بقلم: خولة عقيل - مدونة ديجيتال قطر

التكنولوجيا..تلك الكلمه كثيرة الحروف وكثيرة الاستخدامات والتي أضحت اليوم الشغل الشاغل للأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية، بل إن الأمر تجاوز هذا الحد بكثير حتى أصبحت التكنولوجيا هوساً لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع لايستطيعون الاستغناء عنها لا في سفر ولا مرض ولا تحت أي ظرف مهما كان حجمه.

ومع كل ذلك لايمكن أن يختلف اثنان إن لكل شئ مميزاته وسلبياته بل لكل شئ في هذه الحياه أفراد يتفقون معه ويحبونه وآخرون يكرهونه والتكنولوجيا هي من أحد هذه الأِشياء فبالرغم من عدد معجبيها الكبير إلا أن لها أعداء.

ولاأخفيكم أنني قرأتُ حادثة غريبة من نوعها منذ يومين في أحد الصحف حدثت في الصين تدور حول والد يشتكي من كثرة جلوس ابنه على الانترنت في المقاهي وكان الأب قد حذّر ابنه مراراً وتكراراً من هذه العادة بلا جدوى فما كان من الأب في نهاية المطاف الا أن جرّ الابن من المقهى وجرّده من جميع ملابسه وظل يجرّه على مرآى من الناس في شوارع المدينة، لذلك أحببتُ أن أناقش معكم في هذا الموضوع آثار التكنولوجيا السلبية وأثرها على العلاقات الاجتماعية وعن أولئك الذين يعتبرونها العدو اللدود .

فبالنسبة للكثيرين التكنولوجيا هي ذلك الشبح الذي يُطاردهم والذي يتمنون الهروب منه ولكن بلا جدوى، حيث تمثل التكنولوجيا بالنسبة لهم وبخاصة الهواتف النقاله كالآيفون والبلاك بري على سبيل المثال وسيلة إزعاج لامثيل لها فهي الملازم الأول لهم والذي لايفارقهم فنرى الشباب وهم الفئة العمرية الأكثر استخداماً و (ولعاً) بالتكنولوجيا لايُفارق هاتفهم النقال يديهم، فتكثر عتابات الأهل حول هذا الموضوع فترى الأم توبّخ هذا وتصرخ على ذاك طالبة منهم أن يدعوا الهاتف النقال وشأنه ولو لبعض الوقت، وقد لايُدرك الكثير من الأهالي أن التكنولوجيا أًصبحت إدماناً لأبنائهم أكثر من وسيله تؤدي غرض معيّن وخاصة مع اتساع نطاق الثروة التكنولوجية، وفي الجانب الآخر لايُدرك الأبناء أن التكنولوجيا أثّرت على علاقاتهم الاجتماعية بلا وعي منهم،حيث أنها على سبيل المثال قلّلت من مدة جلوسهم مع أهاليهم لانشغالهم الدائم بها، وحتى إن جلسوا معهم يكون جلوسهم جسداّ بلا روح، فتراهم يُحادثون أًصدقائهم حيناً ويكتبون تغريداتهم في التوتر حيناً آخر ويتصفحون أحد المواقع أو يقرؤون ما وصلهم من رسائل إلكترونية،. لذلك فإننا نرى البرود وقلة الترابط الأسري قد تسلل بوضوح الى أسرنا العربية فقل جلوس الأبناء مع أهاليهم وكثر انشغالهم بتكنولوجيا باتت هي المسيطره عليهم لاهم المسيطرون عليها، ومن جانب آخر فإن التكنولوجيا حرمت الكثيرين من تلك الحميمية والود المتبادل في الكثير من المناسبات الاجتماعيه،حيث بتنا نٌلاحظ مؤخراً منذ ظهور الهواتف النقاله وحتى اليوم كل التهاني تترجم الى كلمات تصل عبر شاشة الهاتف النقال، وليس كالسابق عندما كان يحرص الناس على تبادل التهاني بالصوت (الاتصالات الهاتفية)أو بالزيارات،فقد أَضحت مناسباتنا خاليه من تلك المشاعر ومن الكلمات العفوية الجياشه التي تخرج من أفواهنا في مكالماتنا الهاتفية في جميع المناسبات.

وقبل الختام هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها وهي كيف من الممكن أن نستخدم التكنولوجيا الاستخدام الأمثل بحيث لا تؤثر على علاقاتنا الاجتماعية؟

وكيف لللآباء أن يتحكموا في ادمان آبنائهم على استخدام التكنولوجيا؟ وماهي الطريقة المثلى لتوجيههم لتصبح التكنولوجيا صديقة للأهل أيضاً؟

شاركونا الحوار: digitalqatar.qa