منقول........بعض استراتجيات التداول باستخدام خطوط الاتجاه
في الحقيقة، هناك حالتان يكون فيهما أي سوق مال، إما أنه يسير في إطار عرضي أو أنه يسير في اتجاه واضح سواء كان صاعدا أو هابطا، وذلك على أي إطار زمني يستخدمه المتداول في سوق الأسهم. ومن الممكن التداول مع السوق في كلا من الحالتين، ولكن لكل حالة طريقة تعامل معينة وطريقة الدخول والخروج من السوق أيضا تكون مختلفة وفقا لحالة السوق، حتى أن معدلات المخاطرة تكون مختلفة في الحالتين.
وعند الحديث عن معدلات المخاطرة فالمقصود بها ببساطة هو مقدار الأموال التي من الممكن خسارتها في حالة سير أسعار التداول في الاتجاه غير المتوقع. وبصورة عامة فإن هذا التقرير سوف يعرض كيفية التعامل مع السوق في كلا من الحالتين، ومن الممكن تطبيق ما سيرد على سوق الأسهم وعلى سوق الفوركس أيضًا.
المخاطرة
في الأسواق التي لها اتجاها واضحا فإنه هناك الكثير من الأساليب للتعامل مع ذلك الوضع والتي تأخذ في الحسبان معدلات المخاطرة. وبصورة عامة فإنه كلما طال وقت الاحتفاظ بالصفقة فكلما انخفضت نسبة القرارات الخاطئة من الحركات العشوائية لأسعار التداول على الإطارات الزمنية القصيرة. وحينها يكون من الممكن تحليل الرسوم البيانية الأسبوعية والشهرية من أجل فتح مركز مالي طويل الأجل. أما في حالة الرغبة في فتح مركز مالي قصير الأجل فإنه من الممكن النظر إلى الرسوم البيانية اللحظية مثل الساعة أو الساعتين أو حتى اليومية.
وفي حالة التداول في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أثناء وجود اتجاها واضحا، فإن نسبة المخاطرة من الممكن قياسها عن طريق طرح سعر الشراء من قاع حركة سعر التداول وذلك في حالة فتح صفقة شراء على الورقة المالية،.أما في حالة فتح صفقة بيع فإنه يتم طرح القمة الخاصة بأخر حركة لسعر التداول من سعر البيع، ثم بعد ذلك يتم ضرب حاصل الطرح من عدد الأوراق المالية لمعرفة حجم الخسارة التي قد تتحقق في حالة تنفيذ أمر وقف الخسارة. وبصورة عامة فإنه من الممكن عدم استخدام أسعار التداول الخاصة بالقمة أو القاع بالتحديد وذلك لتلافي احتمالات الكسر الكاذب. ويتم ذلك عن طريق زيادة سعر القمة قليلا لأعلى أو خصم سعر القاع لأسفل قليلا لضمان حقيقة الكسر وحينها يتم غلق الصفقة بصورة صحيحة.
ومن أجل الوصول لأعلى درجة من فهم اتجاه التداول نشير هنا إلى تعريف الاتجاه الصاعد والذي يكوّن السعر فيه قمم أعلى من القمم السابقة وقيعان أعلى من القيعان السابقة، في حين أن الاتجاه الهابط هو أن يكوّن السعر قمم أقل من القمم السابقة وقيعان أقل من القيعان السابقة. لذلك فإنه إن كانت هناك صفقة شراء مفتوحة في اتجاها صاعدا، حينها يتم الاحتفاظ بها حتى يتم كسر القاع السابق. وفي حالة كسر ذلك القاع أو الدعم فإنه يكون من المفضل الخروج والانتظار حتى يتكون اتجاه واضح من جديد.
قرار الدخول أثناء تكوّن اتجاها صاعدا
قرار الدخول في تداول سهم أو عملة في سوق الفوركس أثناء تكوّن اتجاها صاعدا غالبا ما يأتي عند كسر قمة أخر موجة سارت فيها أسعار التداول. وقد يظن البعض أن ذلك التصرف يبدو غير ملائما لأنه يعني الدخول عند مستويات مرتفعة من أسعار التداول. ويتساءل البعض لماذا يجب أن انتظر وأقوم بالدخول عند مستويات مرتفعة من أسعار التداول في حين أنه من الممكن أن أدخل السوق عند أسعار التداول الحالية بل أنها قد تكون أفضل؟ وفي الحقيقة فإن ذلك الأمر لا يشغل بال المتداول المحترف، فالأسعار هي مسألة رقم فقط ولا تعبر عن القيمة بالنسبة للمتداول المحترف. وإنما يعتبر ذلك المحترف أن عودة أسعار التداول للارتفاع مرة أخرى بالقرب من القمة وكسرها لأعلى سوف يعني ارتفاع قوة المشتري في سوق الأسهم أو سوق الفوركس مما يشير إلى احتمال استمرار أسعار التداول في الارتفاع، وحينها سوف تكون تلك الأسعار أرخص مما سوف تكون عليه. ولعل التفسير المنطقي لذلك هو أن كسر القمة السابقة لأعلى يعني دخول مشتري جديد بالإضافة إلى مشتري قديم قد باع بأسعار أقل ويقوم بعودة الدخول مرة أخرى، مما يخلق مشتري قوي يدفع بالأسعار لمزيد من الارتفاع وهذه هي الحالة النفسية لدى المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات أثناء الاتجاه الصاعد.
ولكن لسوء الحظ فإن النظرية قد لا يتم تطبيقها بهذا الشكل المثالي في الطبيعة في كل الأحوال، ولكن المخاطرة في هذا الأسلوب من التداول هو الدخول بأسعار مرتفعة وقد يكون الكسر كاذبا فتنعكس أسعار التداول سريعا بعد فتح المركز المالي.
قرار الدخول أثناء سير أسعار التداول في اتجاه عرضي
من أحد طرق الدخول في سوق الأسهم أو سوق العملات باستخدام خطوط اتجاه التداول هي استخدام هذه الخطوط من أجل تحديد نقاط الدخول والخروج من السوق. ولعل الميزة من استخدام خطوط الاتجاه للدخول والخروج من السوق هو أنه يتم عند أسعار مناسبة نسبيا وبالتالي فإن المخاطرة سوف تكون أقل، وذلك لأن سعر الدخول سوف يكون بالقرب من نقطة وقف الخسارة. ولكن العيب من استخدام تلك الطريقة هو أنه من غير المعروف مدى استمرار سير أسعار التداول بهذا السلوك، حيث من الممكن أن تتمكن أسعار التداول من الخروج من ذلك الحيز الضيق في أي وقت وحينها سوف تتغير طريقة التعامل مع السعر. بالإضافة إلى أنه يجب تذكر أن خطوط اتجاه التداول ليست في كل الأوقات الوسيلة الأمثل والأكثر دقة في تحديد أسعار أو مناطق الارتداد في سوق الأسهم أو سوق العملات.
ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن رسم الكثير من خطوط اتجاه التداول لنفس الحركة السعرية. وبالتالي فإن الأسعار قد تقوم بكسر أحد خطوط الاتجاه فتجد الأسعار خطا جديدا يمثل مستوى دعم بالنسبة لها، الأمر الذي قد يؤدي إلى حيرة مستخدمي تلك الطريقة كثيرا عند التعامل مع الأسعار في سوق الأسهم أو سوق العملات.
تطبيق إستراتيجية التداول
هناك بعض المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات الذين يفضلون استخدام طريقة واحدة أكثر من استخدام الطريقة الأخرى. وفي الحقيقة فإنه من الممكن استخدام الطريقتين بالتلازم مع بعضهما، فمن الممكن فتح نصف المركز المالي المطلوب باستخدام طريقة خطوط الاتجاه، ومن الممكن فتح النصف الثاني من المركز المالي عند اختراق الأسعار للقمة السابقة (في حالة فتح مركز شراء في اتجاه صاعد). وذلك الأسلوب سوف يساعد المتداول في سوق الأسهم أو سوق العملات على الدخول عند أسعار متدنية من التداول وفي نفس الوقت يحافظ على معدلات المخاطرة بصورة كبيرة. على سبيل المثال في حالة قيام المتداول بفتح نصف المركز المالي المطلوب عند مستوى دعم وانتظر ارتفاع أسعار التداول للقمة السابقة ليقوم بفتح النصف الثاني، وحدث أن الأسعار فشلت في الارتفاع وقامت بكسر مستويات وقف الخسارة فإن ذلك سوف يؤدي إلى تحديد مستويات المخاطرة وتقوم بعدم تكبد مستويات خسارة كبيرة.
ولكن كقاعدة عامة، مهما كانت الطريقة المستخدمة للتداول فإنه يجب دائما تحديد نقاط وقف الخسارة وذلك من أجل التحكم في مستويات المخاطرة في كل الأوقات.
الخلاصة
الاتجاه الصاعد هو ذلك الاتجاه الذي تقوم فيه أسعار التداول بتكوين قيعان أعلى من القيعان السابقة وقمم أعلى من القمم السابقة. وبناءا على ذلك فإن ذلك الاتجاه يكون من المتوقع استمراره إلى أن يتم تكوين قيعان أقل وقمم أقل من السابقة. ومن الممكن استخدام طريقة اختراق القمة السابقة في حالة الاتجاه الصاعد أو كسر القاع السابق في حالة الاتجاه الهابط من أجل الدخول في سوق الأسهم أو سوق العملات. ومن الممكن أيضًا استخدام خطوط الاتجاه للدخول في سوق الأسهم أو سوق العملات عند ارتداد أسعار التداول سواء من الدعم أو المقاومة للاستفادة من الأسعار الجيدة، ومن الممكن استخدام الطريقتين معا.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bu shhab
