راف تشارك في اليوم العالمي للمخدرات

الشيخ طارق الحواس : أين نحن من المخاطر التي تهدد شبابنا ؟
نظمت اللجنة الدائمة لمكافحة المخدرات و المسكرات مجموعة من المحاضرات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات و المسكرات ، و ذلك بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية ـ راف ، حيث حاضر الشيخ الدكتور طارق الحواس عن تهديد المخدرات للثروة الحقيقية للشعوب ، و هي شبابها ،
و ذكر أن آفة المخدرات من أخطر ما يواجه عالمنا من مفاسد في العصر الحديث ونحن في منطقتنا مستهدفين ، فعماد الوطن شبابه فإذا أفسد سقط الوطن وانهار . إن الإنسان قد يفسد ولكنه بمسلكه فحسب أما صحته فتظل سليمة ويهديه الله فيستقيم ويعود بشراً سوياً
وقد يمرض الإنسان ويعالج ويشفى من مرضه ويعود إنساناً صالحاً في مجتمعه ، لكن المخدرات تفسد الجسم والعقل معاً فيصبح المدمن غير مؤهل لأن يصلح من أي جهة . لا نتصور إنسانا ربى أسرة ليجد أحد أفرادها انحرف إلى المخدرات يظل على صفائه ويعتصم بمناعة أعصابه، إنها كارثة تصيب الأسرة بكاملها فإذا انتشر هذا الوباء في الأسرة لا سمح الله الانتشار الكبير وفتك بشبابنا أي برجال المستقبل سواء في حقل التعليم أو الأمن أو الجيش والتوجيه ، فإذا فسد الشباب وهو الرجاء والمعول بعد الله سقط كل شيء .كما أشار الحواس إلى أن مشكلة تعاطي المخدرات تعد واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات في عالم اليوم، وذلك بعد أن أصبح التعاطي لهذه المخدرات ظاهرة شائعة في معظم انتحاء العالم ولعل ذلك يشير بوضوح إلى الخلل في القيم والأنظمة الاجتماعية لتلك المجتمعات وعلى الرغم من أن خطورة مشكلة المخدرات تستهدف المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعييةإلا أن خطورتها الحقيقة تكمن في استهدافها لفئة الشباب بالذات مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ولقد أكدت معظم الدراسات والبحوث الميدانية والأكاديمية على أن تعاطي المخدرات هو نقطة البداية لكثير من الجرائم بل أنها تقود ضحيتها بالتأكيد إلى ارتكاب جريمة السرقة والاعتداء على الغير بهدف الحصول على ثمن تلك السموم وعلى الرغم من أن الانتشار في الوطن العربي لم يصل إلى حد الظاهرة المخيفة الذي وصلت إليه هذه المشكلة في مجتمعات كثيرة إلا أن الأجهزة الأمنية بادرت إلا مجابهة هذه الظاهرة إيمانا منها بأهمية الوقاية المبكرة تفادياً لما قد ينتج عنها من آثار تنعكس على المجتمع كله ولقد عملت مؤسسات المجتمع المدني بالتوازي مع الجهود الحكومية على إقامة مناشط علمية كثيرة في إطار مكافحة المخدرات وشملت هذه المناشط الحلقات العلمية وبرامج التدريب المتقدم في مجال مكافحة المخدرات إضافة إلى المحاضرات الثقافية ، والمشاركات العملية في الندوات والمؤتمرات التي تعقد لدراسة هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها ، وهي تحتفي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات قد تنبهت و أدركت حقيقة هذا الداء الوبيل وما يشكله من خطورة شديدة تنتهي بالفتك والتدمير بالمجتمعات مما يستلزم التحالف والتكاتف والعمل على التوعية حرصاً على المصير المشترك ، خصوصا في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية، وعصر السموات المفتوحة، التي بات فيها العالم قرية كونية صغيرة، تبرز ظاهرة تسويق المخدرات بين صفوف الشباب عبر شبكة الانترنت، والأفلام التي تبثها الفضائيات. هذه الأفلام والبرامج الآتية عبر الفضائيات غير قابلة للمراقبة، بسبب طرق البث السريع المتواصل والمباشر في آن واحد. وهذا ما يسمح بإباحة عرض كل شيء، حتى لو كان غير سليم. وهذا ما يدفع الشباب الذي يريد التمثل بالغرب وتقاليده إلى التوجه نحو "طريق الهاوية"، فالتجار والمروجون للمواد المخدرة على أنواعها، يعتمدون أسلوبا يرغبه الشباب، هذه الأمور الجاذبة عكست مشكلة جديدة، تتمثل في ازدياد عدد المتعاطين من الأعمار الصغيرة على المستوى المحلي والعالمي أيضا.. الشباب وعصر العولمة ولعل هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته, فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه. لذا فإن الجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي مع هذه العولمة وأدواتها, فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر, بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها. إن أجيالنا الشابّة تشكّل اليوم نسبة غالبة في الدول العربية من مجموع السكان, وتدل الإحصاءات في الدول كثيفة السكان على أنهم يمثلون ثلث السكان. أما في الدول العربية مرتفعة مستوى المعيشة, فإن هذه النسبة تزداد إلى أن تصل أحياناً إلى النصف نظراً لقلة وفيات الأطفال بها وارتفاع درجة الوقاية الصحية والغذاء. نحن إذن أمام عشرات من الملايين من الشباب يتوقون إلى الأداء السريع وإحراز النتائج الفعّالة. فأين نحن مما يجري حولنا ؟ وما هو حال شبابنا وحالنا معهم ؟ وماذا أعددنا لهم من أدوات تساعدهم على أخذ مواقعهم أسوة بشباب العالم في مضمار الرقيّ والحضارة ؟