صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: ماذا يمكن أن يحدث لو أفلست اليونان

  1. #1
    عضو مؤسس الصورة الرمزية الوعب
    رقم العضوية
    7193
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    دوحه الخير
    المشاركات
    8,527

    ماذا يمكن أن يحدث لو أفلست اليونان

    بواسطة د.محمد إبراهيم السقا بتاريخ 8 مايو 2010

    اليونان هي أكثر دول العالم حاليا التي تواجه مصاعب اقتصادية تضعها في أعلى قائمة أكثر دول العالم تعرضا للإفلاس. وتتعدد جوانب الخلل التي يواجهها الاقتصاد اليوناني والتي أدت إلى خلق قلقا عاما بين شركاءها في الاتحاد النقدي من جانب والمستثمرين في الأسواق المالية على وجه الخصوص من جانب آخر. وتتمثل أهم مظاهر الخلل في الاقتصاد اليوناني حاليا هي:

    1- ارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز حاليا نسبة الـ 100%، غير أنه تنبغي الإشارة إلى أن هناك دولا أخرى ترتفع فيها نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي عن 200% كما هو الحال في اليابان، ومع ذلك لا تصنف كدولة شبه مفلسة مثل اليونان والتي تعاني من تركز استحقاقات الدين في فترة زمنية قصيرة وارتفاع العجز المالي بصورة لا تمكنها من استيفاء الاستحقاقات المطلوبة منها في غضون هذه المدة الزمنية القصيرة، ولذلك يتم تصنيف سندات الدين اليوناني على أنها من سندات الخردة، وقد أدت علاوة الخطر التي أضيفت إلى السندات اليونانية أن أصبح معدل الفائدة على سندات الدين اليوناني لمدة سنتين 18%، نظرا لتكالب حملة السندات اليونانية على بيعها والتخلص منها الأمر الذي أدى إلى رفع معدلات الفائدة عليها إلى هذه المستويات المرتفعة.

    المشكلة الأساسية أنه في ظل هذه الأوضاع هي انه بدون أي برنامج لمساعدة اليونان على تحمل أعباء دينها العام، فلن تتمكن من سداد الأقساط المستحقة عليها، خصوصا في ظل ارتفاع نسبة العجز في الميزانية العام إلى الناتج المحلي إلى حوالي 12% تقريبا لهذا العام.

    2- انخفاض تنافسية الاقتصاد اليوناني، حيث يصنف الاقتصاد اليوناني في أوروبا على انه اقتصاد غير تنافسي، بصفة خاصة بسبب ارتفاع مستويات الأجور والذي لا يصاحبه زيادات مماثلة في الإنتاجية للعامل اليوناني، ومثل هذا الوضع يترتب عليه ارتفاع تكاليف السلع اليونانية (بالنسبة لغير اليونانيين)، وهو ما يؤدي إلى خفض الطلب الخارجي على الصادرات اليونانية، ومن ثم تصاعد عجز الميزان التجاري بها، والذي يحتاج هو الآخر لتمويل.

    3- عدم وجود عملة وطنية، وذلك نتيجة لانخراط اليونان في اتقافية الاتحاد النقدي الأوروبي، والتي بمقتضاها تم إلغاء الدراخمة اليونانية واستبدالها باليورو، وهو ما حرم اليونان من ميزة الاستفادة من تبني سياسات تخفيض قيمة العملة لرفع درجة تنافسيتها ولمواجهة مشكلات ميزانها التجاري.

    4- حالة الكساد التي يتعرض لها الاقتصاد، مثله مثل باقي دول العالم وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي صاحبت ظروف الأزمة المالية العالمية، وهو ما تسبب في استمرار ارتفاع عجز الميزانية وارتفاع معدلات البطالة.

    5- أن جهود الإصلاح سوف تعقد الوضع الاقتصادي، ذلك أن البرامج المقترحة لمعالجة الأزمة اليونانية تصب بشكل أساسي في رفع معدلات الضرائب وخفض مستويات الرواتب ودخول الموظفين في الحكومة، وتقليل الإنفاق الحكومي لمعالجة الأوضاع الحادة للميزانية العامة، ومثل هذه الإجراءات لا بد وأن يترتب عليها تراجع في معدلات النمو، وعندما يواجه الاقتصاد انخفاضا في مستويات الناتج وارتفاعا في معدلات البطالة فإن هذه الإجراءات ترفع من احتمالات دخول اليونان في كساد طويل الأجل، خصوصا مع ضعف فرص التعامل محليا مع الأزمة من خلال استخدام السياسات النقدية التوسعية لتحفيز الطلب، نظرا لتسليم الدول الأعضاء في اليورو لسلطة استخدام هذه السياسات للبنك المركزي الأوروبي، الأمر الذي يزيد من صعوبة عملية التكيف الاقتصادي إذا ما تعرض أحد الأعضاء لأزمة على مستوى الأزمة التي تواجهها اليونان.

    حزمة الإجراءات التقشفية القاسية التي التزمت بها اليونان بموجب اتفاقها مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي ستمثل طوق النجاة لهذا البلد المضطرب ماليا. ومن الواضح ان المعارضة الشعبية لبرامج التقشف سوف تكون عنيفة جدا، إلى الحد الذي يثير سؤالا مهما، ماذا لو سيحدث لو فشلت اليونان في تطبيق حزمة الإجراءات التقشفية الهادفة إلى تعديل أوضاع ميزانيتها العامة ومساعدتها على رفع معدلات النمو وزيادة الإيرادات العامة وتخفيض النفقات العامة؟ مما لا شك فيه أن أحدا لا يريد الإجابة على هذا السؤال المثير، إنه ببساطة شديدة عملية إعلان لحالة الإفلاس، والتي تم تحذير اليونان منها بصورة حرفية، حيث حذر الاتحاد الأوروبي اليونان من أن عدم الالتزام بتعهداتها قبل صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي سوف يعني شيئا واحدا وهو “إفلاس اليونان”. ولكن على أسوأ الفروض لو تصورنا تطور الأمور نحو هذا السيناريو الخطير ماذا يمكن أن يحدث في العالم؟ إن الآثار المترتبة على هذا الاحتمال أقل ما يمكن أن توصف به أنها مرعبة، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي.

    1- حدوث اضطراب عظيم في الأسواق المالية، فلو أن اليونان انهارت، لا سمح الله، فان الأسواق العالمية سوف تستجيب على نحو أسوأ مما يتوقع الجميع، حيث ستزداد في هذه الحالة الشكوك حول احتمالات انهيار الدول الأخرى المضطربة ماليا في القارة، مثل البرتغال أو أسبانيا، وأن وجود هذه الدول كأعضاء في تكتل اقتصادي أو في اتحاد نقدي لا يعني أن شيء بالنسبة لاحتمالات المساندة الممكن الحصول عليها من مثل هذا التكتل. ومن ثم سوف ترتفع معدلات الفائدة على السندات الأوروبية جميعا، بما في ذلك سندات الدول غير المضطربة مثل ألمانيا وفرنسا، وهو ما يؤدي إلى رفع تكلفة إعادة سداد الديون الأوروبية ويقلل من احتمالات استمرار تعافي اقتصاديات الدول الأوروبية.

    2- تراجع أسعار السلع الدولية، بصفة خاصة النفط نظرا لاحتمال انتشار التوقعات التشاؤمية حول مستقبل النمو الاقتصادي العالمي نتيجة لاشتعال أزمة ديون سيادية في أوروبا، وستعاني ميزانيات دول مجلس التعاون انخفاض الإيرادات النفطية بصورة واضحة نتيجة لذلك ومن ثم عودة اقتصادياتنا وأسواقنا مرة أخرى إلى الحالة التي سادت في أعقاب أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، في الوقت الذي سترتفع فيه أسعار الذهب باعتباره الملجأ الذي يلجأ إليه العالم في أوقات الأزمات.

    3- انتشار برامج التقشف الاقتصادي، حيث سوف تضطر الدول ذات الدين العام الضخم، أن تخضع نفسها لبرامج تقشف قاسية للتعامل مع أوضاعها المضطربة وتعديل أوضاع ميزانياتها العام، بصفة خاصة من خلال زيادة معدلات الضرائب وتخفيض مستويات الإنفاق العام بكافة أشكاله، ومن الصحيح أن مثل هذه الحزم التقشفية تساعد الميزانية العامة لتلك الدول وتعمل على خفض العجز فيها، ولكنها في ذات الوقت تحمل آثارا سلبية على النمو ومن ثم فرص استعادة النشاط الاقتصادي والخروج من الأزمة، ومثل هذه النتائج سوف تؤدي إلى استمرار ارتفاع معدلات البطالة بصورة أكبر في تلك الدول.

    4- ازدياد الضغوط بصورة حادة على اليورو، واستمرار تراجع معدلات صرفه أمام الدولار وترجع الثقة التي اكتسبها العالم فيه كعملة دولية نتيجة ضعف الدولار، خصوصا في فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية، وربما يترتب على ذلك على أسوأ الفروض انهيار الاتحاد النقدي بين الدول الأعضاء واختفاء اليورو، وذلك إذا اضطرت الدول المضطربة ماليا إلى الخروج من منطقة اليورو، وعودتها مرة أخرى إلى مجرد تكتل اقتصادي بدون عملة موحدة، حيث ستنهار الثقة في اليورو، ومن ثم ستفقد دول الاتحاد النقدي الأوروبي الفوائد التي تحققت من إدخال هذه العملة بدلا من عملاتهم الوطنية.

    5- ارتفاع معدلات الفائدة على المستوى العالمي، وبالتالي ارتفاع تكاليف الاقتراض، بصفة خاصة بالنسبة للحكومات التي تواجه عجزا في ميزانيتها، وكذلك سوف تزداد حدة القيود على عمليات الائتمان على المستوى الدولي نتيجة ارتفاع المخاطر المصاحبة لعمليات الإقراض، مما سيجعل الاقتراض مسألة في غاية الصعوبة عالميا، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع مستويات الاستثمار والنمو على المستوى العالمي، ومن ثم احتمال دخول العالم في تراجع مزدوج الأول نتيجة لأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، والثاني كنتيجة لأزمة الديون السيادية في أوروبا.

    6- انخفاض حجم التجارة الدولية، بسبب تراجع مستويات النشاط الاقتصادي في الدول شركاء التجارة للاتحاد الأوروبي، بصفة خاصة الدول المتوسطية ودول جنوب وشرق آسيا وباقي الدول النامية بسبب التراجع الكبير المتوقع في النشاط التجاري الأوروبي، وهو ما سوف يترتب عليه تراجع الآمال بحدوث انتعاش في مستويات التجارة العالمية مرة أخرى في عام 2010 بعد تراجعها بصورة حادة في أعقاب الأزمة المالية العالمية في العام الماضي.

    هذه هي باختصار تصوراتي عن الآثار الخطيرة التي يمكن أن تترتب على إعلان اليونان إفلاسها لعدم تمكنها من الوفاء بمستحقات الديون التي عليها إما بسبب عدم كفاية السيولة اللازمة لذلك أو بسبب عدم التزامها بتعهداتها التي قطعتها على نفسها بموجب اتفاق التعديل الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، وهي توضح بصورة جلية هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي حاليا وجسامة التحديات التي تواجهه إذا ما انطلقت شرارة أزمة الديون السيادية.
    من باع دارًا أو عقارًا ولم يجعل ثمنه في نظيره(مثلها) فجدير أن لا يبارك له فيه"


    أدم الصلاة على النبي محمد --- فقبولها حتما بغير تــردد

    أعمالنا بين القبول و ردهـا --- إلا الصلاة على النبي محمد

  2. #2
    عضو مؤسس
    رقم العضوية
    21272
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    5,844
    ,

    ,


    شكرا على الموضوع

    للاسف كل الكتابات الاقتصاديه فيها سواد شديد وتلميحات في غير مكانها ومبالغه شديده

    وكل الكتاب عرب

    منها افلاس اليونان وباقي دول اوربا وافلاس بريطانيا وافلاس اسبانيا

    وافلاس امريكا


    بصراحه سواد رهيب صحيح الاقتصاد العالمي تاثر لكن ليس لهذه الدرجه

    علينا ان نعرف

    ان الدخل القومي لاسبانيا يعادل الدخل القومي لكل الدول العربيه مجتمعه



    ما اعرف ليه لا توجد تقارير عن حقيقه الوضع العربي ؟؟

    السودان

    الاردن

    سوريا

    مصر

    العراق

    لبنان

    اليمن

    هل اقتصاد هذه الدول احسن من اليونان ؟؟؟



    الدول الاوربيه حطت خطه معالجه اقتصاد اليونان المتدهور

    من قبل 10 سنوات واليونان تعاني من الديون ولا يوجد شي جديد

    اليونان عندها خطه الان

    فهل يوجد خطه انقاذ للدول العربيه ؟؟؟


    شكرا لك

    ,

    ,


    اخوك


    شموخ دائم




    التعديل الأخير تم بواسطة شموخ دائم ; 08-05-2010 الساعة 11:40 PM

  3. #3
    عضو مؤسس الصورة الرمزية الوعب
    رقم العضوية
    7193
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    دوحه الخير
    المشاركات
    8,527
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ دائم مشاهدة المشاركة
    ,


    ما اعرف ليه لا توجد تقارير عن حقيقه الوضع العربي ؟؟

    السودان

    الاردن

    سوريا

    مصر

    العراق

    لبنان

    اليمن

    هل اقتصاد هذه الدول احسن من اليونان ؟؟؟



    الدول الاوربيه حطت خطه معالجه اقتصاد اليونان المتدهور

    من قبل 10 سنوات واليونان تعاني من الديون ولا يوجد شي جديد

    اليونان عندها خطه الان

    فهل يوجد خطه انقاذ للدول العربيه ؟؟؟


    شكرا لك

    ,

    ,


    اخوك


    شموخ دائم



    وما تأثير الدول العربيه اللي ذكرتهم على الاقتصاد العالمي ؟ لا شئي

    وكما ذكرت اخي ان الدخل القومي لاسبانيا يعادل الدخل القومي لكل الدول العربيه مجتمعه

    وكذلك اليونان مقارنه مع الدول الخليجيه ,, فاذا اصابت هذه الدول كارثه فيكون تأثيرها كبير ومؤثر
    من باع دارًا أو عقارًا ولم يجعل ثمنه في نظيره(مثلها) فجدير أن لا يبارك له فيه"


    أدم الصلاة على النبي محمد --- فقبولها حتما بغير تــردد

    أعمالنا بين القبول و ردهـا --- إلا الصلاة على النبي محمد

  4. #4
    عضو فعال الصورة الرمزية بلوتنيوم
    رقم العضوية
    29540
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    3,283
    يعني باختصار حتى ارسطو مابيحل لهم ازمتهم

    يارب يا وافي العطا ... جنبني دروب الخطا ... واغسلني بثلج العفو ... والبسني من سترك غطا
    -----------------------------------------------------------

    نحن شعب لا نستسلم , ننتصر او نموت


  5. #5
    محلل فني الصورة الرمزية ( الفهد )
    رقم العضوية
    12317
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    27,087

    Exclamation ماذا يمكن أن يحدث لو أفلست اليونان

    ماذا يمكن أن يحدث لو أفلست اليونان
    الفا بيتا - د.محمد إبراهيم السقا 09/05/2010

    اليونان هي أكثر دول العالم حاليا التي تواجه مصاعب اقتصادية تضعها في أعلى قائمة أكثر دول العالم تعرضا للإفلاس. وتتعدد جوانب الخلل التي يواجهها الاقتصاد اليوناني والتي أدت إلى خلق قلق عام بين شركائها في الاتحاد النقدي من جانب والمستثمرين في الأسواق المالية على وجه الخصوص من جانب آخر. وتتمثل أهم مظاهر الخلل في الاقتصاد اليوناني حاليا هي:

    1- ارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز حاليا نسبة الـ 100%، غير أنه تنبغي الإشارة إلى أن هناك دولا أخرى ترتفع فيها نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي عن 200% كما هو الحال في اليابان، ومع ذلك لا تصنف كدولة شبه مفلسة مثل اليونان والتي تعاني من تركز استحقاقات الدين في فترة زمنية قصيرة وارتفاع العجز المالي بصورة لا تمكنها من استيفاء الاستحقاقات المطلوبة منها في غضون هذه المدة الزمنية القصيرة، ولذلك يتم تصنيف سندات الدين اليوناني على أنها من سندات الخردة، وقد أدت علاوة الخطر التي أضيفت إلى السندات اليونانية أن أصبح معدل الفائدة على سندات الدين اليوناني لمدة سنتين 18%، نظرا لتكالب حملة السندات اليونانية على بيعها والتخلص منها الأمر الذي أدى إلى رفع معدلات الفائدة عليها إلى هذه المستويات المرتفعة.

    المشكلة الأساسية أنه في ظل هذه الأوضاع هي انه بدون أي برنامج لمساعدة اليونان على تحمل أعباء دينها العام، فلن تتمكن من سداد الأقساط المستحقة عليها، خصوصا في ظل ارتفاع نسبة العجز في الميزانية العام إلى الناتج المحلي إلى حوالي 12% تقريبا لهذا العام.

    2- انخفاض تنافسية الاقتصاد اليوناني، حيث يصنف الاقتصاد اليوناني في أوروبا على انه اقتصاد غير تنافسي، بصفة خاصة بسبب ارتفاع مستويات الأجور والذي لا يصاحبه زيادات مماثلة في الإنتاجية للعامل اليوناني، ومثل هذا الوضع يترتب عليه ارتفاع تكاليف السلع اليونانية (بالنسبة لغير اليونانيين)، وهو ما يؤدي إلى خفض الطلب الخارجي على الصادرات اليونانية، ومن ثم تصاعد عجز الميزان التجاري بها، والذي يحتاج هو الآخر لتمويل.

    3- عدم وجود عملة وطنية، وذلك نتيجة لانخراط اليونان في اتقافية الاتحاد النقدي الأوروبي، والتي بمقتضاها تم إلغاء الدراخمة اليونانية واستبدالها باليورو، وهو ما حرم اليونان من ميزة الاستفادة من تبني سياسات تخفيض قيمة العملة لرفع درجة تنافسيتها ولمواجهة مشكلات ميزانها التجاري.

    4- حالة الكساد التي يتعرض لها الاقتصاد، مثله مثل باقي دول العالم وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي صاحبت ظروف الأزمة المالية العالمية، وهو ما تسبب في استمرار ارتفاع عجز الميزانية وارتفاع معدلات البطالة.

    5- أن جهود الإصلاح سوف تعقد الوضع الاقتصادي، ذلك أن البرامج المقترحة لمعالجة الأزمة اليونانية تصب بشكل أساسي في رفع معدلات الضرائب وخفض مستويات الرواتب ودخول الموظفين في الحكومة، وتقليل الإنفاق الحكومي لمعالجة الأوضاع الحادة للميزانية العامة، ومثل هذه الإجراءات لا بد وأن يترتب عليها تراجع في معدلات النمو، وعندما يواجه الاقتصاد انخفاضا في مستويات الناتج وارتفاعا في معدلات البطالة فإن هذه الإجراءات ترفع من احتمالات دخول اليونان في كساد طويل الأجل، خصوصا مع ضعف فرص التعامل محليا مع الأزمة من خلال استخدام السياسات النقدية التوسعية لتحفيز الطلب، نظرا لتسليم الدول الأعضاء في اليورو لسلطة استخدام هذه السياسات للبنك المركزي الأوروبي، الأمر الذي يزيد من صعوبة عملية التكيف الاقتصادي إذا ما تعرض أحد الأعضاء لأزمة على مستوى الأزمة التي تواجهها اليونان.

    حزمة الإجراءات التقشفية القاسية التي التزمت بها اليونان بموجب اتفاقها مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي ستمثل طوق النجاة لهذا البلد المضطرب ماليا.

    ومن الواضح ان المعارضة الشعبية لبرامج التقشف سوف تكون عنيفة جدا، إلى الحد الذي يثير سؤالا مهما، ماذا لو سيحدث لو فشلت اليونان في تطبيق حزمة الإجراءات التقشفية الهادفة إلى تعديل أوضاع ميزانيتها العامة ومساعدتها على رفع معدلات النمو وزيادة الإيرادات العامة وتخفيض النفقات العامة؟ مما لا شك فيه أن أحدا لا يريد الإجابة على هذا السؤال المثير، إنه ببساطة شديدة عملية إعلان لحالة الإفلاس، والتي تم تحذير اليونان منها بصورة حرفية، حيث حذر الاتحاد الأوروبي اليونان من أن عدم الالتزام بتعهداتها قبل صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي سوف يعني شيئا واحدا وهو “إفلاس اليونان”.

    ولكن على أسوأ الفروض لو تصورنا تطور الأمور نحو هذا السيناريو الخطير ماذا يمكن أن يحدث في العالم؟ إن الآثار المترتبة على هذا الاحتمال أقل ما يمكن أن توصف به أنها مرعبة، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي.

    1- حدوث اضطراب عظيم في الأسواق المالية، فلو أن اليونان انهارت، لا سمح الله، فان الأسواق العالمية سوف تستجيب على نحو أسوأ مما يتوقع الجميع، حيث ستزداد في هذه الحالة الشكوك حول احتمالات انهيار الدول الأخرى المضطربة ماليا في القارة، مثل البرتغال أو أسبانيا، وأن وجود هذه الدول كأعضاء في تكتل اقتصادي أو في اتحاد نقدي لا يعني أن شيء بالنسبة لاحتمالات المساندة الممكن الحصول عليها من مثل هذا التكتل.

    ومن ثم سوف ترتفع معدلات الفائدة على السندات الأوروبية جميعا، بما في ذلك سندات الدول غير المضطربة مثل ألمانيا وفرنسا، وهو ما يؤدي إلى رفع تكلفة إعادة سداد الديون الأوروبية ويقلل من احتمالات استمرار تعافي اقتصاديات الدول الأوروبية.

    2- تراجع أسعار السلع الدولية، بصفة خاصة النفط نظرا لاحتمال انتشار التوقعات التشاؤمية حول مستقبل النمو الاقتصادي العالمي نتيجة لاشتعال أزمة ديون سيادية في أوروبا، وستعاني ميزانيات دول مجلس التعاون انخفاض الإيرادات النفطية بصورة واضحة نتيجة لذلك ومن ثم عودة اقتصادياتنا وأسواقنا مرة أخرى إلى الحالة التي سادت في أعقاب أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، في الوقت الذي سترتفع فيه أسعار الذهب باعتباره الملجأ الذي يلجأ إليه العالم في أوقات الأزمات.

    3- انتشار برامج التقشف الاقتصادي، حيث سوف تضطر الدول ذات الدين العام الضخم، أن تخضع نفسها لبرامج تقشف قاسية للتعامل مع أوضاعها المضطربة وتعديل أوضاع ميزانياتها العام، بصفة خاصة من خلال زيادة معدلات الضرائب وتخفيض مستويات الإنفاق العام بكافة أشكاله، ومن الصحيح أن مثل هذه الحزم التقشفية تساعد الميزانية العامة لتلك الدول وتعمل على خفض العجز فيها، ولكنها في ذات الوقت تحمل آثارا سلبية على النمو ومن ثم فرص استعادة النشاط الاقتصادي والخروج من الأزمة، ومثل هذه النتائج سوف تؤدي إلى استمرار ارتفاع معدلات البطالة بصورة أكبر في تلك الدول.

    4- ازدياد الضغوط بصورة حادة على اليورو، واستمرار تراجع معدلات صرفه أمام الدولار وترجع الثقة التي اكتسبها العالم فيه كعملة دولية نتيجة ضعف الدولار، خصوصا في فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية، وربما يترتب على ذلك على أسوأ الفروض انهيار الاتحاد النقدي بين الدول الأعضاء واختفاء اليورو، وذلك إذا اضطرت الدول المضطربة ماليا إلى الخروج من منطقة اليورو، وعودتها مرة أخرى إلى مجرد تكتل اقتصادي بدون عملة موحدة، حيث ستنهار الثقة في اليورو، ومن ثم ستفقد دول الاتحاد النقدي الأوروبي الفوائد التي تحققت من إدخال هذه العملة بدلا من عملاتهم الوطنية.

    5- ارتفاع معدلات الفائدة على المستوى العالمي، وبالتالي ارتفاع تكاليف الاقتراض، بصفة خاصة بالنسبة للحكومات التي تواجه عجزا في ميزانيتها، وكذلك سوف تزداد حدة القيود على عمليات الائتمان على المستوى الدولي نتيجة ارتفاع المخاطر المصاحبة لعمليات الإقراض، مما سيجعل الاقتراض مسألة في غاية الصعوبة عالميا، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع مستويات الاستثمار والنمو على المستوى العالمي، ومن ثم احتمال دخول العالم في تراجع مزدوج الأول نتيجة لأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، والثاني كنتيجة لأزمة الديون السيادية في أوروبا.

    6- انخفاض حجم التجارة الدولية، بسبب تراجع مستويات النشاط الاقتصادي في الدول شركاء التجارة للاتحاد الأوروبي، بصفة خاصة الدول المتوسطية ودول جنوب وشرق آسيا وباقي الدول النامية بسبب التراجع الكبير المتوقع في النشاط التجاري الأوروبي، وهو ما سوف يترتب عليه تراجع الآمال بحدوث انتعاش في مستويات التجارة العالمية مرة أخرى في عام 2010 بعد تراجعها بصورة حادة في أعقاب الأزمة المالية العالمية في العام الماضي.

    هذه هي باختصار تصوراتي عن الآثار الخطيرة التي يمكن أن تترتب على إعلان اليونان إفلاسها لعدم تمكنها من الوفاء بمستحقات الديون التي عليها إما بسبب عدم كفاية السيولة اللازمة لذلك أو بسبب عدم التزامها بتعهداتها التي قطعتها على نفسها بموجب اتفاق التعديل الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، وهي توضح بصورة جلية هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي حاليا وجسامة التحديات التي تواجهه إذا ما انطلقت شرارة أزمة الديون السيادية.


  6. #6
    عضو نشط جداً الصورة الرمزية alwadi105
    رقم العضوية
    6655
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    دوحة الجميع
    المشاركات
    1,299
    يعطيك العافية يا الفهد ...
    fc46e99c-756c-4766-a19f-2c76df6390cb_136499596

  7. #7
    عضو مميز الصورة الرمزية فلاح 1970
    رقم العضوية
    13298
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    الكويت لمن احبها
    المشاركات
    3,130
    تسلم يالفهد على نقل الخبر

  8. #8
    عضو مؤسس الصورة الرمزية نصر77
    رقم العضوية
    25223
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    7,404
    بارك الله فيك محللنا الفني الكبير الفهد و مشكور علي النقل الامين للتعليق اعلاه
    الا انني اخي الفهد لي راي فيما ذكره كاتب المقال و حقيقه هامه اغفلها و هي ان اقتصاد اليونان لا يشكل اكثر من 3% من اقتصاد الاتحاد الاوربي اي انها يمكن اعتبارها دولة هامشية و المخاوف ان وجدت فهي من طريقة تعامل الاتحاد الاوربي معها كنموذج يحتذي به في المستقبل اذا ما تعرضت اقتصاديات اوربا الكبيرة مثل بريطانيا او اسبنيا لازمة مشابهه. ازمة اليونان لو تم حصرها باليونان فهي زوبعة بفنجان و حتي افلاس اليونان و انهيارها الاقتصادي سيكون ذا تاثير محدود علي حجم اقتصاد اتحاد اوربا كوحدة اقتصادية ولا يمكن ابداً من قريب او من بعيد مقارنة ما يحدث باليونان و تشبيهه باحداث تداعي اقتصاد امريكا الذي يمثل ثلث اقتصاد العالم تقرياً.

    ما يحدث الان من وجهة نظري كان سيحدث لاي سبب كان سواء بقعة نفط او بركان ايسلندا او ..... اي شئ اخر. تذكر عندما لاحظنا توقف المحافظ تقريباً عن التداول بالسوق و تراجع حجم سيولتها بقوة فقد كان هذا مؤشر علي شئ في الطريق و شخصياً لم افهم بالضبط ما هو ات الا ان طبيعة الاسواق هكذا و لن تتغير و من يظن ان الهبوط او الصعود ليس له نهاية فعليه مغادرة السوق لان السوق لن يطلق عليه سوق الا بترافق الصعود و الهبوط و لنتذكر احداث الازمة و كيف وصلنا لقاع سحيق ثم اخذنا مسار اخر تصاعدي

    هناك دورات يمكن ان تحدث يومياً او اسبوعياً او شهرياً او سنوياً او حتي كل عدة سنوات و علي الجميع ان يعي ذلك جداً و يحدد خططه بناء علي ذلك.

    هذا و الله اعلم و ما سبق مجرد راي شخصي

  9. #9
    عضو نشط
    رقم العضوية
    21354
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    884
    الضحايا القادمون بعد اليونان
    ايطاليا واسبانيا

  10. #10
    محاور اقتصادي الصورة الرمزية عطا محمد
    رقم العضوية
    30217
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,757

    Thumbs down

    بارك الله فيك اخي على النقل :ملاحظات واخر تفاعلات الازمة
    ***الموضوع قديم استغل حديثا واستمر استغلالة حتى بعد تقرير الاتحاد الاوروبي خطة انقاذ لمدى 3 سنوات بقيمة 120مليار يورو وبمساعدة صندوق النقد الدولي ب30 مليار
    ***انشاء صندوق لمنطقة اليورو بقيمة 80 مليار يورو لمساعدة باقي دول اليورو لتجنب سقوط اخرى
    ***اما عن اسبانيا فاخر الاخبار تنفي ما قيل وتصريح ثباتيرو بان اسبانيا خرجت من الركود
    ***اصرار زعماء منطقة اليورو بالخروج بحل قابل للتطبيق بعد كم ساعة فقط او قبل افتتاح الاسواق الاسيوية للتأثير الايجابي على اليورو والاسواق العالمية.

    في رايي الخاص بان الافلاس لن تسمح به منطقة اليورو لارتباط تلك الديون بها فهي اول من يخسر لسببين:
    اولهما :البنوك المقرضة لليونان المانية وفرنسية فستعدم فرص السداد
    ثانيهما :بان الافلاس يعني فقدان الكرامة لعملتهم ورجوعهم لسيطرة الدولار وفقدان مكاسب السابقة لليورو ....واضيف ايضا بان السماح لدولة فسينفرط العقد وتلاحقها باقي الدول
    اخواني:
    لم لم تفلس بريطانيا وعجوزات ميزانيتها ضعف موازنتها
    لم لا تفلس امريكا وديونها 3 اضعاف ميزانيتها
    لم لا يفلس ثالث اكبر اقتصاد في العالم وديونة 130% من موازنتة "اليابان"

    خلاصة :
    حصلت افلاسات قبل ذلك اكبرها انهيار دول جنوب شرق اسيا ايام انهارت بورصاتها بسبب سوراس"تخيل اخي الراسمالية الظالمة فرد يحطم دول" وكانت نمور اسيا في السابق معدل نموها السنوي 15% فما هي الان نهضت واستأنفت نموها
    وروسيا قبل ذلك عندما استخدمت معها سباق التسلح فانهارت وهي الان تنمو ولم تتلق مساعدات

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •