بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الاسلام والمسلمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وقائد الغر المحجلين ،وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال ـ تعالى ـ: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".
أخوة التوحيد ، إن من مقاصد ديننا العظيم ، حفظ أعراض المسلمين من أن تنتهك بالباطل, وأن يخاض فيها بغير حق, ولقد بيَّن ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفة المسلم الحقيقي بقوله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". رواه مسلم
وحذَّر ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يتتبع عورات المسلمين, وتوعَّده بأَشدِّ الوعيد, فقال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه, لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته, ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته". (صحيح الجامع/7984)
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار". وقال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". )صحيح الجامع/1618(
أخوة التوحيد ، إن آفات اللسان كثيرة وعديدة , منها: الكذب, والغيبة, والنميمة, ورمي الآخرين بالنفاق تارة و بالخوارج تارة و بالعملاء تارة
و بالتكفيرين تارة وبما هم منه براء, والقول على الله بغير علم وغيرها.
وواحدة منها كفيلة بإهلاك العبد , وبأن تضيع آخرته , فكيف إذا اجتمعت كل هذه الصفات فى شخص واحد !
لهذا إنى ناصح أمين لكل من يطعن بالمجاهدين و يوالى أعداء الدين حذارى من الخسران العظيم عند الوقوف بين يدي رب العالمين
أخوة التوحيد ، ورفاق الدرب :
لقد قال عمر الفاروق - رضى الله عنه -: "عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء "
لهذا أخوة التوحيد
هاهو أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه
ينصحكم بذكر الله فإنه شفاء لكم
و يحذركم من ذكر الناس فإنه داء
وعن أبي هريرة أنه قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: "ذكرُكَ أخاك بما يكره". قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه". رواه مسلم
وسبب هذه الآفات اللسانية , هو تزكية العبد نفسه وحسن ظنِّه بها, وفي نفس الوقت سوء ظنِّه بالآخرين من عباد الله وهذه تؤدى إلى المهلكة .
إن المتتبع لحال أمة الإسلام اليوم يري ذل و خنوع لأعداء الدين
، فلقد أصبحنا لا نكاد نعرف العدو الخطير على أمتنا هل هم الكفار أعداء الدين من اليهود والنصارى ؟ أم هم علماء السلاطين ؟ الذين باعوا دينهم بثمن بخس و بدراهم معدودة ، و ارتموا فى أحضان الحكام و فى قصور السلاطين على موائد الطعام !
لكنى أصبر نفسى و أسليها
بقول الله عز و جل فى محكم التنزيل
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إياكم والظنَّ فإن الظن أكذب الحديث". متفق عليه
وكما قال بعض السلف: "المؤمنون عذّارون, والمنافقون عثّارون".
نعم أيها الأحباب ، نعم يا أنصار الجهاد ، هذا هو الفرق بين المؤمن والمنافق, المؤمن يلتمس الأعذار لإخوانه المجاهدين , ويحمل كلامهم وأفعالهم على أحسن المحامل و يحسن الظن فيهم وفى جهادهم, ويحب لهم ما يحب لنفسه.
أما المنافق فإنه يتلمس الزلات ويطلبها, بل إن رأى حسنة بذل جهده ليجعلها زلة أمام الناس, وذلك لأن نفسه دنِسة خبيثة , فيحسب كل الناس مثلَه خبثاء , ولا يحب لهم الخير ، و يعمل على تكبير أخطاء المجاهدين و تشويه صورتهم أمام العوام .
إن المجاهدين أخوة التوحيد .. ليس ملائكة منزلة من السماء هم بشر مثلنا يخطئون و يصيبون و أمرهم عند رب العالمين .
أخوة التوحيد قال ابن المبارك من اعتاصت عليه مسألة ، فليسأل أهل الثغور عنها ، لقوله تعالى لنهدينهم سبلنا) .
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله تعالى قال: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب". رواه البخاري
فكيف تسول هذه النفس الأمارة بالسوء لصاحبها أن يقع في أولياء الله من المجاهدين و الموحدين , فيكون محارباً لله ولدين الله ؟!
وقد نصّ أهل العلم على أن لحوم المجاهدين ليست كلحوم باقي المسلمين, بل هي قاتلة لمن أكلها و مرةْ على من تذوقها .
قال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ: "كفى بالمرء شراً أن لا يكون صالحاً, وهو يقع في الصالحين".
إن غيبة المجاهدين ليس كغيبة العامة من الناس ,لأن المجاهدين لهم الفضل الكبير بعد الله فى الدفاع عن حياض المسلمين , و لأن غيبة المجاهدين و الطعن فى أعراضهم تؤدى إلى احتقارهم من أعين الناس و تصغيرهم ، فعندما تطعن فى المجاهدين تطعن فى جهادهم و فى أعراضهم و فى دينهم ! , وبالتَّالي هذا يؤدي إِلى احتقار ما يقومون به من جهاد , وحينئذ يضيع الجهاد بسبب غيبة المجاهدين , و يلجأ الناس إلى الأنظمة الطاغوتية التى باتت تعبد من دون الله "
رحم الله أحد التابعين حين قال :
(إذا أردت أن تعرف مقامك فأنظر إلى الحق أينما أقامك )
فطوبي لمن اقامه الله بالجهاد فى سبيل الله
و طوبى لمن ذب عن أعراض المجاهدين
فى ظهر الغيب .
و من هنا أقول ..
لا يحب المجاهدين إلا مؤمن
ولا يبغضهم إلا جاهل معذور بجهله
أو منافق معلوم النفاق
أو كافر لا يشك فى كفره
أو رجل دين (عالم سلاطين ) وضع قلة الدين تحت عباءة الدين
إذا أحب أحبْ لهواه
وإذا أبغض لهواه
لهذا أخوة التوحيد
محبة المجاهدين إيمان و دين فيه لا نلين و عبادة نتقرب فيها إلى الله
ولئن سئلنا أمام الله لن ننقص مما قلنا حرف واحد .
و لكن ..
للأسف ... تجد بعض الناس يجلس في مجلسه ويأخذ يُجرّح و ينهش لحوم المجاهدين و العلماء الصادقين .
فلا هو بالذي قام يجاهد فى سبيل الله و لا قام يَعمل لهذا الدين ، ولا هو بالذي كفّ لسانه السليط عن الطعن في المجاهدين و العلماء الصادقين فى سجون الطواغيت !
والأخطَر من هذا إذا سئلته عن الدليل على ما يقول ؟ تجد الجواب أنت لا تسمع أخبار العربية و الحرة ولا الجزيرة !
سبحان الله
تكون مصادر التلقّي عنده هى تلك الوسائل المرئية و السمعية العميلة التي يُراد منها ومن إنشائها تشويه صورة المجاهدين و نشر السموم بين عوام المسلمين !
وذلك الطاعن في المجاهدين بجهل ، يقف في صف أعداء الأمة و هو ربما لا يدرى !
فهو بطعنه وتجريحه بالمجاهدين يخدم مصالح أعداء الدين من اليهود و الصليبين
وهو لم يَلتمس عُذر لإخوانه الذين صدوا بصدورهم و أجسادهم الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ، فضلا عن أن يلتمس سبعين عُذرا ! والله المستعان .
فلا يجوزلقاعد جبان أن يَطعن في إخوان له وَقَفُوا في وجه أعداء الأمة ، سواء في مشارق الأرض أو في مغاربها .
روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .
وقد جاء في السنة الصحيحة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن معاداة أولياء الله و توعد من يعادي أولياء الله بالحرب عليهم ما داموا يعادون أولياء الله , فكيف بالمجاهدين الذين فضلهم الله على هذه الأمة الذى لا يحصي قدرهم إلا الله جل فى علاه ؟!
وأخيراً أقول:
ماذا يعني الطعن في المجاهدين و قادة الجهاد ؟
ألا يعني ذلك هلاك الأمة بأكملها من المشرق إلى المغرب ؟ ألا يعني ذلك هدم الجهاد من أساسه المتين ؟ أليس هذا ما يريده أعداء الله من الصليبين و اليهود والروافض وغيرهم من أعداء الدين ؟ أليس هذا ما يريده أعداء الأمة من الكفار والمنافقين و المرجئة ؟ فإنه إذا ذهب المجاهدين عطل الجهاد , وإذا ذهب المجاهدين تصدر الرويبضة و المرجئة مكانة المجاهدين , وإذا تصدر الجهال و المرجئة و الرويبضة ساد الجهل و ساد الذل و الهوان لأمة الإسلام , وإذا ساد الجهل و الذل و الهوان و هلكت أمة الإسلام.
و كتبه
ميسرة بن الخطاب