بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الإشراف على المنتدى أفضل أم قراءة القرآن وفعل الطاعات,نجلس بحكم هذا العمل الإشرافي الساعات الطوال نحذف ونعدل ونرتب المواضيع والمنتدى ولله الحمد إسلامي وهدفه سليم ،الدعوة إلى الله تعالى من أجل الأعمال الصالحة ، والقربات النافعة ، والطاعات المتعدّية لنفع الآخرين ، ولهذا كان القائم عليها والمنشغل بها سائراّ على سبيل الأنبياء والمرسلين ، كما قال تعالى(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )وقال سبحانه(ومن أحسن قولأ ممن دعا إلى الله وعمل صالحاّ وقال إنني من المسلمين)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه,لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاّ)والدعوة إلى الله طرقها كثيرة ، كالكلام المباشر ، في الخطب والمواعظ والمحاضرات ، وعبر الأشرطة ، والكتابة عبر الرسائل ، والنشرات ، وفي المنتديات,ومن ذلك, إنشاء المنتديات النافعة ،والإشراف عليها ،والتعليق على ما مقالاتهم ومشاركاتهم ، فكل ذلك من وسائل الدعوة إلى الله تعالى ، وتعليم الناس الخير,بل هذه المنتديات أصبحت وسيلة رائدة في التوجيه ، والإصلاح ، والدعوة والاحتساب ، وللقائمين عليها أجر عظيم على قدر نياتهم وأعمالهم ، وبذلهم وعطائهم,وعليه , فينبغي أن تحتسب الوقت الذي تقضيه في متابعة هذه المشاركات والتعليق عليها وتوجيه أصحابها، لكن مع الحذر من أن يشغلك هذا عما هو أهم وأنفع ، كاقيام الليل,وتحصيل العلم الشرعي ، والمحافظة على قراءة القرآن والأوراد ، فإن بعض الناس ينشغل بمتابعة المنتديات عن أعمال أهم ، وقربات أعظم،وما أجمل أن يضرب الإنسان في كل غنيمة بسهم ، فيكون له حظ من هذا ومن هذا ، يهتم بما ينفع نفسه وما ينفع غيره ، يسعى في الارتقاء بنفسه علماّ وعملاّ ، ويبذل من وقته في نفع الآخرين ودعوتهم وإصلاحهم ، فلا يشغله حق عن حق ، ولا يصرفه خير عن خير،والنفس تحتاج إلى فقه في التعامل معها ، فيغتنم الإنسان فترة إقبالها وحضورها ، فتارة يكون ذلك بقراءة القرآن ، والإكثار من النوافل ، وتارة بحضور مجالس العلم ، وتارة بدخول المنتدى والإشراف عليه،وإن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته،والأفضل في وقت حضور الضيف ,القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب ، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل,والأفضل في العشر الأخير من رمضان, لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم ,وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق ,وهم الذين غلب عليهم عبادة معينة ، كقيام الليل أو قراءة القرآن أو الصيام, فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد ، وصاحب التعبد ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره ، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين ماكانت، فهو لا يزال متنقلاّ في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى ، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره ، فإن رأيت العلماء رأيته معهم ، وإن رأيت العباد رأيته معهم ، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم ، وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم ،أن الإشراف على هذا المنتدى هو من الدعوة إلى الله تعالى ، فلا ينبغي تركه ، ولكن ينبغي أن ينظّم المسلم وقته ، فللدعوة إلى الله وقت ، ولقراءة القرآن وقت ، وللصلاة وقت ، وللأهل والأسرة وقت ، وهكذا ، فيعطي كل ذي حق حقه,

أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد .