وحكمة إخفائها ليجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العشر،
كما أخفيت ساعة الجمعة من يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم،
ويستحب للمسلم أن أن يكثر فيها من الدعاء،
لأن الدعاء فيها مستجاب، ويدعو بما ورد عن عائشة رضي الله عنها
قالت: يا رسول الله، إن وافقتها فبم أدعو؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" رواه أحمد وابن ماجة
فيا أيها المسلمون: اجتهدوا في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء
والاستغفار والأعمال الصالحة فإنها فرصة العمر،
والفرص لا تدوم فإن الله سبحانه أخبر أنها خير من ألف شهر،
وألف شهر تزيد على ثمانين عاما، وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان
كله في طاعة الله، فليلة واحدة وهي ليلة القدر خير منه،
وهذا فضل عظيم، وهذه الليلة في رمضان قطعا وفي العشر الأخير
منه آكد، وإذا اجتهد المسلم في كل ليالي رمضان
فقد صادف ليلة القدر قطعا ورُجي له الحصول على خيرها.
فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله،
فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة، واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها،
فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة
ويبقى محملا بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم.
أيها العاصي تب إلى ربك واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة،
ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تُضاعف فيها الحسنات وتُمحى
فيها السيئات فخُذ لنفسك بأسباب النجاة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.