الحياة تدب من جديد في شرايين الأسهم القطرية .!
بورصة الدوحة تقتفي أثر الارتفاعات في السعودية والإمارات
15/05/2006 الدوحة - القبس:
التقطت بورصة الدوحة في مستهل تعاملات الأسبوع خلال جلسة أمس أنفاسها بعد أن حبستها ومعها المستثمرون والمتعاملون بالأسهم طيلة الأشهر القليلة الفائتة.
في السابق، كانت أعين المستثمرين مشدودة الى الشاشات الالكترونية في السوق المالي، تتابع الانخفاضات المستمرة، الى أن جاءت جلسة تداول أمس، حيث تحول اتجاه مقصورة التداول 180 درجة، ليحلق بأعين المستثمرين نحو الارتفاع عوضا عن الانخفاض الذي أرهقهم وسبب لهم الكثير من العناء من جراء الخسائر التي تكبدوها.
وارتسمت البسمة على شفاه الكثير من المستثمرين الذين استبشروا خيرا بالتحول الايجابي الذي بدأت تشهده بورصة الدوحة، فملأت السعادة الغامرة أروقة وردهات مبنى البورصة وغيرت نفسيات المستثمرين والمتعاملين بالأسهم.
ولوحظ قيام العديد من المستثمرين بمصافحة بعضهم البعض مهنئين بهذا الارتفاع الذي طال انتظاره كثيرا.
وقال مدير احدى شركات الوساطة المالية القطرية ان بورصة الدوحة تأثرت نفسيا بالارتفاعات القياسية التي تسجلها الأسهم السعودية والاماراتية منذ مطلع الأسبوع الجاري.
عندما قرع الجرس أمس ايذانا ببدء جلسة التداولات، كانت مؤشرات جميع الأسهم تتخذ من اتجاهات الارتفاع مواقع لها، فانطلقت بوتيرة متسارعة لتحلق عاليا بالأسهم وبمعنويات المستثمرين الذين وجدوا أنفسهم غير مصدقين لما يشاهدونه بعد أن بدأ اليأس والاحباط يتسلل الى نفوسهم من جراء الانخفاضات الطويلة التي تسجلها بورصة الدوحة.
كافة أسهم الشركات ال 33 المطروحة للتداول في بورصة الدوحة أقفلت على ارتفاع، بل ان بعضها أغلق على النطاق المسموح به للارتفاع اليومي للأسعار البالغ 5 في المائة، في حين كانت حصيلة المكاسب التي جناها مؤشر الأسهم في نهاية جلسة التداول 386.6 نقطة تمثل ما نسبته 4.79 في المائة مقتربا كثيرا من النطاق المسموح للارتفاع اليومي.
قال مستثمر الأسهم القطري عبد الرحمن المفتاح ان ما شهده سوق الدوحة المالي اليوم (أمس) يبشر بالخير، وهو أمر طبيعي لأن الانخفاض الذي سجله السوق خلال الفترة الماضية لم يكن طبيعيا، لذلك سيبدأ السوق المالي الآن أداء متميزا، خاصة أن الاقتصاد الوطني يشهد انتعاشا وطفرة كبيرة، وبالتالي، فان السوق المالي يجب أن يتواكب مع الأداء المتميز للاقتصاد.
وقال مستثمر بينما كان منهمكا في متابعة تحولات الأسهم وكانت تبدو على ملامحه سعادة غامرة 'الخسائر التي تكبدناها في السابق تتحول الآن الى أرباح'.
وقادت شركات الخدمات تعاملات بورصة الدوحة أمس حيث استحوذت على أكثر من 117 مليون ريال من القيمة الاجمالية للتعاملات التي بلغت 254.7 مليون ريال، في حين حلت شركات البنوك في المرتبة الثانية باستقطابه تعاملات قيمتها 99.4 مليون ريال.
قال المستثمر صالح الشملان وهو مستثمر في بورصة الدوحة ان الأسهم القطرية مهما تعرضت لانخفاض، فانها تبقى متمتعة بجاذبية كبيرة وتبقى ملاذا ووعاء استثماريا آمنا ومجديا للمستثمرين القطريين وغير القطريين، لأن الاقتصاد القطري قوي ومتين، والشركات المساهمة الوطنية تتميز بأداء قوي، حيث أن كافة الشركات حققت أرباحا كبيرة خلال العام الفائت، وخلال الربع الأول من العام الجاري.
وعبر الشملان عن أمله في أن يكون تحسن بورصة الدوحة خلال تعاملات أمس بداية تحسن كبير قادم للأسهم القطرية، لأن ما واجهته هذه الأسهم في الفترة السابقة لم يكن طبيعيا، بل كان قاسيا جدا بحق المستثمرين وبحق تاريخ بورصة الدوحة.
وأوضح ان استمرار انتعاش الاقتصاد الوطني والنمو الاقتصادي انعكس على أرباح الشركات ويجب أن ينعكس بشكل مستمر بالتالي على أداء الأسهم.
وقال مستثمر آخر يدعى يوسف الفريدوني ان عودة الاسهم القطرية الى الارتفاع انعشت نفسيات كثير من المستثمرين واعادت اليهم الثقة التي كانوا فقدوها في بورصة الدوحة خلال الفترة السابقة.
وكان الفريدوني سعيدا بعودة السوق المالي الى الارتفاع، وقال 'لقد دبت الحياة من جديد في شرايين بورصة الدوحة، لقد عادت الاسهم الى تألقها وبريقها السابق، نأمل ان تستمر هذه الحالة الجديدة'.
|
رد مع اقتباس
