الأسهم السعودية تنهي أسبوعاً عاصفاً من التراجع وتشطب 1456 من خسائرها



عبدالعزيز حمود الصعيدي
تعرضت سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الماضي لأيام أقل ما يقال عنها أنها كانت جدا عصيبة وعاصفة، تحديداً خلال الأيام الأربعة الأولى إضافة إلى الفترة الصباحية من يوم الأربعاء الماضي، ولكن وبعون من الله وتدخل المقام السامي والشرفاء من أبناء هذا الوطن الكريم لإنقاذ الموقف فتم وضع حد للكارثة التي كادت أن تعصف باقتصاد الدولة وممتلكات المستثمرين، خاصة الصغار منهم.
وفي الفترة المسائية من تداول الأربعاء الماضي تدخل الملك عبدالله صاحب المواقف الإنسانية، الأب الحنون ووالد الشعب، فأمر - أيده الله - بإزالة الضرر والأذى عن المواطنين، كما هو معهود منه - حفظه الله -، وتوالت المواقف النبيلة التي ربما يتبعها مواقف أخرى من المخلصين من أبناء هذا الوطن، فكانت أولى المبادرات من أمير الخير، صاحب المواقف الكريمة والشهمة، الوليد بن طلال والذي نصح المتعاملين في السوق إلى الطرق السليمة للاستثمار، ودعم أقواله بقرار مادي يقضي بضخ ما بين خمسة إلى عشرة مليارات ريال في سوق الأسهم السعودية، وتبع ذلك قرار مادي آخر من قبل سليمان الراجحي باستثمار ملياري ريال في الأسهم السعودية، فكانت النتيجة أن تعززت ثقة المضاربين والمستثمرين في الاقتصاد والأسهم السعودية فقرروا الدخول مرة أخرى إلى السوق، خاصة بعد أن تحولت أغلب العروض المكدسة على الشاشة بالنسبة الدنيا، إلى طلبات شراء شملت أغلب الأسهم وعلى النسبة القصوى، ودون عروض، وبهذا صعدت السوق 607 نقاط، وتكرر السيناريو في اليوم التالي، الخميس الماضي، حيث أغلقت جل الأسهم الجيدة على طلبات شراء دون عروض وعلى النسبة القصوى. وبهذه الأعمال الجليلة والإنسانية انتهت أكبر كارثة تمر بها سوق الأسهم السعودية، وكسبت السوق 947 نقطة، وبهذا شطبت السوق 6541 نقطة من الخسائر التي منيت بها خلال الأيام الأربعة السابقة.

ويعتقد بعض المحللين والمراقبين وكثير من المستثمرين أن السوق ربما تتعرض لبعض التذبذب، خاصة وأن هناك مستثمرين ومضاربين قلوبهم جداً رهيفة، ولا يستطيعون تحمل الخسائر، خاصة أولئك الذين هالهم ما رأوه، أولئك الذين غلب عليهم الهلع الذي أدى إلى أن أصيبوا بنوبات قلبية أو انهيار في الأعصاب، هؤلاء مرشحون أن ينسحبوا من السوق لأنه كما يبدو، فالأسهم ليست لعبتهم ولا فنجان قهوتهم، فالنصيحة لهؤلاء وأمثالهم الابتعاد عن مثل هذا الاستثمار واللجوء إلى صناديف الاستثمار الآمنة، ما لم يكونوا مستعدين لقبول الخسارة مثل تقبلهم للربح، كما يجب عليهم الاستعانة بأهل الخبرة وليس بأهل الشائعات والنصائح والتوصيات الواهية عبر الجوالات والمواقع التي لا تبني أقوالها على حقائق جوهرية، خاصة إذا كانوا يصرون على الاستمرار واللعب بالنار، وإلا فإن سيناريو الأسبوع الماضي سوف يتكرر معهم، وعندئذ، لن تتدخل الدولة مرة أخرى.

ويبدو أن السوق بعد فلترة الأسهم الحالية ستنتقل إلى مرحلة الانتقائية بين الأسهم الجيدة، الأجود، فالأكثر جودة خلال هذا الأسبوع، وخلال الأسبوع المقبل فمن المؤكد أن السوق ستتسم بعقلانية المتعاملين، وسوف يبدؤون بالتركيز على استراتيجيات الاستثمار الطويل الأجل، بدلاً من المضاربة البحتة التي كانت تسيطر على السوق في الماضي.

وفي ختام جلسات الأسبوع الماضي، أنهى المؤشر الرئيسي للأسهم السعودية التعاملات رسميا على 97,55361 نقطة، بتراجع 19,8651، توازي نسبة 57,8 في المائة.

وشملت عمليات الأسبوع أسهم جميع الشركات ال 97 المدرجة في السوق السعودية، ارتفع منها فقط الدريس بينما انخفض 87، وبهذا تراجع معدل الأسهم المرتفعة تلك المنخفضة إلى 77 ضعفاً ما يعني أن السوق كانت في حالة بيع مجنونة باستثناء آخر جلستين وتحديداً جلسة الأربعاء المائية، وجلسة الخميس الوحيدة.