نشرت شركة "إنفيسكو أسيت مانجميت ليمتد" المتخصصة في إدارة الأصول لصناديق الشركات والدول في 22/5/2011 دراسة جديدة بخصوص الصناديق السيادية في الخليج ذكرت فيها: "أن 6% من أصول الصناديق للثروات السيادية الخليجية تركز على الاستثمارات في مشاريع التنمية المحلية، في حين أن 88% من أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية يتم استثمارها عالميا لأغراض تنويع الاستثمارات و5% من أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية يتم استثمارها عالميا بهدف التأثير على التوجهات السياسية محليا أو خارجيا".
وتمثل صناديق الثروات السيادية العالمية حاليا 44% من تدفقات صناديق الثروات السيادية العالمية أي ما يقارب ترليون دولار".
فدول الخليج تستثمر 88% من أموالها عالميا أي في أوروبا وأمريكا خاصة حيث يشكل استثمارها حوالي 44% من صناديق الثروات السيادية العالمية وهو ما يعادل ترليون دولار كما ذكرت تلك الشركة. ويعتبر ذلك تقوية لحركة النظام الرأسمالي الغربي؛ حيث تتقوى به دول الغرب الاستعمارية خاصة وعلى رأسها أمريكا وأوروبا.
فيما لو أن هذه الأموال استثمرت في البلاد الإسلامية لإحداث ثورة صناعية وتكنولوجية فيها لأصبحت في مصاف الدول الصناعية الكبرى. فأموال المسلمين في بلاد الخليج تذهب سدى ولا يستفيدون منها، بل المستفيد الأكبر منها الدول الغربية الاستعمارية التي تحارب الإسلام والمسلمين، حيث يشتري المستثمرون الخليجيون سندات الخرينة الأمريكية بمئات المليارات ويشترون أسهماً بمئات المليارات من البنوك والشركات الأمريكية والأوروبية مما يمول عجلة الاقتصاد لهذه الدول الاستعمارية. فالسعودية لوحدها اشترت أكثر من 218 مليار دولار سندات خزينة أمريكية. وقد اشترت بمئات المليارات أسهما في الشركات الأمريكية وقد خسرت في هذه الشركات أثناء الأزمة المالية خسائر فادحة أرقامها خيالية.
وكان أمراء خليجين قد ساهموا في إنقاذ شركات وبنوك بريطانية عديدة منها بنك باركليز البريطاني بعشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لإنقاذه في عامي 2008 و 2009.
وهذا الترليون دولار الذي ذكرته شركة "إنفيسكو أسيت مانجمنت ليمتد" إذا أردنا أن نعدد أسهم البنوك والشركات الأمريكية التي اشتراها الخليجيون بهذا الرقم الكبير فإن القائمة لن تكفي هنا. وهذه القيمة الحقيقية لقيمة الأسهم وليست القيمة الإسمية أو قيمتها في السوق بل الرأسمالي الخليجي من أموال المسلمين الذي دفع للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبجانبها بريطانيا لدعم أسواقها واقتصادها تحت مسمى الاستثمار.
وكثير من هذه الأموال لا ترجع وتبقى هناك وإذا خسرت هذه الشركات أو أفلست كما حصل في كثير من البنوك والشركات الأمريكية تذهب هذه الأموال في مهب الريح. حيث ذكرت أرقام من مصادر غربية عند حدوث الأزمة المالية التي تفجرت عام 2008 تفيد بأن خسارة دول الخليج تصل إلى 2 ترليون دولار.
والأنظمة الخليجية وخاصة نظام آل سعود تخفي تلك الفضائح المدوية عن شعوب الأمة الإسلامية صاحبة هذه الأموال. وقد ذكرت الدراسة أن 5% من أصول الصناديق السيادية الخليجية لم تحسب قيمتها بالضبط ولكنها بعشرات المليارات من الدولارات تستثمر للتأثير في السياسات الخارجية والمحلية. ومن المعلوم أن دول الخليج تابعة لسياسات الدول الاستعمارية الغربية وخاصة البريطانية. فتكون هذه المليارات تنفق لصالح السياسة البريطانية.
بجانب أن أمريكا كثيرا ما ترغمها على دفع نفقات الحروب التي تشنها على البلاد الإسلامية مثل الحرب التي شنتها على العراق وكل حرب تشنها أمريكا ضد البلاد الإسلامية وتدّعي فيها أنها تريد أن تحارب الإرهاب وتحمي دول الخليج فتلزم دول الخليج بتمويل جزء هام من هذه الحرب الأمريكية القذرة.
وآخر مثال على ذلك الحرب التي تشنها الدول الغربية بقيادة الناتو في ليبيا تحت ذريعة نصرة أهل ليبيا فإن دول الخليج تشارك فيها وفي تمويلها. مع العلم أن نصرة أهل ليبيا ضد الطاغية القذافي الذي دعمه الغرب لأكثر من أربعين عاما وتخلى عنه عندما رأى ثورة الشعب ستقضي عليه وتقوض النفوذ الغربي هناك فقام الغرب بشن هذه الحرب لإنقاذ نفوذه، فإن نصرة أهل ليبيا كان يجب أن تقوم بها البلاد الإسلامية دون الدول الغربية وتمنع الدول الغربية أو دول الناتو من التدخل في ليبيا وأن تقوم وحدها بهذه المهمة بجانب الشعب الليبي وهي قادرة على ذلك وواجب شرعي عليها القيام بهذه النصرة ومنع دول الغرب من التدخل.
نقلت المقال بتصرف مني