إنسان قطر بحكم معيشته على ساحل البحر يتمهن هذه المهنة بحب و شغف نادرين فقطر ليس لها مورد رزق أخر في تلك الخوالي إلا البحر و لاشئ غيرة .
يا راكب من فوق سنبوك أوشار * طرز ومن سوّاه عاشت يمينه
أهل النظر حوله يديرون الأفكار * وأهل الخشب بالسبق مترحينه

هذان البيتان من قصيدة شعرية طويلة التي خلد بها الشاعر ذكرى إحدى سفن الغوص من نو«السنبوك». في تلك الأيام، حيث كان البحر هو الرفيق الأول لأبناء الخليج، كانت مراكبهم المصنوعة محلياً وسيلتهم الوحيدة، لاختراق المارد الأزرق، ولذلك برع أبناء الخليج في صناعة السفن والمراكب البحرية، واشتهروا «بمهنة القلافة» وهي مهنة صناعة المراكب والسفن الشراعية الخشبية منذ قديم الزمان.

براعة أبناء الخليج

برع أبناء الخليج في مهنة صنع المراكب والسفن البحرية المسماة بمهنة القلافة» وشاع ذكرهم إلى الدول الأخرى وكان من أبرز أسباب براعتهم في هذه المهنة هو احتياجهم الحقيقي لهذه السفن حيث كانوا يعتمدون عليها كثيراً عندما كان البحر مصدر الرزق الأول لأبناء الخليج العربي فكانوا يمارسون صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، بالإضافة إلى التجارة التي كانت أيضاً تستخدم فيها السفن والمراكز البحرية.
وكانت سفن الخليج المصنوعة بأيدي أمهر القلافين (القلاف هو من يعمل في صنع السفينة) تسافر إلى البلاد البعيدة عابرة البحار والمحيطات دون أن تصاب بأذى.. ويعود سببه إلى خلل في الصناعة فقد كانت سفن الخليج تصل إلى الهند وباكستان وغيرها من الدول بهدف التجارة وجلب المؤن.

القلافة

تسمى صناعة السفن في الخليج بـ « القلافة » ولذلك فمن يصنع السفينة يسمى « قلاف » وجمع الكلمة « قلاليف » وقلف السفينة أي قام بخرز خشبها بالألياف، وجعل في خلالها القار، وعادة يعمل القلاف في هذه المهنة منذ طلوع الشمس وحتى غروبها دون توقف إلا لأداء الصلاة أو تناول طعام الغداء، ويكون «القلاف» قد التحق بهذه المهنة منذ طفولته وترعرع في أحضان السفن ليتقن "القلافة" يوماً بعد يوم، وليصبح أكثر مهارة فيها.