تراجع الأسعار يهدد جدوى زيادات رؤوس الأموال


كتب محمد الإتربي:
تواصل هبوط الاسعار في سوق الكويت للأوراق المالية بات يهدد شركات عديدة في البورصة طلبت زيادات رأسمالها.
ومع التراجع الحاد اليومي للسوق، وصلت اسعار العديد من الاسهم الى مستويات قريبة من سعر السهم المطروح في زيادة رأس المال، وبالتالي قد لا تكون هناك ميزة تشجيعية للمساهمين للاكتتاب، حيث انه مع تفسيخ السهم من ارباحه بعد الجمعية العمومية ربما تصل اسعار بعض الأسهم الى اقل من سعر الاكتتاب.
ولا شك في ان ذلك المأزق سينعكس على شركات كانت لديها خطط لمشروعات، وتمويل انشطة لديها، في حين ان شركات اخرى لن يكون ذلك ذا أهمية بالنسبة لها، حيث ان طموحها كان السوق، اذ كانت تسعى لتجميع كميات من السيولة واعادة استثمارها في السوق للاستفادة من طفرة الصعود والارباح التي كانت تغري الجميع.
وعبر اكثر من مسؤول ومراقب مالي عن قلقه من تلك الظاهرة بعد تراجعات السوق والذعر الذي انتاب الجميع بمن فيهم بعض مديري الصناديق والمحافظ، حيث قال احدهم ل'القبس': اقفلت الجهاز كي لا أدري ما يحصل.
وكانت تراجعات البورصة حادة امس حيث فقد المؤشر الوزني 4%، ليسجل اعلى تراجع في تاريخه بمقدار 20.46 نقطة.
وفقد المؤشر السعري 382.9 نقطة، اي بنسبة 3.8%، بعد ان عدل اتجاهه نسبيا حيث كان تعدى ال 500 نقطة نزولا.
ومع الضغوط النفسية التي تشكلها بعض الاحداث اليومية في السوق، جاءت ايضاحات البنك المركزي حول البيانات المالية للشركات من انها كانت صحيحة، وان غير المحقق مطابق لما تم التدقيق عليه ووارد بوضوح في الموازنة، وربما سيساعد ذلك في ازالة توجسات كبيرة لدى المتعاملين لينحصر الامر في ان الخطأ اجرائي ويتعلق بنموذج الافصاح وطريقة تعبئته وتوزيع البنود فيه!
'عائد وpe'
وامام التصحيح العنيف للسوق الذي لم يكن بحسبان كثيرين، تعاظمت العوائد السوقية الناجمة عن توزيعات الارباح حتى باتت تشكل على الاسعار الحالية فوق ال 20 و25%، في المقابل انخفض متوسط الp/e العام دون 10 مرات للسوق عموما اي الارخص خليجيا على الاطلاق.
ورغم ذلك فان الاتجاهات امس كانت ناحية البيع الذي شمل شركات رائدة وممتازة، في المقابل الشراء لا يذكر امام العروض التي تعكسها شاشات التداول والتي خلت بنسبة 95% من الاوامر الشرائية.
البنوك تراقب
على صعيد متصل ذكرت مصادر مصرفية ل'القبس' ان البنوك تراقب باهتمام مجريات التعاملات في السوق، حيث ان لدى البعض منها 'مارجن' مرتفعا وقروضا كبيرة موجهة للاستثمار في السوق.
لكن مصدر مصرفي طمأن الى ان نسبة الضمان الى الان تغطي التراجعات بنسبة كبيرة، لكن مصارف اخرى اخذت في تنبيه عملائها باستعدادهم لطلب تعزيزات اضافية، وزيادة نسبة الضمان على ما هو عليه حاليا.
وشدد المصدر على ان المسألة برمتها حتى الان تحت السيطرة، وان كافة التراجعات التي شهدها السوق لا تمثل اي خطورة حاليا على النظام المصرفي والمالي.