عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا".

أخرجه أحمد (2/68، رقم 5357) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 232) بمجموع طرقه


قال ابن القيم رحمه الله: وللمعصية من الآثار القبيحة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.
ومنها: تعسير أموره فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً أو متعسراً عليه .

ومنها : ظلمه يجدها في قلبه .

ومن أثار المعصية: أنها توهن القلب والبدن .

ومنها : حرمان الطاعة .

ومنها : تضعف القلب عن إرادته .

ومنها : أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير عادة .

ومنها : أنها سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه .

ومنها : أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنب والظلم .

ومنها : أن المعصية تورث الذل ولابد فإن العز كل العز في طاعة الله، قال تعالى (من كان يريد العزة فالله العزة جميعا ) .

ومنها : أنها تطفىء نار الغيرة والعياذ بالله، فكلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس .

ومنها : أنها تعمي بصيرة القلب، وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب موارد الهداية.

ومنها : سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه .

ومنها : أنها تمحق بركة العمر .

ومنها : ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف والقلق في قلب العاصي فلا تراه إلا خائفاً مرعوباً، فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة فمن خاف الله أمنه الله كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء .