أعلنت هيئة السوق المالية أنه سيتم إدراج أسهم المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في سوق الأسهم اعتبارا من غد الاثنين الخامس عشر من مايو (أيار) الجاري، على أن يتم ذلك في قطاع الخدمات. وأفادت الهيئة أنه يستمر تداول سهم المجموعة بدون توقف حتى نهاية الفترة المسائية، وذلك خلال الفترة من يوم غد وحتى نهاية التداول المسائي ليوم الأربعاء المقبل، علما أن إدخال الأوامر وصيانتها سيبدأ كالمعتاد في الساعة الثامنة صباحاً، وستبقى مواعيد التداول لباقي الشركات المدرجة دون تغيير.
من جهته أعرب الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، أن المجموعة تدخل مرحلة تاريخية جديدة من إطلاق تداول سهمها في السوق السعودية. وقال إن هذه المرحلة تفرض تحديات جديدة على العاملين في المجموعة لزيادة كفاءة التشغيل وتعظيم الأرباح لمكافأة المستثمرين الذين وضعوا ثقتهم في المجموعة.

وحول الرسالة التي يوجهها للعاملين في المجموعة، تابع الأمير فيصل: «أتمنى أن يكثف العاملون في المجموعة جهدهم لتدعيم الأساسيات التي يقوم عليها عمل المجموعة، وبما أن سهم المجموعة سوف يتم تداوله، أرجو ألاّ ينشغلوا بالتقلبات السعرية، لأن أسعار الأسهم عادة تؤثر عليها عوامل عديدة ليس لها علاقة غالباً بالنواحي التشغيلية الأساسية لعملها، ففي أسواق الأسهم قد تكون هناك شركات ليس لها أرباح تشغيلية حقيقية، ومع ذلك تجد سهمها بأسعار عالية ومكررات أرباح مرتفعة».

وحول أداء السهم توقع الأمير فيصل أن يكون للسهم أداء جيد نظراً لأن السهم طرح بعلاوة إصدار معقولة جداً مقارنة بالأطروحات الأولية السابقة، وهذا يجعل من سهم المجموعة (سهماً استثمارياً). وقال إن المجموعة سوف تستمر في تنفيذ خطط وتوجهات مجلس الإدارة بالذات ما يتعلق بالتوسع في نشاطات المجموعة في العالم العربي والدخول في تحالفات استراتيجية، وطرح منتجات جديدة.

وقال الأمير فيصل إن صناعة النشر في العالم العربي ما زالت وليدة وواعدة بالكثير من الفرص الاستثمارية وستكون من القطاعات المستفيدة من ثورة النمو الذي سوف تشهده اقتصادات المنطقة، إذ من المتوقع ارتفاع حجم الطلب على الخدمات الإعلامية على اختلاف أشكالها. وبهذه الخطوة، يبدأ المتعاملون في سوق الأسهم السعودية (مواطنون ومقيمون) غدا تداول سهم المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، الذي يعتبر أول سهم في قطاع الإعلام يدخل أسواق المال في العالم العربي.

وسيتداول المتعاملون 24 مليون سهم، تمثل 30 في المائة من رأسمال المجموعة البالغ 800 مليون ريال، حيث اكتتب المواطنون في هذه الحصة بسعر 46 ريالا للسهم الواحد (عشرة ريالات للسهم و36 ريالا علاوة إصدار)، وكان أول طرح أولي مجزأ تشهده السوق السعودية.

وتخطى عدد المكتتبين في المجموعة الذي تم في الثامن من نيسان (أبريل) الماضي، 1.6 مليون مكتتب، «وفي هذا دلالة واضحة تعكس الاهتمام الكبير بأسهم المجموعة». وتم تخصيص الأسهم، بحيث حصل المكتتب الفرد على 15 سهما، في حين بلغت أعلى حصة للمكتتب بـ20 فردا 287 سهما.

المعلوم أن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق حققت للربع الأول من العام الحالي، أرباحا صافية بلغت 61.1 مليون ريال مقارنة بمبلغ 27.8 مليون ريال للفترة ذاتها من عام 2005، محققة بذلك نسبة نمو بلغت 120 في المائة في صافي الربح. كما أظهرت النتائج نموا في المبيعات بنسبة تزيد على 15 في المائة للربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2005.

في هذه الأثناء، أوضح علي الجعفري، رئيس مركز المؤشر للاستشارات المالية لـ«الشرق الأوسط»: «أن الوقت الحالي يعد مناسبا لإدراج أسهم شركات مثل المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وأن أسعار السوق بشكل عام وصلت لمستويات مغرية للشراء ما يبشر ببدء مرحلة تعاف خصوصا لأسعار الشركات الرابحة».

وأضاف الجعفري لـ«الشرق الأوسط» أن سعر السوق الحالية لا تعكس قوة الاقتصاد السعودي، ولا مستوى ربحية الشركات، ما يعني أن السوق وبعد «الانهيار» الذي هبط بأسعارها لمستويات متدنية جدا، أصبحت لمرحلة صعود خصوصا مع دخول عدد من المستثمرين لشراء بعض الأسهم القيادية وذات الربحية الجيدة. وقال إن تعيين الدكتور عبد الرحمن التويجري، رئيسا جديدا لهيئة سوق المال يعزز الثقة نظرا للخلفية الاقتصادية القوية للرئيس الجديد ما يدفع المستثمرين للثقة بمستقبل هذه السوق.من جانبه قال محمد الضحيان، مدير عام مركز الضحيان للاستشارات المالية أن الوقت الحالي يعد مناسبا لدخول سهم شركة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق للسوق وإدراجه ضمن قوائم السوق، موضحا أن مكرر ربحية الشركة لسعر الاكتتاب البالغ 46 ريالا للسهم يعتبر مغريا للشراء وسط مكرر ربحية تقارب متوسط مكرر ربحية السوق بشكل عام في الوقت الراهن.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: بالرغم من انه من المبكر الحديث عن استقرار السوق أو انتهاء موجة الهبوط، فإنه من المرجح ان تستقر السوق قريبا وليس مستبعدا أن تسجل السوق ارتفاعا.

وأشار الضحيان أن من الصعب التنبؤ بمستقبل السوق في الوقت الحالي وسط سيادة العوامل النفسية على حركة أسعار الأسهم، وأن كبار المضاربين يقودون حالة عدم الاستقرار التي تمر بها حاليا.

الشرق الأوسط 14-5-2006