وقفة مع غزوة كربلاء ، واغتيال الإمام العادل الزاهد عبد العزيز بن محمد بن سعود غزوة كربلاء
قال العلامة المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر الناصري التميمي رحمه الله تعالى : ( ثم دخلت السنة السادسة عشر بعد المائتين والألف ، وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة ، والخيل والعناق المشهورة من جميع حاضرة نجد وباديتها ، والجنوب ، والحجاز ، وتهامة ، وغير ذلك ، وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين ( رضي الله عنه ) . وذلك في ذي القعدة ، فحشد عليها المسلمون ، وتسوروا جدرانها ، ودخلوها عنوة ، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت ، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين ( رضي الله عنه ) .
وأخذوا ما في القبة وما حولها ، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر ، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقين والجواهر .
وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال ، والسلاح ، واللباس ، والفرش ، والذهب ، والفضة ، والمصاحف الثمينة ، وغير ذلك .
ما يعجز عنه الحصر ، ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة ، وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال ، وقتل من أهلها قريب ألفي رجل .
ثم أن سعود ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض المعروف ، فجمع الغنائم ، وعزل أخماسها ، وقسم باقيها في المسلمين غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان ثم ارتحل قافلاً إلى وطنه ) . " عنوان المجد في تاريخ نجد " : (1/122) .
• اغتيال الإمام العادل السلفي الزاهد عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى :
وقال أيضًا : ( ثم دخلت السنة الثامنة عشرة بعد المائتين والألف ، وفي هذه السنة في العشر الأواخر من رجب قتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف في الدرعية ، وهو ساجد أثناء صلاة العصر .
مضى عليه رجل قيل : أنه كردي من أهل العمارية بلد الأكراد المعروفة عند الموصل ادعى ان اسمه عثمان(وهو شيعي) ، أقبل من وطنه لهذا القصد محتسبًا حتى وصل الدرعية في صورة درويش ، وادعى أنه مهاجر ، وأظهر التمسك والطاعة ، وتعلم شيئًا من القرآن .
فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه ، وطلب الدرويش منه يعلمه أركان الإسلام ، وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها مما كانوا يعلمونه الغريب المهاجر إليهم ، وكان قصده غير ذلك .
فوثب عليه من الصف الثالث والناس في السجود، فطعنه في خاصرته أسفل البطن بخنجر معه قد أخفاه وأعدها لذلك ، وهو قد تأهب للموت ، فاضطرب أهل المسجد وماج بعضهم في بعض ، ولم يكن يدرون ما الأمر ؟
فمنهم المنهزم ، ومنهم الواقف ، ومنهم الكار إلى وجهة هذا العدو العادي ، وكان لما طعن عبد العزيز أهوى على أخيه عبد الله وهو إلى جانبه وبرك عليه ليطعنه ، فنهض عليه وتصارعا ، وجرح عبد الله جرحًا شديدًا ، ثم أن عبد الله صرعه وضربه بالسيف وتكاثر عليه الناس ، وقتلوه ، وقد تبين لهم وجهة الأمر .
ثم حمل الإمام إلى قصره ، وقد غاب ذهنه وقرب نزعه ، لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه ، فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به إلى القصر رحمه الله تعالى ، وعفى عنه .
واشتد الأمر بالمسلمين وبهتوا ، وكان ابنه سعود في نخله المعروف بمشيرفه في الدرعية ، فلما بلغه الخبر أقبل مسرعًا ، واجتمع الناس عنده ، وقام فيهم ، ووعظهم موعظة بليغة ، وعزاهم .
فقام الناس وبايعوه خاصتهم وعامتهم ، وعزوه بأبيه .
ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحة يعظهم ويخبرهم بالأمر ويعزيهم ، ويأمرهم بالمبايعة .
وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرهم لسعود ، فبايع جميع أهل النواحي والبلدان ، وجميع رؤساء قبائل العربان ، ولم يختلف منهم اثنان ، ولا أنتطح عنزان .
أن هذا الدرويش الذي قتل عبد العزيز من أهل بلد الحسين ( رضي الله عنه ) : رافضي خبيث خرج من وطنه لهذا القصد بعد ما قتلهم سعود فيها ، وأخذ أموالهم كما تقدم .
فخرج لياخذ الثأر ، وكان قصده سعود ، فلم يقدر عليه ، فقتل عبد العزيز ، وهذا والله أعلم أحرى بالصواب لأن الأكراد ليسوا بأهل رفض ، ولا في قلوبهم غل على المسلمين ، والله أعلم ) . " عنوان المجد في تاريخ نجد " : (1/125) .
(هكذا الرافضة هم أهل خسة وغدر في المسلمين على طريقة المجوسي غلام المغيرة ، أبو لؤلؤة - لعنه الله تعالى - حينما غدر بالفاروق أمير المؤمنين الخليفة الراشد الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه )
التعليق :
ولذا نجد حقد عُباد القبور والأضرحة والأتربة كالرفضة الإمامية الاثنى عشرية ، والصوفية القبورية ، ودعاة الفرق الباطنية على الدولة السعودية مؤصل بتأصيلات عقائدية شركية وبدعية شيطانية هدفها الأول : اسقاط دولة التوحيد والسنة ، والثاني : إعادة دين عمرو بن لحي الخزاعي لجزيرة العرب .
ومن يتأمل فراسة سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز قدس الله روحه يعلم حقيقة الأمر وخطورته حينما قال : ( العداء لهذه الدولة - يعني : المملكة العربية السعودية - عداء للحق ، عداء للتوحيد ، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر ، الشام ، العراق ، من يدعو إلى التوحيد الآن ؟ ويحكم شريعة الله ؟ ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ! مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة ! ) . " فتاوى علماء الحرمين في الجماعات " .
فمتى يعي ذلك أفراخ الطرق الصوفية في الجزيرة العربية : كمريدي الطريقة الحصافية الشاذلية ، والطريقة الإلياسية الديوبندية ، ودعاة القطبية السرورية ، ودعاة القطبية التكفيرية أصحاب الدول الكارتونية ؟
ومتى يعي ذلك دعاة الوحدة والتقارب والموازنات مع أهل الزندقة والبدع والضلال والأهواء ؟
ومتى يعي ذلك من يجلس تلك المجالس الخاصة المشبوهة ، ويبتسم تلك الابتسامات العريضة في المؤتمرات والندوات ، ومن ينتصر لبعض التنظيمات الرافضية ( حزب الشيطان اللبناني ) ، بل والأدهى من ذلك مطالبة الدولة السعودية بالسماح لهؤلاء الزنادقة بتدريس مصنفاتهم الخبيثة في مدارس تعليمية خاصة ، وأن يقلدوا المناصب الرفيعة ؟
ومتى .. ومتى .. ؟
وإلى الله المشتكى !
ولكن المتأمل والمبصر لحال هؤلاء يعلم أن القلوب قد تشابهت على هدف واحد ، هو : اسقاط الدعوة السلفية ، ولما فشلوا في فترة التسعينات ( حرب الخليج الأولى ) ، وما قدر أقطاب هذه التنظيمات البدعية على اظهار هذا الهدف لإنتصار الدولة السعودية في تلك الحرب داخليًا وخارجيًا ، لجأوا إلى الطعن بكبار علماء الدعوة السلفية صراحةً ، وإلى النيل من مؤسسات الدولة ، ودسوا في عقائد ضعاف النفوس من اتباعهم أن اسقاط الدولة السعودية لا يأتي إلا بإسقاط الدعوة السلفية ، ويعنون بذلك هيئة كبار العلماء وأهل العلم والصلاح السلفيين !
ولهذا نجد من من أبناء جلدتنا من يتجرأ على عقيدة الإمامين محمد بن عبد الوهاب ، ومحمد بن سعود ، ودولتهم السلفية .
وما ذلك إلا من تلك السموم البدعية الخبيثة ( الرافضية والصوفية ) التي دسها أولئك الأعداء في عقيدة أبناء التوحيد والسنة !
قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
منقول بتصرف