عودة الأخضر لأسواق الأسهم
تدخلت شركة استثمارية عملاقة ومحافظ محلية بقوة أمس لتحويل مسار أسواق المال المحلية فيما أعطت الإجراءات الحكومية الرامية للحد من تدهور أسواق المال المحلية، والتي اختلف الخبراء في تقييم تأثيرها، دفعة قوية لمعنويات المستثمرين انعكست بشكل سريع على شاشات التداول المتعطشة إلى اللون الأخضر منذ أسابيع خلت·وشهدت السوق اهتماما متزايدا من المستثمرين بإعادة التمركز من جديد تحت إغراء القيم السعرية الجذابة وانطلاقا من قناعة متزايدة بان ''الأسوأ قد انتهى'' وان السوق مرشحة لصعود معتدل في المرحلة المقبلة في ظل ترقب نتائج الشركات للربع الأول من العام التي يعتقد على نطاق واسع أنها ستأتي أفضل من التوقعات المتشائمة على الأقل بالنسبة للعديد من الشركات القيادية التي تمثل مجالات العمل الرئيسية المصدر الرئيسي لإيراداتها وأرباحها·
وتمكنت قوى الطلب المحلية من التغلب على قوى العرض الخليجية خلال جلسة تداول أمس مدعومة بقناعات ايجابية حول أداء الشركات في نهاية الربع الأول من العام الحالي·
وخلقت الأسعار المتدنية لمعظم الأسهم قاعدة صلبة لانطلاق العديد من المحافظ الاستثمارية المحلية التي اغتنمت الفرصة لتعديل متوسطات الأسعار لديها سعيا لاستعادة توازنها ما اعتبره المراقبون مؤشرا قويا على قرب انتهاء مرحلة التصحيح التي طال أمدها·
وقلل خبراء ماليون من تأثير الإجراءات المعلنة أمس وقالوا إنها لم تكن فاعلة كما كان متوقعا، فيما أعرب مستثمرون عن اعتقادهم بأن الثلاثاء الأسود مثل قاع النزول وان الكابوس الذي ضاقت به صدور المستثمرين خلال الأيام القليلة الماضية قد انزاح أخيرا في ظل حالة من الارتياح لتحركات الجهات المسؤولة غير أن هؤلاء المستثمرين دعوا إلى سرعة البت في ''التوجهات'' التي أعلنت عنها وزارة الاقتصاد والتخطيط مساء أمس الأول والتي تنطوي في المجمل العام على تطورات ايجابية لكن المطلوب سرعة البت فيها، وتجاوز مرحلة الدراسة إلى مرحلة التنفيذ، كما قال احدهم·
وأشاد المستثمرون بتوجه الوزارة لإعادة النظر في شروط تدخل الشركات لإعادة شراء أسهمها معتبرين أن هذا الأمر من شانه إعطاء الأسهم خاصة القيادية التي تملك شركاتها مقومات نمو حقيقية قوة دفع هائلة إذا ما شعرت الشركة ومعها حملة أسهمها أن الأسعار تدنت بصورة غير منطقية·
واعتبر مستثمرون أن سرعة عودة الأموال الفائضة من الاكتتابات من شأنه ضخ الأموال سريعا في شريان السيولة بعد أن عانت السوق في الأسابيع الأخيرة من تجميد ما يزيد عن 700 مليار درهم في اكتتابي تمويل والاتصالات المتكاملة·
وقالت بيجي فارلي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أسنت كابيتال الأميركية، إن الحقائق التي أسفرت عنها أزمة سوق الأسهم الأخيرة في الإمارات ودول الخليج العربية تشير إلى ضرورة قيام دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى بتوفير السبل الأخرى للاستثمار وتنمية الأموال من خلال الوظائف وفرص الأعمال·
وأفادت بأن هذا الهبوط يشير إلى ضرورة التنوع في رأس المال والأصول في دول مجلس التعاون الخليجي· ويتوفر حالياً خياران للاستثمار، القطاع العقاري وسوق الأسهم، موضحة أن قطاع العقارات يكون عرضة للانهيار، وسوق الأسهم يمكنه التوسع لحدود معينة قبل أن ينفجر·
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول أمس بنسبة 2,60% ليغلق عند مستوى 5,264,21 نقطة· وجرى تداول ما يقارب 240 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 2,04 مليار درهم من خلال 15,194 صفقة·
وسجل مؤشر قطاع الصناعات ارتفاعا بنسبة 4,08% تلاه مؤشر قطاع البنوك ارتفاعا بنسبة 2,99% تلاه مؤشر قطاع الخدمات ارتفاعا بنسبة 2,11% تلاه مؤشر قطاع التأمين ارتفاعا بنسبة 0,60%·
|
