لله درها السيدة اسماء ابنة ابي بكر.. وهل تخرج هذه الحكمة وهذا الإيمان إلا من أمرأة تربت على يد الصدّيق رضي الله عنه؟ وعاصرت خير البشر منذ بدء تنزيل الوحي؟
لقد قرأت هذه القصة عدة مرات في حياتي منذ طفولتي ..وكل مرة أقرؤها بوعي واستبصار مختلف..
عندما قرأتها هذه المرة ... أحسست وكأنها الأولى..
لقد اقشعر جسدي من حكمتها ومنطقها.. لم تترك لولدها حجة حين استشارها..
تعجبت من إيمانها الذي يحملها على قول الحق حتى لو فيه مقتل قرة عينها ولدها...
تعجبت من صلابة هذه المرأة التي بلغت مئة عام ولم يبق لها سند أو ولد..وهي تقف في وجه الحجاج بطغيانه وسفكه للدماء..وهو من يخشى الرجال الصناديد التعامل معه لبطشه..
رحمها الله.. تركت لنا إرثا غنيا.. يجعلنا نفخر بها ونخجل من أنفسنا