كبار المستثمرين يجمعون المعروض من صغار المضاربين بأسعار رخيصة
توقعات باستمرار تذبذب سوق الأسهم حتى نهاية الأسبوع

جدة، الرياض: معيض الحسيني، خالد الغربي، أحمد بن حمدان
توقع محللون ماليون أن تواصل سوق الأسهم تذبذبها حتى نهاية الأسبوع الجاري مع لجوء كبار المستثمرين إلى تجميع المعروض من الأسهم بأسعار رخيصة.
وقالوا إن كبار صناع السوق بعثوا بإحجامهم عن التداول خلال الأسبوع الماضي رسالة قوية لهيئة سوق المال باحتجاجهم على قراراتها التنظيمية الأخيرة وخصوصا نسبة التذبذب لأسعار الأسهم إلى 5% .
وحذر المحللون من استغلال التراجع الحالي من قبل بعض المستثمرين في ترويج شائعات عن إمكانية تحوله إلى انهيار، لرغبتهم في إخراج أكبر عدد ممكن منه ومن ثم وصول الأسعار إلى أدنى مستوياتها.
ووصف المحلل المالي صالح بخش التراجع الذي لايزال يعيشه السوق بالتصحيح بعد أن وصل المؤشر إلى مستويات خيالية، مشيرا إلى وجود إجماع على إعادة السوق إلى مستويات في حدود 16 ألف نقطة.
وأضاف أن كبار المستثمرين هم المستفيدون الوحيدون من تراجع الأسعار لامتلاكهم سيولة عالية تمكنهم من البدء من جديد وفق نسبة التذبذب الجديدة لذلك مازالوا يرغبون في تصفية المزيد من صغار المستثمرين بإجبارهم على البيع بأقل الأسعار بعد عدم قدرتهم على مجاراة التقلبات.
وأكد بخش أن إخراج صغار المستثمرين من سوق الأسهم هي ظاهرة عالمية ولا تقتصر على السوق المحلي وكان لزاما على هؤلاء الصغار التعلم من التجارب التي مرت بها السوق عام 2004 متوقعا أن يواصل السوق التذبذب حتى نهاية الأسبوع الحالي.
من جهته أكد المحلل المالي توفيق علوان أن صعود وانخفاض السوق أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم ولكن السوق السعودية مازالت ناشئة ولم يعتد المستثمرون فيها على تقلباتها.
وحذر علوان من استغلال بعض المستثمرين لهذا التراجع بترويج الشائعات عن إمكانية تحوله إلى انهيار.
وقال إن الحديث عن الانهيار لا يرتبط بمؤشرات سوق الأسهم وإنما بالاقتصاد العام للدولة في ظل وجود آراء ترجح استمرار ارتفاع أسعار البترول واستبعاد عودتها إلى سابق عهدها، مؤكدا أن السيولة في الاقتصاد السعودي ما زالت عالية.
وأكد أن هيئة السوق المالية تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال ولكنها لا تستطيع التدخل المباشر في عمليات الشراء والبيع ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في قلة الأسهم المعروضة مقابل السيولة العالية حيث لا تتجاوز نسبة الأسهم المعروضة للتداول 30% والبقية تعود إلى صناديق استثمارية أو مملوكة للدولة.
ويرى محللون آخرون أن الفترة القادمة ستكون فترة إعادة الثقة للسوق, مستبعدين أن يحقق السوق معدلات قياسية كالتي حققها من قبل.
وذكروا أن السوق في هذه المرحلة سيشهد تذبذبا ما بين الصعود والهبوط, حيث ستنخفض أسعار أسهم بعض القطاعات وترتفع أسهم قطاعات أخرى, مشيرين إلى أن المضاربين سيتنفسون الصعداء.
ومن ثم سيبدأون بترتيب أوراقهم مرة أخرى من جديد, وسيدخلون المضاربة في السوق بقوة ولكن يصاحبها تأني, مشيرين إلى أن السوق سيعوض الخسائر التي حلت به وخصوصا الأسهم القيادية المبنية أسعارها على أسس صحيحة.