بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاركتي هذا اليوم بخصوص موضوع قديم متجدد, وسوف نطرق على باب هذا الموضوع إلى أن يأتي الله بالفرج, ربما تم التطرق لهذا الموضوع من قبل ولكن رأيت من واجبي أن أكتب عنه مرة أخرى,
قبل سنوات طويلة مضت سمعنا عن خطط لإعداد وتأهيل وتطوير الأجيال الحالية والقادمة من المواطنين ليتسلموا زمام الأمور في شتى المجالات السياسية والعلمية والإقتصادية والطبية والإجتماعية والخدماتيه وجميع مؤسسات الدولة وبذلك يصبحوا عصب الحياة الذي يدير هذا البلد الطيب ..وقد تفاعل المواطنون مع هذه الخطط بكل مافي هذه الكلمة من معنى.
هذا الكلام كان في الماضي .. بمعنى أن الأجيال التي كانوا يضعون لها الخطط هي الأجيال السابقه والحاليه.
إلا أن هذه الخطط ذهبت أدراج الرياح فبعد كل هذه السنين يكتشف المواطن بأن الوعود المقطوعة والتعهدات المشفوعة ليست إلا أحلام وردية لم يستفيقوا منها إلا بعد فوات الآوان وذلك بعد إحالة عدد كبير منهم إلى التقاعد سواء كان التقاعد المبكر أو المتأخر كما يحلو للبعض أن يطلق عليه أو البند المركزي.
بعد الإنفتاح الكبير للبلاد ووصول الأعداد الهائلة من الوافدين الباحثين عن الثراء السريع وكُّلاً منهم يمني نفسه بملئ جيبه من خيرات هذا البلد المعطاء وتزاحمهم في جميع المجالات للظفر بالوظيفة التي تمثل بالنسبة لهم الحلم الكبير حيث أنهم لم يكونوا ليظفروا بهذه الوظيفة في بلدانهم لعدم (( كفائتهم )) أو للظروف الإقتصادية والإجتماعية هناك فإن المواطن الآن أصبح يبحث عن سبيل للحصول على أي وظيفة توفر له الحياة الكريمة التي أصبح الحصول عليها صعباً بالنسبة له لعدم وجود وظيفة له في الوقت الحالي أو لوجود من يشغل هذه الوظيفة من الوافدين.
((يعني مش بوزك يامواطن)).
وحتى المواطنين العاملين في معظم المجالات يواجهون غزواً من قبل الوافدين اللذين لديهم الإستعداد للعمل في أي مكان حتى وإن كانوا غير أكفّاء لهذا العمل وحرباً ضروس من قبل مسؤوليهم الأجانب وبعض المسؤولين والذين للأسف مواطنين والذين يضيّقون عليهم الخناق حتى تقطّعت أنفاسهم من جور المعاملة وعدم المساواة مع الأجانب.
أذكر أن القيادة العليا وعلى رأسهم سمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني أمير البلاد المفدى قد أصدروا الأوامر بتقطير الوظائف وإحلال المواطنين في جميع قطاعات الدوله سواء الحكومية أو الخاصة ولكن يبدوا أن المسؤولين عن تنفيذ هذا القرار قد فهموا القرار بصورة خاطئه فبدلاً من توظيف المواطنين
((عملوا على تقطير الوظائف من المواطنين)) ..هذا ماحدث بكل بساطه.
الآن لننتقل إلى نتيجة ماحدث:
يعيش المواطن الآن وهو يحلم بأن يصبح مثل الوافد الذي لم يكن يحلم بأن يصبح مثل المواطن !!!!!!!
المواطن: كان ومازال يبحث عن منزل بإيجارمناسب يجمع فيه عائلته بعد أن تمرمط في الملحق الصغير والضيق والذي يوجد في بيت العائله الكبير
الوافد: لديه فله أو شقة وفرتها له جهة عمله لم تكن من ضمن أحلامه الكبيره في السابق.
المواطن: لديه سياره تمشّي حاله وإذا تعطلت كان الله في عونه ..
الوافد: لديه سيارة آخر موديل وفرتها له جهة عمله مع البترول والصيانه وفي حالة تعطلها يتم توفير البديل وبسرعه.. يعني مايتعطل أبد. بالإضافه لحصوله على بدل تنقل.
المواطن: مازال يعاني من أرتفاع الأسعار الملتهبه والتي أرتفعت بأرتفاع الطلب الذي صاحب وجود هذه الأعداد الكبيره جداً من الوافدين وقلة العرض.
المواطن الموظف : كان ومازال يحلم بدرجة كبار الموظفين التي طالما جد وأجتهد للحصول عليها طوال سنوات الخدمة الطويلة لما تحمله من مميزات تساعده على مواجهة الأزمات الإقتصاديه وتكاليف المعيشه الباهظه ( يعني مافيه وظيفه مناسبه لهذا الموظف على درجة كبار الموظفين ... أصبر شوي ... طول بالك .. خلاص هانت .. كلها كم سنه وتترقى .. وبعد كم سنه ... يحال إلى التقاعد على نفس الدرجه ... ياحسافه على صبر السنين الضايع.
الوافد: يكون من كبار الموظفين حتى قبل أن تطأ قدمه أرض البلاد.
المواطن: يحصل على إجازه مدفوعة الراتب والذي لايكفي لحجز تذكرتين ليسافر مع أم عياله لتغيير الجو فما بالك لمن عنده أكثر من ثلاثة أطفال ( مثلاً ).
الوافد: إجازة مدفوعة براتب وقدره ..مع تذاكر سفر له ولعائلته المكونه من عدة أفراد.
المواطن: يحاول عبثاً أن يجد وظيفة لزوجته أو أحد أبنائه ليحملوا معه عبء الحياة ولكن هيهات.
الوافد: يتوظف ويحصل على وظائف لأفراد عائلته مجاناً .. زوجته وأولاده. ( عرض خاص )
على فكره .. أنا لم أبالغ بخصوص ماذكر أعلاه .. فقد عايشت بعض مما جاء في المشاركه وأكملت الباقي ممن عايشوا هذه الأحداث ....
وسلامتكم