الهوان الوظيفي
طرح احد المحاضرين سؤالا على
مجموعة من الدارسين، طالبا منهم
تفسيرا علميا لعبارة الهوان الوظيفي..
تباينت الردود والآراء فمنهم من قال..
ان تعمل مع مدير متعنت ومتسلط،
والآخر رد بأن تعمل مع مدير عابس
الوجه لا تعرف الابتسامة طريقا
على شفتيه.. بينما رد آخر بأن تعمل
في مجال يتعارض مع وظيفتك
الأساسية.. وفسره البعض بأن يتم
تكليفك بأعباء وظيفية كثيرة دون
مردود مالي مناسب.
رد المحاضر قائلا: دعوني أختلف
معكم جميعا.. فالهوان الوظيفي هو
أن تعمل تحت قيادة من هو اقل
منك كفاءة.. بشرط أن يكون معيار
تقدير الكفاءة لا يخضع لوجهة
نظرك الشخصية.. بل يخضع لمعايير
علمية وموضوعية. فهذه النوعية
من المديرين.. لا تجد سبيلا لفرض
أنفسهم وآرائهم سوى بإضفاء التوتر
والعصبية على مرؤوسيهم ودائما ما
يفرضون الضغوط النفسية على جو
العمل.. وتنحصر كفاءتهم الوحيدة
في كيفية استفزاز الموظفين واختلاق
المشاكل وتصيد الأخطاء وتكليفهم
بتنفيذ مهام هو أول من يعلم
باستحالة تنفيذها واستخدام عبارات
مهينة تسفه من آرائهم تجعل الموظف
يخرج عن شعوره ويفقد تركيزه،
فيرتكب العديد من الأخطاء.
ويظهر امام مديره بأنه مقصر..
فتأتي الفرصة على طبق من ذهب
لفرض مزيد من السيطرة وإحكام
قبضته على من حوله.. يتعامل مع
موظفيه كأدوات المكتب من كمبيوتر
وتليفون ويتوقع منهم ان يحضروا له
لبن العصفور في التو واللحظة عدا
طلبه منهم.. يعتقد أن كل الموظفين
مراوغون مخادعون لا يعملون بضمير
لذلك يجد متعة منقطعة النظير
في معاقبتهم، وشعاره دائما اشغل
الموظف دائما حتى يقع مغشيا عليه،
فتتوه الحقيقة ويتمكن من مرؤوسيه
اكثر فأكثر.
اختيار المدير عمل هام جدا وكل
إدارة عليها التدقيق في الاختيار
للوصول إلى افضل العناصر وان تتأكد
ان هذا الاختيار سيلقى القبول أو على
أدنى تقدير درجة من القبول لدى
المرؤوسين، ثم يبدأ دور المدير
بعد ذلك بإقناع المرؤوسين بقدراته
وكفاءته بإدارة العمل، وحتى لا نجد
الموظف البسيط يعيش في حالة من
الغليان الداخلي والقلق النفسي ولا
يجد بديلا أمامه سوى ترك الجمل بما
حمل ومحاولة البحث عن عمل آخر
رغم ما يتبعه ذلك من مشاكل مادية
واجتماعية.. أو تحمله قيمة فواتير
أدوية ضغط الدم المرتفع والسكر
والقولون العصبي نتيجة لاستمراره في
عمله تحت قيادة هذا المدير.. فيصبح
الهوان الوظيفي هو عنوان المرحلة.
كمال عوض

جريدة الراية