لا نترك قطر لغيرنا.. فقد أمَّننا الله عليها
سلوى الملا
- يتهم الموظف المواطن من قبل بعض العقول الاحتكارية بأنه سلبي ولا يسعى لتطوير ذاته باكتساب الخبرات العلمية والعملية والمهنية التي تمكنه من الإبداع والعمل والإنجاز والعطاء للوطن.. وخدمته؛ إلا أن الواقع الأليم أن كثيرًا من الوظائف والمناصب يحتلها غير مواطن! إما أجنبي أو عربي! أو من هو محسوب على الإدارة العليا! أو من صنف من المواطنين الأناني والمدرك بحجم قدراته وخبرته من يرفض بأية حال من الأحوال ترك دفة القيادة لغيره! فعبارة تردد من بعض العقول السلبية: «القطري سلبي! القطري ساكت عن حقه! القطري مايبي يشتغل ولا يطور نفسه!!» وغيرها من عبارات تردد وتقال عندما يطلب القطري حقًّا له يكفله القانون واللوائح المالية والإدارية في الدولة وجهاتها.
- نحن أحق بقطر وخدمتها وخيراتها من غيرنا، ولا يمكن بأية حال أن نترك قطر لغيرنا فقد أمننا الله عليها، ولا نسمح لأي كان أن يستغل وجوده وعمله لتحقيق مصالحه الشخصية والتي من خلالها يتصرف وكأنه مخلد هنا أو أنه جاء لسنوات يحقق من خلالها المكاسب المالية والمزايا الوظيفية من خلال عقود وظيفية وامتيازات خيالية له ولأسرته لا يحلم بها في بلده يومًا ما! وتبقى مثل هذه العقود والامتيازات حلمًا للمواطن يحلم بها ليلاً ونهارًا في جهات حكومية!
تجد بعض من يعملون بعقود أو إعارة من أجانب أو عرب يسرحون ويمرحون بما ينعم عليهم من رفاهية يظن من يظن أن المواطن مرفه كما ذلك القادم بعقد!! ويجهلون أن المواطن تكبله الديون! وتنغص عليه الهموم! ويمارس عليه أشكال وفنون من تكسير لمجاديف تقدمه ونجاحه!
- متى يمكن للمواطن أن يعطي وطنه ويسهم في تقدمه؟ متى تُمحى عبارات وانطباعات سلبية زرعت وعششت في عقلية بعض من المسؤولين الذين يبحثون عن حجج وهمية تمنع تقدم غيرهم من مواطنين!
متى تعطى الفرص للآخرين للعمل والقدرة على اتخاذ القرارات والعمل في وظائف ومناصب أصبحت حكرًا على أسماء معينه «هي.. هي» منذ سنوات لا تتغير ولا تتبدل إلا لموت أو ثورة شباب عليها!! وأصبح كرسي المدير والمسؤول وكأنهما توأمان متلاصقان ويصعب فصلهما!
أسماء ووجوه بعينها تجدها منذ سنوات تجلس على كرسي الإدارة أو القيادة لدرجة لا إبداع ولا ابتكار مع استمرارهم على الكرسي الذي لا يضيف شيئًا للعمل بقدر ما يضاف إليهم من امتيازات وظيفية! ومن تعشش يصل لتفشي الفساد وعدم العدالة الوظيفية والظلم الذي يشعر به الآخرون!
- «لا نترك قطر لغيرنا فقد أمننا الله عليها» لماذا لا يضع كل منا هذه العبارة نصب عينيه؟ متى نجعل هذه العبارة محركًا لنا دومًا للمحافظة على اسم قطر ومكانة قطر والعمل لقطر بإخلاص وحب وتفانٍ؟
- توفر القيادة الراشدة كل الإمكانيات التي تسهم وتساعد في النهل من الخبرات والدراسة للعمل في سبيل الوطن كلٌّ في مجاله؛ إلا أن الواقع أنه لا تزال هناك ضبابية في العمل الجماعي والعمل لأجل العمل ولأجل قطر وليس جعل العمل إرثًا وملكًا خاصًّا يمنع من أن يصل لتلك الدائرة المميزة ولمكان مميز مواطن!
- يسعى المسؤول بالاستعانة ببعض من الخبرات الأجنبية التي لا تقدم جديدًا ولا اختراعًا ولا إبداعًا، ولكنها وبقدرتها على التسويق وقدر كبير من النفاق والتملق أن تصل وأن تمنع من هم أحق منها بكل شيء من مواطنين من أنهم يوجدون معهم أقلها في الاجتماعات وفي المفاوضات والمساهمة في صياغة القرار بلغة أجنبية غالبة ومسيطرة على الاجتماعات والمكاتبات والتي أصبحت للأسف وكأنها مقياس لوظائف ومزايا في بلد لغته الأولى لغة الضاد!!
- الموظف الأجنبي والعربي عندما يُنْهَى عقده لأي سبب كان لانتهاء العقد وعدم تجديده أو لأسباب إدارية يغادر قطر لبلده وتجده بعد شهور قليلة يعود لقطر للعمل ولجهة أخرى استطاع من خلال وجوده تكوين العلاقات التي تؤهله للوصول إلى أي مكان ولمزايا وظيفية وضعت على شروطه! الغريب والأجنبي يفرض شروطه ويجد الأبواب مشرعة له للعمل والحوار وفرض الشروط وكأنه أتى بعصا سحرية لا يملكها غيره!
- لا ننكر وجود عناصر من الأشقاء العرب والأجانب من جنسيات مختلفة قلبهم على البلد ومصلحته وتجد لديهم الولاء والوفاء والحب لقطر يفوق بلدهم أو يماثله في الحب، ولا ينكرون معروفًا قدمته قطر لهم، ويدركون أنهم مغادرون يومًا ما، ويحرصون بكل أمانة وصدق وإخلاص على أن يعطوا ويقدموا من خبراتهم للشباب وللمواطنين ولقطر في المقام الأول، وتجدهم ينصحونك بأن تحرص على بلدك من أولئك الانتهازيين والوصوليين من أبناء جلدتهم، فهم يدركون معنى حب الوطن ومعنى قطر.. ومعنى الولاء والوفاء لهذه الأرض التي احتضنتهم في غربة، وأعطتهم فرصة للعمل والحياة بكرامة وإنسانية.
- القطري يحب وطنه وترابه وقطر غالية عليه ولا يمكن أن يفرط بنظر عينيه ولا بروحه إلا لأجلها.
شعور صعب عليك كمواطن أن تشعر بغربة في بلدك!
عندما تتحرك بالمطالبة بحق لك تأتيك العراقيل والعقبات والتي للأسف تكون من مواطن مثلك أو من غريب يحسدك على حق لك من بلدك!
- والله؛ من يرى ويشعر ويدرك حب الأمير لشعبه وللجميع لا يمكنه إلا أن يكون مواطنًا إيجابيًّا منتجًا؛ منتجًا مع ما يتاح له من فرص في ظل الاهتمام بالكوادر ورعايتها وإعطائها الفرص للعمل والمساهمة في بناء الوطن
لا أن يكون الوطن لكل من هب ودب للنهب منه، والاستفادة من تواجد سنوات لرفع رصيد الحسابات!
- قطر غالية وترابها أغلى وولاة أمورنا نشعر بحبهم وحبنا لهم يدفع بنا لأن نضع لبنة وحجرًا وشجرًا لنرى تقدم وطننا ونجني ثمرات جهود أبنائها في أي موقع سعيًا لتقدمها ونجاحها والارتقاء بها لتكون دائمًا بأعلى المراتب العالمية وليكون ذلك هاجسًا وطموحًا وهدفًا وسعيًا لكل مواطن يحب قطر ويغار على ذرة من ترابها.
جريدة الوطن الأثنين
21/2/2011