الساعه 8 مساءا يعتبر هذا التوقيت " لعبد الله " توقيت العوده الحتميه للبيت ..
والسبب نظره ضعيف .. وعيونه ما تتحمل النظر طويلا .. وخوفه من الظلام بسبب ضعف بصره .. خلاه دائما يلازم ربعه .. او يقعد في البيت ان ما لقى أحد يطلع معاه ..
لبس وتعدل .. وطلع الساعه 4 العصر.. وين رايح ؟؟
بروح بتمشى اشوي مع حسن .. وبعدها برد البيت .. وبالفعل رد البيت ..
ولبس مره ثانيه وتعطر وطلع ومافي أحد حس ابطلعته وكانت الساعه تقريبا 8
كل الي في البيت لاهي .. الي يعدل الغرف .. والي يرتب الصاله .. والي يبخر البيت ..
وإلي يدور على الثاني .. عشان قرب وصول شخص عزيز وغالي على القلب
وين عبد الله ؟؟
ما اعرف
غريبه مو موجود في البيت
بالفعل غريبه
الساعه صارت 10 وللحين عبد الله ما رد البيت
اتصلنا في حسن .. وين عبد الله ؟؟
رحنا الحلاق .. وبعدها نزلته البيت .. ومن بعده ما شفته وتدرون هو طلعه الليل ما يحبها وايد
عبدالله مو مع حسن
عيل وينه ؟؟
ما ادري وينه
صارت الساعه 11 في الليل
وصل الوالد من السفر ... وسلمنا عليه .. وبعدها سأل في واحد ما شفته وين عبد الله ؟؟
يبه عبد الله موموجود ..
طاحت الاجناط .. وكل شي من بعد هالمشهد انكسر وكأن في شي صار واحنه مو عارفين ايش الي صار .. بدينا اندور في كل مكان .. في كل غرفه .. في كل زاويه
ما خلينا طريق ما مشينه فيه
وما تركنا بيت الا وسالنه عليه
ومافي مستشفى في الدوحه الا ورحنه وطلينه في كل واحد تعبان وامرقد في الطواري
ومافي مركز شرطه الا ورحنه وبلغنا على عبدالله
صارت الساعه 5 الفجر
والكل ضايع وتايه
احساس مؤلم وقاسي ومتعب وحزين لما ادور وادور وادور ومولاقي شي
غير مليون سؤال ومليون توقع يجي في بالك
الي صار إن عبدالله راح الحلاق ورد البيت .. وكان يبي يروح يستقبل الوالد في المطار يبي يفاجأه
طبعا ما يسوق سياره فراح مشي ..
وهو يبي يعدي شارع المطار الا سياره فيها طبيب يدعمه وبعدها خذوه للمستشقى
وفي الوقت الي كنه اندور عليه كانوا يسون له عمليه في غرفه العمليات وما كان عنده اي هويه او شي يعرفهم من هذا
طبعا ما لقيناه الا ثاني يوم الساعه 8 الصبح
الوالد رد المستشفى مره ثانيه ..وراح يسأل وقال له الطبيب في واحد جابوه الساعه 9
ودخلنا غرفه العمليات .. وما عرفناه ولا عرفنه من اهله احتمال يكون ولدك
قال له طلبتك خلني اشوفه
فقال له الحين صعبه
ليه صعبه ؟؟
لان الوجه كل امغطى ابشاش وعنده تشوهات .. وطالع من عمليه في المخ
وما اعتقد راح تقدر تتحمل او اتعرف الملامح
رد عليه الوالد ولدي وراح اعرفه .. ولو بين مليون واحد وعنده علامه في ظهره
وانا متأكد منها .. وطلع عبدالله
تم عبد الله في المستشفى 4 ايام وفي اليوم الخامس تكلم وقال
يمه لو حملتي وجبتي ولد سميه " عبد الرحمن "
الوالده قالت له يمه مو وقته
قال وقته
وبعدها من سمعنا صوته ردينا البيت
وفي طريقنا للبيت الوالد يدخل ويقول عبد الله توفى
وبالفعل عبد الله توفي وهو شاب عمره 17 سنه
عبد الله الجميل الطيب الحنون .. عبد الله كان فرحه البيت .. وكان الاخ والصديق والحبيب والرفيق .. عبدالله يوميا كان يقول لي صدقيني ما راح اعيش وايد في هالدنيا
واتصدقين .. انا اعرف ليش رب العالمين ما عطاني نظر قوي لاني لو شفت الحياه ابوضوح اكثر ما راح يعجبني اي شي
انا ذوقي صعب واحب الحياه .. واحب الجمال والتعدل
عبد الله ابغيابه انكسرت كل الاشياء السعيده
صارت صورته ابكل زوايا السرحان
خطه للحين محتفظه فيه
غرفته للحين انام فيها
عبدالله لايمكن ينسي ولا راح ينسي ولا نقدر ننساه
الله يرحمك يا اخوي .. ويسكنك فسيح جناته .. ويحشرنا معاك
وتكون شفيع للوالد والوالده .. الي كل دمعه من اعيونهم ما اتكفي
ولا كل لحظه حزن في حياتنا ممكن تعبر عن مشاعرنا
عبدالله صوره ما تنمسح من ذاكرتنا مهما مرت الايام
ومهما مرت السنين ..
الموت له رهبه قويه .. والموت له رعشه فضيعه
ولما نفقد اعز الناس في حياتنا نفقد كل شي معاه ..وانشوف كل شي ما يسوى شي
ورب العالمين رزقنا ابعبد الرحمن
الله يحفظه يارب .. ويطول ابعمره .. وينور طريقه ..ويسعده وين ما كان
ويجعل في خطوه من خطوات حياته رضى وراحه بال .. عوضنا عن اشياء واشياء
وقصص عبد الله حافظها وكل ما اقول له سالفه يقول كملي ولا تسكتين
هاذي صوره مؤلمه التي تعيش في ذاكرتي ولايمكن ان تختفي
صوره من ذاكره الموت والالم
وصوره من زاويه جدا حزينه في حياتي
وصوره لا اريد الايام ان تمسحها لانها تحمل ذكريات أعلى الناس
وحبيب القلب اخوي الله يرحمه
جملكم الله برضى الرحمن