أصبح الحديث عن رفع أسعار البترول الشغل الشاغل للمجالس والمنتديات، ولعل -من وجهة نظري- هذه النقمة والحدية في الحديث عن هذه الزيادة ما هي إلا انعكاسات للهاجس المروع من ارتفاعات للأسعار جثم على صدورنا طوال السنوات الخمس الماضية!
ولكن لو تمعنا في هذه الزيادة من جوانب أخرى، مثل جانبها الاقتصادي والبيئي، يمكن أن تشكل قاعدة نتفق عليها، أو لا نختلف عليها كثيراً.
بداية لنسأل أنفسنا من له الأكثرية في عدد السكان؟!
هؤلاء -غير المواطنين- معظمهم في وضع معيشي جيد إلى ممتاز، ولو تمعنا في حجم تحويلاتهم المالية، لوجدنا أنها خيالية، وتخرج هذه الأموال القطرية بصفة شهرية!
وكثير منهم مقتر مقتصد، بل البعض منهم لا يتورع في وضع الجرائد على النوافذ كبديل للستائر، وعليه رفع سعر البترول يمكن أن يحفظ جزءا من تلك المبالغ الهاربة إلى دولهم!
أما من حيث البيئة فلا شك أن رفع سعر البترول من شأنه أن يخفف من معدل الاستهلاك له، وهو ما سينعكس على البيئة التي تضررت بفعل هذا العدد من السيارات وما تفرزه من تلوث!
أعلم أن البعض مستغرب من هذا الطرح، وكيف أنني أنتقد كل ما يسهم في زيادة الأعباء، بينما ووفق ما سبق أحاول أن أبرر هذه الزيادة!
أرجو حسن الظن فيما أقصده، خاصة أن هذه الزيادة بدأت وأنا في إحدى الدول المجاورة، وملأت خزان بترول سيارتي (vxr) بمبلغ (230) ريالا، ولم يكن الخزان فارغاً بالكامل!
نعم الصدمة جاءت في أننا كنا ننتظر شيئاً من هذه الفوائض، وإن شاء الله لن يخيب ظننا، وما ندري يمكن نسمع عن كوبونات بترول توزع على المواطنين، بس تكفون لا تسلمونها مكتب الكوبونات التعليمية!!



فيصل المرزوقي
جريدة العرب
26-1-2011