بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم يحتاج إلى الجد والاجتهاد في فعل الخير والمبادرة إلى الأعمال الصالحة,وأن العمر قصير والأنفاس معدودة ولذلك ينبغي علينا جميعاً اغتنام شبابنا قبل هرمنا وحياتنا قبل موتنا، وأن نطرد السآمة والملل وتكون هممنا عالية دائماً للتسابق إلى فعل الخيرات والتحسر على فواتها,فإنّ الإخلاص من أهم أعمال القلوب ,أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى,فإن زيارة الإخوان ومحبتهم ومجالسة الصالحين وصحبتهم من أفضل القربات عند الله سبحانه وتعالى،ولذلك أثنى الله جلّ وعلا,على المتزاورين فيه والمتجالسين فيه والمتحابين فيه ,والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ,جعل المحبة قرينة الإيمان,خاصةً في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وتعددت فيه المحن,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم,أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى, فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال, أين تريد,قال, أريد أخا لي في هذه القرية, قال ,هل لك عليه من نعمة تربها, قال,لا غير أني أحببته في الله عز وجل,قال, فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله)جاء في الحديث (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده)وقال (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناّ، أو تطرد عنه جوعاّ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراّ ، ومن كف غضبه ، ستر الله عورته، ومن كظم غيظاّ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل)قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله) والدلالة على الخير لا ريب أنها متحققة عند زيارة الإخوان ومجالسة الصالحين,من علامات المغفرة المصافحة؛ فالمسلم عندما يلتقي أخاه المسلم ويصافحه بحرارة فإنه يُغفر لهما, قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا)والسلام عند اللقاء مفتاح أبواب القلوب ,فالمسلم عندما يُسلّم على أخيه المسلم فقد حقق معنى من معاني إفشاء السلام،فالمسلم إذا أقبل على أخيه بوجه طلق قد علته البشاشة، فإنه يكون قد تأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان عليه الصلاة والسلام لا تفارق الإبتسامة محياه، وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) فالمسلم يأخذ بيد أخيه ويبين له برفق وحكمة ما يراه من النواقص والمعايب، والنصيحة ليست كما يراها البعض تدخلاً في شئون الغير؛ هي دليل المحبة والمودة, قال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة, قلنا, لمن, قال, لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)والهدية,فإنها تورث المودة والمحبة وتُذهب الضغينة ,وربما كانت سبباً بعد الله سبحانه وتعالى في الهداية والاستقامة, لا سيما عند إهداء الكتب والأشرطة النافعة، فلا تتردد بتقديم هدية لأحد إخوانك مستشعراً قول النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علّمنا وأن يجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, كما نسأله سبحانه أن يجعلنا من المتحابين والمتزاورين فيه, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|
رد مع اقتباس
