الانفعال الإحساس أو رَدُّ الفعل تجاه أحداث أو أفكار مهمة. وقد يشعر الإنسان بمزيج من الانفعالات المفرحة أو المُحزنة فيسعد الناس بانفعالات الفرح: كالحب والسعادة والرضا ويحاولون تجنب المشاعر المحزنة كالوحدة والقلق والجزع. وقد يُغفل الناس انفعالاتهم. ورغم أنهم يدَّعون معرفة ماهية الانفعال إلا أن علماء النفس لم يجمعوا إلى الآن على تعريف يُطبَّق على الناس والحيوانات معًا. ويعُبر الناس عن انفعالاتهم بالكلام وبمجموعة من الأصوات والتعبيرات الوجهيّة والإشارات فمثلاً: يستلزم الغضب لدى الكثير من الناس تقطيب الحاجبيْن والتلويح بقبضة اليد والصراخ.

يتعلم الناس طرق إظهار بعض انفعالاتهم من أفراد مجتمعهم، إلا أن الصفات الوراثية لها دورها في ذلك. فلقد أظهرت البحوث أن الأفراد المنعزلين يظهرون انفعالاتهم عن طريق التعبيرات الوجهية. وحتى الأطفال الفاقدين للبصر منذ الولادة يقومون بانفعالات وجهية كتلك التي يقوم بها الأطفال المبصرون.


النظريات السابقة المتعلقة بالانفعالات. درس البريطاني تشارلز داروين الذي طوّر نظرية الانتخاب الطبيعي، الانفعالات في كتابه التعبير عن الانفعالات عند الإنسان والحيوان (1872م). زعم داروين أن التصرف الانفعالي يخدم أساسًا بوصفه مساعدًا للبقاء على قيد الحياة وأسلوبًا تعبيريًا في التخاطب مع الآخرين. فمثلاً: يُكَشّر الناس الغاضبون عن أنيابهم بسبب وراثتهم لنموذج السلوك الذي كان عليه أسلافهم في فترة ما قبل التاريخ عندما كانوا يلجأون إلى القتال. فالأسنان المُكشّرة تعلن العزم على الهجوم.

خلال عام 1880م، توصل عالما وظائف الأعضاء الأمريكي وليم جيمس، والدنماركي كارل ج ـ لانج ( كلُّ على حدة) إلى نظريات أخرى تتعلق بالانفعالات. ونسبة لما تطرحه نظريتهما: نظرية جيمس ـ لانج عن الانفعالات فإن الناس يشعرون بالانفعالات فقط عندما يكونون على علمٍ بردود أفعالهم الجسمانية تجاه الأحداث. كتسارع دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم. وهناك بعض علماء النفس الذين يعتقدون بصحة هذه النظرية، ولكن لا توجد براهين قاطعة تثبتها.

أما جون ب. واطسون عالم النفس الأمريكي الذي ساعد في تأسيس مدرسة علم النفس المسماة مذهب السلوكية، فكان يعتقد أن الانفعالات ردود فعل نفسية عقلية وجسدية تجاه أحداث معينة. حيث لاحظ أن الرُّضع الذين يثارون من قبل أحداث معينة: كالسقوط أو أن تُمسك أيديهم بشدة أو أن يُمسح على رؤوسهم، يظهرون ثلاثه ردود أفعال مختلفة صنّفها بالشكل التالي: خوف ـ غضب ـ حُبّ. وقد اعترض الكثيرون على وجهة نظر واطسون منذ أن اقترحها في عام 1919م وذلك لقوله بوجود ثلاثة انفعالات أساسية فقط.

في عام 1927م، اقترح عالم وظائف الأعضاء الأمريكي والتر ب.كَانُونْ وشريكه فيليب بارد نظرية كانونْ ـ بارد حول الانفعالات حيث ذهبا إلى أن الانفعالات تثور فقط عندما يُثار المركز تحت المهاد (الوطاء)، الذي هو جزء من الدماغ، كما اعتقدا بأن هذا الجزء هو مركز الانفعالات. وقد أظهرت بحوث كثيرة بعدها أن تهيُّج عدة أجزاء من الدماغ خاصةً الجهاز الحوفي يسبب إثارة الانفعالات.


النظريات الحديثة حول الانفعالات. وضع عالم النفس الأمريكي ستانلي سكاتشر نظرية الانفعالات ذات العاملين وذلك في عام 1962م، استنادًا إلى تجربة أجراها مع جيروم. ي. سنجر. وقد توصل فيها إلى أن العامليْن اللذيْن يحددان المشاعر هما: التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان، والسبب الذي يُعلل به الشخص تلك التغيرات. واستنادًا إلى هذه النظرية فإن الانفعالات تنتج من تأويلات الناس لأحوالهم بعد استثارتهم فسيولوجيًَّا. وقد أظهرت الأبحاث الأخيرة أن الإثارة الفسيولوجية قد تكون أقل أهمية من التفكير نفسه. وقد كانت الفكرة السائدة بأن الانفعالات تحدث متعاقبة مع الحوادث. ويبدأ التعاقب عندما يواجه الإنسان حَدَثًا أو فكرة مهمة، ثم يؤوّل معناها. وهذا التأويل هو الذي يحدد الانفعالات التي قد تتبعه فمثلاَ: إذا قابل الإنسان أسدًا هاربًا، فسيكون تأويله للحدث هو الإحساس بالخطر والذي يسبب لديه بالتالي الإحساس بالخوف. ويتبع كل شعور مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والحركات التي هي ردود فعل للحدث الذي بدأ يتتابع. ولذلك فإن الشخص الذي قابل الأسد سيهرب على الغالب ليزيد فرص النجاة بحياته.

ثم قام عدة علماء نفس أمريكيين بتطوير هذه النظرية كل على حدة. فقالوا بأن هناك ثمانية انفعالات أساسية. هذه الانفعالات التي توجد على مستويات متنوعة من الشدة هي: الغضب ـ الخوف ـ السرور ـ الحزن ـ الرضا ـ النفور ـ الدهشة ـ الاهتمام أو الفضول ـ وتتحد لتؤلف الانفعالات الأخرى.