أسعار الأسهم تتماسك


صالح الحمصي:

عادت أسعار الأسهم للتماسك في تداولات امس وإن أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي على انخفاض طفيف بنسبة 0,54% ليصل الى 5,130,63 نقطة· وجرى تداول ما يقارب 260 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 2,48 مليار درهم من خلال 15,478 صفقة·
من جانب آخر صعد الخبراء انتقاداتهم لأداء وزارة الاقتصاد وهيئة الأوراق المالية والسلع تجاه أزمة أسواق المال المحلية وطالب عدد منهم بإجراء تحقيق رسمي ومستقل في أسباب الهبوط الذي ضرب صالات التداول على مدى الأشهر الثلاثة الماضية·
واقترح المحلل المالي نبيل فرحات، إضافة الى إجراء تحقيق رسمي ، إيقاف تداولات السوق ثلاثة أيام ومراجعة كشوفات التداول ومعرفة المتسبب في حالة السوق مشيرا الى انه لا يوجد مبرر منطقي يفضي الى الحالة المتردية في السوق·
وحذر فرحات من احتمال وجود جهات تهدف الى إحداث بلبلة في أسواق المال المحلية منوها الى أزمة النمور الآسيوية في عام ·97 وأوضح أن أسواق المال الخليجية تضررت بشكل كبير خلال المرحلة الماضية·
وحمل فرحات البنوك جانبا من مسؤولية تدهور الأسواق المالية وقال إن البنوك تسابقت لتصفية محافظها لتقليل خسائرها·
من جهته قال المحلل المالي وضاح الطه إن على وزارة الاقتصاد وهيئة الأوراق المالية والسلع التنسيق مع إدارات أسواق المال المحلية لتقليص فترة التداول وتخفيض هامش التذبذب السعري للسهم محذرا البنوك من اللجوء الى عمليات تسييل إجبارية لأسهم عملائها المشتراة بتسهيلات مصرفية· وأكد أن مثل عمليات البيع تلك لن تكون صحيحة·
الى ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور جميل مطر ان الأوضاع في أسواق المال المحلية دخلت في نطاق الخطوط الحمراء مطالبا الجهات الرقابية بإجراء تحقيق رسمي لمعرفة أسباب الهبوط ودوافع من يعززونه·
وناشد الدكتور مطر المستثمرين لإعطاء أسواق المال فرصة لالتقاط أنفاسها متسائلا ''لمصلحة من نفذت عمليات بيع كثيفة هوت بسهم اعمار بعد أن وصل في بداية التداول الى أعتاب الحد الأعلى المسموح به يوميا''·
ونبه مطر الى خطورة خرق القوانين النافذة في سياق السعي لوقف تدهور السوق قائلا ''نريد حلا جذريا وليس مؤقتا، ويكفينا ما نشهده من تجاوزات''·
وكانت أسواق المال المحلية بدت أمس أكثر تماسكا على الرغم من حالة عدم الاستقرار الواضحة على شاشات التداول·
وكان محمد مظهر حمادة مدير عام شركة العين الأهلية للتأمين أوضح أن أسواق المال تمر بين الحين والآخر بحالة من التقلبات والتصحيحات السعرية مؤكدا على قوة واستقرار الاقتصاد في دولة الإمارات ·
واشار الى ان كافة عوامل الانتعاش متوفرة الى جانب التوقعات الايجابية لنتائج الشركات في الربع الاول من العام الحالي·
وحذر حمادة من خطورة الاسراف في منح تسهيلات للاتجار بالاسهم والشراء على المكشوف قائلا ان هذه الفئة من المستثمرين هي الاسرع في بيع اسهمها لتغطية مراكزها المالية·
وشهدت جلسة التداول امس تدخلا محدودا من قبل مؤسسات مالية حكومية الى جانب عمليات تجميع نفذها مضاربون ومستثمرون كبار·