قنبلة يدوية على متظاهرين تخلف 3 قتلى و27 جريحا في تعز
صنعاء ـــ وكالات:
قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب 27 آخرون بجروح أمس، في انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على المتظاهرين المتجمعين في وسط مدينة تعز ـــ جنوبي صنعاء، بحسب حصيلة جديدة من مصدر طبي. وقال المصدر الطبي إن "حصيلة ضحايا الهجوم في تعز وصلت إلى ثلاثة قتلى و27 جريحا". وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى مقتل شخص وإصابة 24 بجروح. وقال أحد الشهود لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف "شاهدت سيارة اقتربت منا وألقت قنبلة باتجاهنا، كما قام شخص كان على متن السيارة بإطلاق النيران". من جهته، قال مصدر محلي إن المهاجمين كانوا على متن "سيارة حكومية". وأكد المصدر المحلي أنه "تم التعرف على مَن رمى القنبلة، إنهما شخصان لكن نتحفظ على انتمائهما السياسي".
من جهة أخرى، تجمع آلاف المتظاهرين المعارضين والمؤيدين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في مدينة تعز أمس، في مواجهة بين أنصاره ومَن يطالبون بإنهاء حكمه الممتد منذ 32 عاما. وقال شهود إن عشرة آلاف على الأقل من الموالين لصالح خرجوا إلى شوارع تعز على بُعد 200 كيلو متر جنوبي العاصمة صنعاء.
وتجمع الآلاف من معارضي صالح في ميدان الحرية بالمدينة الذي اعتصموا به لأيام، في محاكاة للاحتجاجات المصرية في ميدان التحرير بوسط القاهرة.
ويسعى صالح جاهدا لإخماد احتجاجات مستمرة منذ شهر وتتفجر الآن يوميا في أنحاء البلاد. وقال التلفزيون الحكومي الذي بث المظاهرات المؤيدة لصالح إن مليون شخص تجمعوا في مدينة تعز، البالغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، للتعبير عن تأييدهم للرئيس البالغ من العمر 68 عاما.
وهتف الموالون "نعم، للوحدة والاستقرار .. لا، للفوضى والتخريب" مكررين ما جاء في تصريحات أدلى بها صالح قبل ذلك ببضعة أيام، حذر فيها من وجود مَن ينفذون أجندة خارجية تحرّك الاحتجاجات لنشر الفوضى في العالم العربي.
وفي ميدان الحرية استعد المحتجون لأداء صلاة الجمعة ومعهم إسعافات أولية وأغذية وخيام ونظّموا مجموعات لمحاولة منع أنصار صالح من دخول الميدان. ويرى بعض المحللين أن تعز مقياسٌ لمستقبل الحركة الاحتجاجية في اليمن التي اكتسبت قوة منذ أطاح كل من المصريين والتونسيين برئيسيهما هذا العام. وقال جريجوري جونسن الباحث في جامعة برينستون في مدونته "صنعاء مهمة لكن إذا مضت تعز قدما فقد يتطور الأمر". ويسعى صالح، الذي تعاني بلاده الفقر، إلى سحق متشددي "القاعدة"، وإنهاء تمرد انفصالي في الجنوب، والحفاظ على هدنة هشة مع المتمردين الحوثيين في الشمال. وفي محاولة لاسترضاء المحتجين وعد بألا يرشح نفسه لولاية جديدة حين تنتهي ولايته الرئاسية عام 2013، كما وعد بألا يورث الحكم لابنه.
ووافق ائتلافٌ للأحزاب المعارضة كان قد نظّم احتجاجات حاشدة استقطبت الآلاف على الحوار معه، لكن احتجاجات أصغر وأكثر تلقائية استمرت ونظّمها طلابٌ وغيرهم باستخدام الرسائل النصية وموقع فيسبوك.
وساد الهدوء أمس شوارع صنعاء ومدينة عدن بالجنوب، وهي نقطة ساخنة أخرى للاحتجاجات.
وقال مصوّر لـ "رويترز": العشرات من أنصار صالح تجمعوا قرب جامعة صنعاء ليمنعوا معارضيه من الدخول فيما يبدو إلى واحدة من مناطق تجمعهم المفضلة. وقتل أربعة أشخاص في عدن بما وصفها مسؤولون محليون بنيران عشوائية حين حاولت الشرطة تفريق الحشود.