بواسطة امال باجي بتاريخ 13 يناير 2011

تغلبت المصالح على المشاعر عندما استقبلت بعض الأوساط الرياضية في أوروبا وأمريكا خبر فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم 2022 بالفتور، حيث أن كعكة المشاريع بعثت الابتهاج في نفوس رجال المال والأعمال وصناع السياسية الاقتصادية، الذين تفاءلوا بنيل صفقات العقود المغرية في هذاً البلد الصغير والغني، أحد أكبر مصدر الغاز في العالم. لاسيما في وقت مازال التباطئ يسيطر على الاقتصاد العالمي مما زاد من بحث الشركات الأوروبية والأجنبية بصفة عامة عن فرص في أسواق ناشئة جديدة تعزز الأرباح. وستتحول قطر إلى ساحة لمنافسة اقتصادية مثيرة بين شركات عالمية ومحلية، وتحديداً بين شركات الخليجية والأوروبية وعدد من الشركات الآسيوية. وفيما يخص الشركات الأجنبية تعتبر شركة “دويتشه بان” الألمانية التي تعاقدت مع شركة الديار القطرية، لبناء وتطوير شبكة حديدية في قطر بقيمة 17 مليار يورو، هي الأوفرحظاً بسبب تواجدها في هذه السوق. وعلى صعيد المنطقة نجحت عدد من الشركات الخليجية بالفوز بصفقات في قطاع الطاقة أو الانشاءات، نتيجه إعلان قطر خلال السنوات الماضية عن مشاريع حيوية بهدف تنويع وزيادة انتعاشها الاقتصادي، ولعل شركة أرابتك الإماراتية تعتبر الأكثر حظاً لما تتمتع به من خبرة في السوق القطرية، وقد كشفت علناً عن نيتها في الظفر بفرص جديدة هناك بعد فوز قطر باستضافة مباريات كأس العالم 2022. وتقوم أرابتك حالياً بتنفيذ مشروع مدينة الوعب في مدينة الدوحة، ناهيك عن إنشاء برجين في الخليج الغربي للدوحة، بقيمة تبلغ 696 مليون درهم ويتكون البرجان من برج المكاتب وفندق خمس نجوم.

المشاريع التي أطلقتها قطر منذ سنوات لا تتعلق بالمونديال فقط، وإنما تندرج في إطار سعي هذه الدولة الخليجية بقيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، لتنفيذ إستراتيجية الدولة الشاملة طبقًا لرؤية قطر الوطنية لعام 2030، وتهدف إلى بناء اقتصاد متنوع يتناقص إعتماده على النشاطات الهدروكاربونية وتتزايد فيه أهمية دور القطاع الخاص وتؤكد على تشجيع الإستثمارات الوطنية وبلورة وتطوير الأنشطة الإقتصادية التي تتخصص بها الدولة.

على الرغم من أن قطر دولة صغيرة الحجم بمساحة 11,521 كيلومتراً مربعاً لكنها تتمتع بواحد من أقوى الإقتصادايات في المنطقة، مما أهلها من توفر سيولة كبيرة لتفيذ مشاريع تتجاوز 60 مليار دولار خلال الاثنتي عشر سنة المقبلة، ومن المتوقع أن تستعين قطر بجاراتها لانجاح استضافة ملايين الضيوف القادمين إلى الخليج. وقد بعثت تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر حول إمكانية إقامة بعض مباريات مونديال 2022 في بعض الدول المجاورة لقطر الطمأنينة في نفوس القطريين والخليجيين.

والدول المجاورة لقطر والتي تكون مؤهلة لاستضافة بعض مباريات المونديل 2022 هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفيما يخص الإمارات فقد نجحت في تنظيم واستضافة بطولات عالمية على غرار كأس العالم للأندية، حيث تتمتع بمنشآت وبنى تحتية متطورة، كما أنها ستدشن خلال السنوات القليلة المقبلة مشاريع أخرى مهمة أغلبها في إمارتي أبوظبي ودبي. أما السعودية التي رصدت مليارات الدولارات لتطوير وتحديث بنيتها التحتية، فلديها المتسع من الوقت لتكون مؤهلة لاستضافة ضيوف مونديال 2022. وبحسب بحث أجرته شركة غرانت ثورنتون المختصة في شؤون الخدمات الاستشارية العالمية حول حجم الفرص المحتملة للتنمية والاستثمار في مجالي التجارة وكرة القدم بعد فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022، فإن هذا سيحقق نموا اقتصاديا لقيمة اللعبة في المنطقة قدره 14 مليار دولار بحلول عام 2022