إن الله تعالى يحب من عباده من هو أنفع للناس فكلما زاد النفع زاد حب الله له
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
" أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟
وأي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ،
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا ،
أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد
( يعني مسجد المدينة) شهرا ،
ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ،
ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل ..
أسوق هذا الحديث الجليل العظيم..
لماسمعته عن بعض الموظفين والموظفات في الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات
والذين يقدمون
كل ما في وسعهم من جهد ووقت لـ مساعدة المواطنين في تخليص معاملاتهم …
ومنهم من يسعى ويتنقل من مكان لـ مكان
من أجل قضاء حوائج غيره...
ومنهم من يستقبل المكلمات وطلب المساعده
وهو في بيته ويحاول تقديم المعونة وقضاء حاجة الغير حتى لو لم تكن بينهم صلة...
كذلك كل شخص يحتاجه الناس لـ يقضي لهم حاجة او يدلهم على شيء معين ...
فـ ليبشر بأنه أحب الناس إلى الله...
ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم السائل بمن يحبهم الله من عباده، فقال :
" أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس "
أشار إلى منزلة عظيمة جدا، ودرجة عالية رفيعة ،
ذلك أن محبة الله للعبد شيء عظيم،
فإن الله إذا أحب عبدا أحبه أهل السماء والأرض،
وإن الله إذا أحب عبدا لا يعذبه ،
كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل فقال :
يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ،
فينادي جبريل في أهل السماء :
إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في الأرض " .
فعلى العاقل يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي
في قضاء حاجات المسلمين،
فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين
سعى الله نفسه في قضاء حاجتك.
فأيهما خير لك ؟!
أن تسعى في حاجة نفسك أنت، أم يسعى الله العليم القدير،
الذي بيده ملكوت كل شيء، وعنده خزائن كل شيء،
في قضاء حاجتك .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت
الله قدمه يوم تزل الأقدام "
والمراد بالحاجة أي حاجة كانت:
مالية أو علمية أو أدبية، دينية أو دنيوية .
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم
" ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام "
أن الذي يمشي في حاجة أخيه المسلم حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم القيامة على الصراط ،
الذي هو مدحضة مزلة ، أرق من الشعر،
وأحد من السيف، وعلى جنبتيه كلاليب وخطاطيف، تتخطف الناس.
اقض الحوائج ما استطعت ، واسعَ في حوائج المسلمين ما استطعت ،
وتذكر أن ما بك من نعمة فإنما أنعم الله بها عليك لتنفع المسلمين ،
وتمشي في حوائجهم، فإن أنت فعلت أتم عليك نعمته وزادك منها ،
وإن أنت بخلت وقعدت عن المشي في قضاء حوائج
المسلمين ذهبت عنك نعمة الله تبارك وتعالى .
بارك الله بالأيدي النافعة المعينة وما اكثرها في هذه البلد الطيب...
اللهم اجعلنا ممن تعينهم على قضاء حوائج الناس ومساعدتهم
ولا تحرمنا حبك وحب من يحبك...