توجه لتأسيس شركة خليجية لإعادة التأمين
الاقتصادية 30/05/2010
كشفت مصادر موثوقة أن عددا من شركات التأمين الخليجية تقدمت بدراسة جدوى للأمانة العامة لمجلس التعاون لتأسيس شركة خليجية لإعادة التأمين، بهدف التقليل من ظاهرة خروج الأموال الخليجية من المنطقة وذهابها لشركات تأمين عالمية.

وأكد لـ ''الاقتصادية'' عبد الرحيم نقي الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي أمس أن دراسة جدوى تدرس الآن من قبل اللجان المعنية في الأمانة العامة لمجلس التعاون، تهدف إلى تأسيس شركة إعادة تأمين خليجية، حيث تقدر سوق إعادة التأمين في المنطقة بـ 1.35 مليار دولار. وأوضح أنه رغم تنامي سوق التأمين الخليجية، إلا أن نسبة نموها لا تزال ضعيفة مقارنة مع نظيراتها العالمية.

وفي وقت يهيمن فيه عدد كبير من شركات إعادة التأمين الأوروبية على السوق الخليجية، تشكل شركات إعادة التأمين المحلية نسبة محدودة من السوق، لذا كان من الطبيعي أن تبرز دعوات لإنشاء شركة إعادة تأمين ضخمة، تقوم بتوفير متطلبات السوق المحلية ومنافسة الشركات العالمية والمحافظة على استقرار الأموال الخليجية في السوق المحلية.

وأشار الأمين العام للاتحاد إلى وجود 12 شركة تأمين عربية وخليجية تعمل في مجال إعادة التأمين في المنطقة، إلا أن هذه الشركات ضعيفة مادياً وبشرياً، ولا يمكنها تلبية احتياجات إعادة التأمين في المنطقة، مشيرا إلى أن شركات التأمين، والتي يزيد عددها على 150 شركة في بلدان الوطن العربي تتحمل ما يقارب 30 في المائة فقط من مخاطر التأمين، بينما تستحوذ شركات إعادة التأمين العالمية على 70 في المائة في غالبية البلدان العربية، ما يشير إلى سيطرة الشركات الأجنبية على حصة السوق في هذه البلدان دون منافس.

وأكد نقي أهمية إيجاد شركة خليجية أو عربية لإعادة التأمين، أو تسعى شركات إعادة التأمين العربية للاندماج في شركة واحدة لمنافسة الشركات العالمية، لافتا النظر إلى أن شركات خليجية اتجهت لهذا المجال أخيراً، ولكن أداءها ما زال متواضعاً مقارنة بالشركات الأجنبية العاملة في هذا القطاع.

وأشار إلى أن شركات التأمين المحلية لا تتحمل كل المخاطر، ولذلك تحتاج للتنسيق مع شركات إعادة التأمين الأجنبية، والتي تتميز بباع طويل في هذا المجال، فضلاً عن أنها تأسست منذ سنوات طويلة، ولديها قدرات مالية ضخمة جداً، وتمتلك سمعة طيبة في السوق، لذا سيصعب على أي شركة محلية تحمل مخاطر قطاعات كثيرة بحاجة إلى التأمين كقطاع النقل الجوي مثلا.

وقال نقي إن: ''تأسيس شركات تأمين وإعادة تأمين خليجية قوية ستعزز سوق التأمين وخدمات التسويق وتزيد من حجم السوق المحلية والقدرة على الوصول والتوسع في أسواق عالمية أخرى. كما ستساعد هذه الشركات على نقل مراكز النفوذ والقوى في سوق صناعة التأمين بعيدا عن المناطق التقليدية إلى هذا الجزء من العالم، على الأقل في قطاع النفط والبتروكيماويات''.