روبرت باركر كبير المستشارين في مصرف «كريدي سويس»: العملة الخليجية الموحدة صعبة في الوقت الحالي





الرأي العام 09/06/2010
رأى كبير المستشارين في مصرف «كريدي سويس» روبرت باركر صعوبةً في طرح عملة خليجية موحدة في الوقت الحالي مع خروج عمان والامارات من هذا الاتحاد النقدي، بالاضافة الى ارتباط الكويت بسلة عملات التي عليها أن تعدل طريقة إدارة العملة وأن تسأل نفسها إذا كان هذا الوضع سيستمر فترة طويلة، مؤكداً أن تأثير أزمة اليورو على الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي سيكون محدوداً لاعتماد هذه الدول على الانفاق العام الناتج عن النفط منوهاً أن التأثير الوحيد قد يكون بسبب التضخم لارتباط وارداتها بشكل كبير مع دول الاتحاد الاوروبي.

كلام باركر هذا، جاء في الندوة التي نظمها اتحاد الشركات الاستثمارية أمس في غرفة التجارة بعنوان « أزمة الاسواق والفرص.. ماذا بعد؟»، والتي أجاب فيها باركر عن سبعة أسئلة اساسية تخص الاقتصاد العالمي تمحورت حول خطورة عودة الاقتصاد الدولي إلى الكساد، والتطور في القدرة الاقتصادية للدول المتقدمة لمواجهة الازمة مقارنة بالدول النامية، إضافة لأثر التضخم على البنوك، وصدمات أسواق الاسهم الأجلة، والانخفاض الشديد في اسواق الاسهم خلال الشهرين الماضيين، وامكانية انتشار أزمة اليونان وتأثيرها على دول أخرى خارج الاتحاد الاوروبي، مستعرضاً تأثير مواصلة انخفاض اليورو على الدول الاوروبية وتطورات الدولار على ضوء هذا الانخفاض.

وأوضح باركر أن أسعار الاسهم في اسواق المال ليست رخيصة ولكنها معقولة حالياً، مبيناً وجود عامل إيجابي مساعد على نمو الاسواق في بداية يوليو المقبل وهو أرباح الشركات، موضحاً أنه في نهاية 2009 كان الوضع خطيرت ولكن في نهاية إبريل كانت الاسواق في أعلى منحنى الطفرة والارتفاع.

وشدد باركر أن هذا النموذج، يدعونا إلى اتخاذ مزيد من الحذر خلال السنة المقبلة والتي ستتباطأ فيها الاقتصاديات الناشئة، وتابع قائلاً: لقد تخلصنا من أسهمنا في أسواق الاسهم الناشئة للمخاطر العالية التي ستعانيها خلال الفترة المقبلة، ونفضل الشركات التي ذات الملاءة القوية.

ونصح باركر بالاستثمار في قطاع الترفيه والفنادق والرعاية الصحية، إذ ان هذه القطاعات هي المفضلة، وعلى المدى البعيد الاستثمار في المنتجات الغذائية والزراعية إلى جانب الاتصالات والبرمجيات، والذي يشهد نمواً مستمراً وتغيرا كبيرا ويحقق عوائد عالية مقارنة بالسندات الحكومية والاسهم الجيدة.

وأشار باركر إلى سياسة التشدد الائتماني الذي تواصل البنوك اتباعها منذ بداية العام الحالي، متوقعاً أن يكون هناك اختلاف في هذه السياسة خلال الستة شهور المقبلة، لافتاً إلى دفع البنوك المركزية للسيولة إلى الاسواق الداخلية لدعم اسواقها، ومؤكداً على ضرورة أن تقوم البنوك بتخفيض رأسمالها وتخفيض ميزانياتها، وهو ما سيظهر تأثيره على أداء أسهم البنوك في أسواق المال، إلا أنها ستكون أفضل بعد ذلك.موضحاً أنه على البنوك أن تقلق من البنوك الاسبانية واليونانية وبعض البنوك النرويجية المقترضة في ألمانيا لانها ستعيد هيكلة نفسها في الوقت الذي تحتاج فيه اليونان إلى إعادة هيكلة الاقتصاد بشكل كامل، إضافة للضغط الأوروبي على اسبانيا للدخول في الخطة الاوروبية.

الطاقة البديلة

وأعتبر باركر أن اسعار النفط عند الـ70 دولاراً رخيصة وكذلك النحاس لذلك هناك فرص لاستثمار في السلع والطاقة، لاسيما وأن اسعار الغاز تحت الضغط ومتوقع أن تتحسن في الاشهر المقبلة.متطرقاً إلى النمو الذي يحدث في قطاع الطاقة البديلة، ومبيناً أنه لا يعرف تطورات هذا القطاع في الكويت إلا أن السعودية تطورت بشكل كبير في هذا المجال، حيث انها تقوم باستخدام الطاقة البديلة في تقطير المياه.

وعن أمكانية خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي قال باركر ان هناك قواعد واضحة للدخول في مظلة الاتحاد ولكن لا توجد فرصة لليونان للخروج منه، موضحاً أنها لن تستطيع أن توفر عملة جديدة في وقت قصير نظراً لاعتمادها على اليورو الامر الذي سيؤدي إلى تراجع اقتصادها بشكل كبير كما حدث في الارجنتين والتي مازال اقتصادها يعاني من صعوبات كبيرة.

وتوقع باركر أن يصل العجز الاميركي إلى 8.6 تريليون دولار بحلول عام 2020، وبأن تنشأ مشكلة كبيرة في الاقتصاد الاميركي بسبب ارتفاع معدلات البطالة، معتبراً أن سوق الادخار الاميركي فاقد للمدخرات الكافية، التي تبلغ 3.1 في المئة في الوقت الذي يجب أن تصل فيه إلى 5 في المئة.