ضرورة توسيع قاعدة المستثمرين ... قوة الاقتصاد الوطني والأداء الممتاز للشركات يعززان أسعار الأسهم




اعداد: سعيد خليل العبسي :

ماشهدته بورصة الدوحة من انخفاضات حادة خلال الفترة الماضية فتح المجال واسعا للمختصين والمهتمين والمستثمرين للبحث عن اجوبة شافية لما حدث ولما هو متوقع حدوثه خلال الفترة القادمة وبالتأكيد فاننا نعتقد بأن ما تم تقديمه من مبررات وحجج لهذا الانخفاض لم تقنع كثيرين، ولكن مانستطيع قوله والتأكيد عليه بان تأثير العوامل الايجابية التي ستقود الاسعار للارتفاع مجددا هي اقوى بكثير من غيرها، وعلى رأس تلك العوامل، وجود هذا الاقتصاد الوطني بكل مكوناته القوى والمتطور والمشهود له وكذلك الاداء الممتاز للشركات المساهمة.

واذا ما افترضنا الخمسة العوامل الرئيسية التالية هي من العوامل المؤثرة كثيرا في أسعار الأسهم والبورصة بشكل عام هي:

أولا: أداء الاقتصاد الوطني عموما.

ثانيا: الأداء المالي والاقتصادي للشركات صاحبة الأسهم.

ثالثا: عوامل المضاربة والركض وراء الربح السريع.

رابعا: الاشاعات وعدم الاخذ بالتحليل المالي.

خامسا: ما يتعلق بطبيعة البورصة كمزاد علني اي عمليات التصحيح.

وبالنظر الى هذه العوامل فاننا نجد من الضروري استبعاد العامل الاول لأن واقع الحال والمعاش يؤكد بما لايدع اي مجال للشك بان الاقتصاد القطري بكل مكوناته شهد ولايزال يشهد نسب نمو متسارعة وعالية وغير مسبوقة وسيستمر في ذلك، ومؤشرات ذلك عديدة ومتعددة وكذلك استبعاد العامل الثاني حيث تشير البيانات المالية الصادرة حتى الآن ان الغالبية العظمى من الشركات قد حققت ارباحا ونسب نمو عالية ومتميزة، ومثال ذلك ما حققته البنوك من نمو في مجموع ارباحها بما نسبته 108% وكذلك شركات التأمين بما نسبته 99% في عام 2005، وبالتالي مع استبعاد اثر هذين العاملين المهمين يبقى ان العوامل الاخرى هي من العوامل المرجحة لعمليات الانخفاض التي حدثت للبورصة مع ترجيحنا لعامل التصحيح الطبيعي اكثر من غيره، وسبب ذلك الترجيح هو ذلك الارتفاع غير المسبوق في الاسعار في الفترة الماضية وعلى اي حال فاننا نعتقد بان عوامل النهوض باسعار الاسهم في الفترة القادمة مجددا هي اكبر بكثير من العوامل الدافعه للانخفاض وهذا ما يؤكده وجود هذا الاقتصاد الوطني النامي وهذه الشركات الناحجه التي حققت اداء مالياً ممتازاً خلال العام المنصرم، وهذان العاملان الاساسيان يدفعا لنا للتفاؤل مجددا بان الامور ستذهب باتجاه التحسن التدريجي لاسعار الأسهم في الفترة المقبلة.

ومع هذا فاننا نعتقد بان هناك عوامل مساعدة كثيرة تلعب دورا مهما من أجل النهوض باسعار الأسهم وبالبورصه عموما:

أولا: التوزيعات النقدية: مما لاشك فيه ان وجود السيولة النقدية من العوامل المشجعة للاستثمار والدافعة للمزيد من الطلب على الاسهم مما يعمل باتجاه رفع الاسعار او تحسنها نسبيا ومن هنا فانه من الضروري ان تعمل الشركات على ان تضع في اجندتها ضرورة الاكثار من التوزيعات النقدية للارباح سنويا بل وحتى نصف سنوي ان امكن.

ثانيا: الإقراض بضمان الاسهم : ان تعمل الجهات المعنية على تسهيل الاقتراض ضمن اشتراطات معينة بضمان الاسهم للاستثمار في سوق الاسهم مما يعمل على زيادة الطلب وهكذا.

ثالثا: السماح للشركات بشراء اسهمها: العمل على افساح المجال للشركات لشراء اسهمها عندما تشعر بان أسعار اسهمها غيرمعقولة ومنحدرة فهي اعلم واعرف من غيرها بالقيمة العادلة والمعقولة لاسعار اسهم شركاتهم وبالتالي يعملون على شرائها عندما يشعرون بانها معرضة الى الانخفاض غير الطبيعي.

رابعا: تنظيم مسألة الاكتتابات الجديده وكذلك مسألة زيادة رؤوس الأموال والاصدارات الجديدة حتى لا تعمل على تقليل حجم السيولة المعروضة للاستثمار في شراء وبيع الأسهم.

خامسا: حث الشركات الاستثمارية وصناديق التقاعد وغيرها ممن يتوافر لديهم السيولة ان يعملوا على ايجاد محافظ استثمارية في الأسهم.

سادسا: الاعتماد الاساسي يجب ان يكون على التحليل المالي والدراسة المستفيضة للبيانات المالية للشركات وتشجيع الشركات على الإفصاح الشامل عما لديها من معلومات وبيانات تؤثر بهذا الاتجاه أو ذلك، في مستقبلها ومستقبل اسعار اسهمها.

سابعا: عدم الانجرار وراء الشائعات وما يقال هنا وهناك وعدم الركض غير المدروس وراء الآخرين وتقليدهم بما يقدمون عليه سواء عند الشراء او البيع وليكن القرار نابعاً عن رؤية علمية ومدروسة لواقع الشركات.

ثامنا: التنويع في الاستثمار بشكل عام وبالتحديد في اسهم الشركات بمعنى تنويع المحفظة الاستثمارية وعدم تركيزها في سهم أو اسهم معينة واعتبار الاستثمار في الاسهم استثماراً طويل الأجل

تاسعا: فتح المجال كاملا للمقيمين للاستثمار شراء وبيعا في البورصة مما يوسع من قاعدة المستثمرين والطلب على الاسهم.

عاشرا: تسويق الشركات المساهمة العامة لنفسها بمعنى عقد الندوات والمحاضرات للمستثمرين والمهتمين بهدف تعريفهم على الكفاءات الادارية والفنية التي في الشركة، وإطلاعهم على أداء الشركة خلال السنوات الماضية وشرح نسب النمو والعائد والتغيرات التي حدثت في المؤشرات المالية وتعريفهم ايضا بخططهم وبرامجهم للفترات القادمة وماهي توقعاتهم للأرباح وغيرها من الأمور التي تعزز الثقة في الشركة وادارتها وادائها وخططها المستقبلية.