بـسم الله الــرحمن الـرحــيم
الــحمدُ للــه رب الــعالــمين , والــصلاه والــسلام عـلى أفــضل الـخلقِ أجــمعين , ســيّدنا ونــبّينا (مُـــحمّد) (صـلى الله عــليه وسـلم) وعــلى آلـــهِ وصــحبهِ أجــمعـين .
الــسلامُ عـليكم ورحــمه الــله وبــركـاتــه
قــال تـــعالــى ( يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ) .. صـدق الله الــعظيـم .
تُـــعتبر ظـاهــِرة ( تــدليـل وتــدلـيع الأبــناء ) لـــهـي مــن الــظواهـر الـساطــعه والــمُـتوهـّـجه الــتي تــشترك فــيها مُــختلـف الــشعوب وأطـياف الــبشر , وقــد تتـــضاعـف وتـــزداد فــي بــعض الــدول وذلــك نــتيجــةً (لتـــوفــّر الــماده أو إرتـفاع مــستوى دخــل الأســـره) .
الــتدليل فــي مُـــعظـمه وجــوهــره (مـــسؤلــيه الآبـاء) , والــمرآه الــعاكــسه لـــجزء مــن شــخصــيتهم , فــتربـيه الــطفل مــسؤلــيه كـبيره ولــيسـت بــالـهيـّنه , وتـــقع عــلى عــاتـــق (الــوالـدين) لأنــها بِــذلـك (تــلعب دوراً هــامـاً فــي تــشكيل وتـــنظـيم وتــغييـر ســلوك الـفرد وغــرس الــمبادئ والـــقيم بــداخــله) .
فـأصــغر الأبــناء أو الــوحــيد فــي الأســره يــجب (ألاّ يــكون مُــدللاً وفـــوق الــجـميع أو يُــعامــل مــعامـله إسـتثـنائــيه) , لأنــهُ بِــذلـك قـــد يــنتهــز ويــستغل هــذهِ الــصفه أســوأ إســتغلال فــي سـبيل (تـنفـيذ رغـباتــه ومــطالــبه الــتي لا تــتوقــف عــند الإشـــاره الــمروريــه الــحمراء)..!!
فالـــطفل الــمُدلل عــندمـا يـــكبر , فـإنــه يــجد صــعوبـــه فـــي الــتعايـش مــع الآخــرين ولايــمكـنه الإعــتماد عـلى نــفسه أو مــُواجـهه مــشاكــل الــحياه وإيــجاد الــحلول لـــها , وذلــك لأنــه (يــفتـقد إلـى الــمهارات اللازمــه للــتغـّلب عـلى مــصاعــب الــحيـاه الــيومــيه) وتــعلـّقه بــوالــديه بــصوره غــير طــبيعيـه حــتى أنــه (لا يــستطيع أن يــتّخـذ أبــسط الــقرارات دون الــرجـوع إلــيهما وإفــتقاده إلــى الــثقه بالــنفس) , وذو شــخصيـه باهــته غــير قــياديــه وغـير نـاضـجه لا تــستطيع تـــحمّل مــتاعـب الــحياه .
إن مــحبّـتنا لأطــفالــنا وجعلــهم سُـــعداء , لا يــعني بالــضروره أن نُــحقق لــهم جــميع رغــباتــهم , فــهذا الــنوع مــن الــحب لا يــبني ولا يُـؤسّـس شــخصـيه الــطفل بــطريـقه إيــجابــيه , إذ الــتدلـيل يــجعله (يُــفكـّر فــي ذاتــه فــقط , وقــد يــجعلهُ شــخصاً أنــانــياً , وغــير مــُستبعد أن يــتجـّه إلــى الــسرقـه عــندما لا تتـــحقق رغــباتـــه فــي حـالـه بــلوغـــه) .
لـــــذلك (يـــجــــب) عــليــنا كـــوالــدين , أن نــضع حــواجِـــزَ وحــدوداً لــرغبات أبــنائـنا , ونــعلــمّهم الــفرق بــين الــتصرّف الـصحــيح والـسلوك الــخاطــئ .
مــن الــبديــهي والــطبـيعـي أن يـتضايــق أطـفالـنا مــن الــحدود الــتي نــضعـها لــهم , وعــلينا أن نــتوقــع مـــنهم ردود وإجـابات غاضــبه أو (عــبوس وتــكشير بوجــوهــهم أو تــجاهـلهم لـــنا) , وذلـــك لأنــهم يــكرهـون تــلك الأوامــر والــتعلـيمات والــحدود الــتي نــضعـها لــهم , إلاّ أن كــراهــيه الــطفل هــذه ســوف تـــصبـح مــؤقــتــّه وســتزول مــع الــوقـــت , وحـــتماً ســيعلـــم بأن كُـــل تـــلك الــحواجــز والــحدود والإشـارات الــحمراء , هــــي (لـــمصلــحتــه عــندمـا يـــكبر) .
لــذلـك يــجب أن نــدرك بأن الــتدلـيل الــمُفرط للأطــفال يــفسدهــم أكــثر مــما يُــفيدهــم , وســعادتـــنا لـــن تــــكون بإطــلاق الــعنان لــهم لــيفـعلـوا كُـــلُ مـايُــريـدون , فالــتوازن والإعـــتدال فــي جــميع الأمــور بـلا إفــراط هـــو أســاس الــصلاح والإصــلاح وتـــحقــيق الــمنفــعه بــشكل عــام .
الـــحـديث فــي ذلــك يـــطولُ كـــثيراً , ولـــكن ســأكــتفـي بـــذلـــك الـــقدر , حـــتى نـــستفــيد مـــن (آرائـــكم وإثــرائــكم) للـمــوضــوع حـــيال تــلك الـــظاهـــره .
ودمـــــتم بـــــحفظ الـــرحــــمن