رام الله: لسنا تونس.. ومؤامرة قطر سقطت


القبس
القدس ـــ أحمد عبدالفتاح
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة بأنها «محرّفة»، مؤكداً أن السلطة ستكشف هذا «التزييف والتحريف»، ومستعدة للذهاب إلى القناة نفسها من أجل كشف التحريف.
من جانبه، أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات امس أن السلطة تدرس مقاضاة قناة الجزيرة على حملة التحريض ضد مواقفها في ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل.
وقال إن كل الخيارات مفتوحة، لأن الطريقة التي تعرض بها «الجزيرة» الوثائق تحرّض على القتل وعلى العصيان.
واعتبر عريقات أن قناة الجزيرة تشن حملتها باسم إسرائيل والولايات المتحدة عقابا للسلطة بسبب صمودها وتعليقها المفاوضات وتوجهها نحو مجلس الأمن لإدانة الاستيطان وطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. واستغرب عريقات حديث «الجزيرة» عن امتلاكها 1600 وثيقة، فيما أن النشر يتم حول القدس واللاجئين لا يتعدى صفحتين، وذلك من خلال الانتقائية والتحريف، فقط بغرض تشويه الموقف الفلسطيني. ونفى وجود أي تنازلات في الموقف الفلسطيني في ما يتعلق بقضيتي القدس أو اللاجئين.
في غضون ذلك، قال عضو في مركزية «فتح» ان فلسطين ليست تونس لتنتفض على عباس وان مؤامرة قطر في الاطاحة بأبومازن سقطت.

«حماس» تستغل
ومن جانب آخر، اعتبرت حركة حماس أن الوثائق التي عرضتها «الجزيرة»، حول مسار المفاوضات في ملف اللاجئين، تظهر استعداد مفاوضي «فتح» للتنازل عن حق العودة للاجئين.
وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم إن هذه الوثائق تؤكد أن السياسة التي اتبعها المفاوض الفلسطيني هي سياسة ممنهجة قائمة على التنازل، وليس تأكيد حق العودة.
ووصف ما حصل بأنه عملية سطو على القضايا الرئيسة وبيعها بأبخس الأثمان لمصالح شخصية أو فئوية ضيقة تحت لافتة منظمة التحرير. كما وصف الموقف الاميركي من الوثائق بأنه خداع سياسي.

«كاديما».. وليبرمان
إسرائيلياً، دعا رئيس كتلة إسرائيل بيتنا في الكنيست النائب روبرت إيلطوف رئيسة حزب كاديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى المشاركة في اجتماع كتلة حزبه واطلاعه على مقترحاتها أمام الفلسطينيين بشأن نقل مواطنين عرب من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية، وفقا لما كشفت عنه محاضر قناة الجزيرة.
وكانت ليفني قد طرحت اثناء المفاوضات نقل ثلاث بلدات عربية في إسرائيل إلى سيادة الدولة الفلسطينية بعد قيامها.
والبلدات التي تحدثت عنها ليفني وفقا للوثائق هي بلدتا برطعة الغربية وباقة الغربية وكلتاهما في منطقة المثلث، وقرية بيت صفافا في القدس الشرقية، وهذه البلدات الثلاث تم تقسيمها في عام 1948.
ورفض مكتب ليفني دعوة «إسرائيل بيتنا»، وقال هذا اقتراح مثير للسخرية ومرفوض في الحال، ونحن لا نتوقف عند ما نشر في «الجزيرة»، وكلما مر الوقت تزداد الشكوك حيال مصداقية هذه الوثائق. وأضاف مكتب ليفني: لو كانوا (في «إسرائيل بيتنا») قرأوا التفاصيل لعرفوا أنه لا توجد أي علاقة بين الأمور المكتوبة في وثائق الجزيرة وبين الخطة الإشكالية للغاية التي يطرحها (رئيس «إسرائيل بيتنا» ووزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان.

بلير يشكك
من جهته، شكك الممثل الخاص لــ «الرباعية الدولية» للشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، في لقاء مع قناة cnn في مصداقية الوثائق التي سربتها قناة الجزيرة، وقال إنه لا يصدق بأن رئيس السلطة محمود عباس، قد عرض بالفعل هذا الحجم من الأراضي على إسرائيل!