عزوف عن مغاسل السيارات بسبب ارتفاع الأسعار
مراكز خدمة تتراجع وتعود للتعامل بالأسعار القديمة
مواطنون: شركات التنظيف بالمولات تقينا استغلال المغاسل
ارتفاع بأسعار الزيوت وإطارات السيارات بعد زيادة الرواتب
أصحاب مغاسل: ارتفاع أسعار مستلزمات التنظيف وراء الزيادة
كتب - أحمد سعيد:
اشتكى عدد من المواطنين والمقيمين من الارتفاع المفاجئ لأسعار غسيل السيارات في بعض المراكز .. مرجعين السبب في هذا الارتفاع إلى زيادة رواتب الموظفين.. الراية رصدت بعض مراكز غسيل السيارات ومحطات البترول والتي يكون الضغط عليها أكبر لاحتوائها على أماكن لتبديل الزيوت والإطارات، إضافة إلى الغسيل الآلي واليدوي للسيارات، حيث لاحظنا ارتفاعاً في أسعار غسيل السيارات الصالون من 25 ريالاً إلى 45 ريالاً وسيارات الدفع الرباعي من 35 إلى 50 ريالاً للغسيل الكامل في بعض المراكز، كما رصدنا تفاوتاً في الأسعار بين مركز وآخر ومغلسة وأخرى.
وقد عزف كثيرون عن الذهاب للمغاسل بعد زيادة الأسعار، حيث خوت بعض المغاسل من الزبائن، كما لاحظنا وجود تنبيهات في بعض المحلات على أن الأسعار ثابتة ولم تتغير واضعين لافتات تحمل الأسعار القديمة، لكنها كانت هي الأخرى خاوية من أي زبائن، كما ارتفعت أسعار تبديل الزيوت بشكل كبير، وطالب البعض الجهات المعنية بسرعة التدخل العاجل لحل مشكلة ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المفاجئ.
وعزا عدد من أصحاب مغاسل السيارات والعاملين بها الزيادة في الأسعار إلى ارتفاع أسعار بعض مستلزمات التنظيف خاصة المشتقة من البترول، واشتكى البعض منهم من أن هناك بعض شركات تنظيف التي تتبع بعض المولات والمراكز التجارية ينشط فيها عدد من العمال لتنظيف السيارات وهو ما يضر بمصالح العديد من المغاسل لأنهم يتقاضون 10 ريالات أو 15 ريالاً مقابل تنظيف السيارة، وهو ما قلل من أعداد الزبائن المترددين على المغاسل، وجعلنا نفقد جزاءً كبيراً من دخلنا.
في البداية قال المواطن أحمد الشيب: إن أسعار غسل السيارات ارتفع منذ عدة أشهر، حيث إن هناك مغاسل كانت في السابق تأخذ 20 ريالاً أجرة غسل السيارة وارتفعت الأسعار في ذات المغاسل إلى 25 ريالاً إلى أن وصلت أسعار غسل السيارات الآن إلى 30 ريالاً .. أما بخصوص المراكز المختصة والتي تشتمل على عمل صيانة كاملة وتبديل فلاتر وزيوت فقد ارتفعت بشكل غير طبيعي وبعضها وصل إلى أنه زاد في أجرته إلى النصف تقريبا .. فهل هذا مرتبط بزيادة المرتبات؟ .. وبخصوص ارتفاع أسعار تبديل الزيوت، قال الشيب إن زيادة طرأت على الزيوت قبل يومين، حيث كان سعر عبوة الزيت 4 لترات لسيارته 48 ريالاً وقبل يومين زاد ليصبح 56 ريالاً .. كما اشتكى من ارتفاع أسعار الإطارات، حيث قال: إن الإطار الذي كان يشتريه بـ 650 ريالاً ارتفع سعره ليصل إلى أكثر من 800 ريال ريال .. وقال: إنه شاهد نفس الإطار في إحدى دول الجوار بما يعادل 600 ريال فقط .. فلماذا هذا الاختلاف الكبير والتفاوت في الأسعار؟.
وأوضح سعد المنصوري أن الزيادة الأخيرة في أسعار مغاسل السيارات ستدفع المواطنين والمقيمين إلى الابتعاد عن المغاسل واللجوء إلى غسل السيارات في المنزل أو تلميعها في المواقف وهو ما يراه أمراً إيجابياً .. فلا بد أن يتخذ الجميع موقفاً من هذه الزيادة وأنا عن نفسي أوكل مهمة غسل السيارة لـ «الدريول» في حوش المنزل وأعطيه 15 ريالاً فقط، ويكون سعيداً بها فهي دخل إضافي له من خلال بقية سيارات أفراد الأسرة رغم أنه ينظفها من الداخل والخارج وبالصابون والملمعات وتكون النتيجة أفضل من المغاسل المتخصصة. وأضاف: من المواقف المضحكة التي حدثت معي أثناء غسيل سيارتي بإحدى المغاسل منذ فترة أتيت للمغسلة يوماً ما وفوجئت بزيادة السعر المعتاد 10 ريالات بحجة أن السيارة متسخة كثيراً وعليها آثار الأمطار وعلمت من العامل أن السعر يقل إذا كانت السيارة غير متسخة بشكل كبير وأن السعر يتحدّد بناء على درجة نظافة السيارة وهذا كلام غير مقبول .. ودعا الجهات المعنية إلى تكثيف حملاتها ومحاسبة المتلاعبين بالأسعار بإنزال أشد العقوبات عليهم مطالباً الجهات المختصة بتوحيد الأسعار لكي لا نكون صيداً سهلا لهؤلاء المستغلين.
من جهته أكد هيثم محمود وجود تلاعب في الأسعار تجاوز حد المعقول .. مشيراً إلى أن هناك استهتاراً من قبل أصحاب المغاسل بدور الجهات الرقابية، حيث يبالغون في أسعارهم، ما أسفر عن جشع بعض العاملين في تلك المراكز ورفع متعمد للأسعار في أغلب مغاسل السيارات بالدوحة والتي تدار من قبل العمالة الوافدة والتي تهدف إلى جمع المال بشتى الطرق.
وأضاف: أنا لا أقوم بغسيل سيارتي في المغاسل منذ فترة بسبب عمليات الغش التي تحدث من بعض المغاسل، مؤكداً أن أفضل وسيلة وجدتها للقضاء على ظاهرة غلاء الأسعار هو غسيل سيارتي بنفسي وأنا مرتاح من هذا الوضع .. مطالباً الجهات المختصة بحل هذه القضية في أسرع وقت.
من جانبه رأى أحد المسؤولين بأحد مراكز خدمات السيارات أن مراكز تقديم خدمات السيارات تتميز بالحداثة والخدمات الممتازة وتعد نموذجاً للنهضة التي تشهدها قطر من جميع الجوانب، لافتاً إلى وجود بعض المحطات البدائية التي لا تتماشى مع ما وصلت إليه قطر من تقدم من حيث المظهر والخدمة المقدمة فيها حيث تعتمد على تعبئة السيارات بماكينات قديمة فقط دون تقديم أي خدمات، إضافة إلى عدم توحيد الزي وضيق طريق دخول وخروج السيارات منها. ونوه إلى ضرورة وضع لوائح وقوانين وشروط لإدارة تلك المحلات ومطالبتها بمستوى المراكز الحديثة في قطر لافتاً إلى تكدس المحطات بالسيارات للغسيل خاصة نهاية الأسبوع، وعامل الوقت يمثل أهمية كبيرة اليوم ولذلك يذهب العميل إلى تلك المحلات ويترك سيارته ثم يعود إليها بعد الانتهاء من تنظيفها نظراً لصعوبة الانتظار بسبب كثرة الأعداد بتلك المحلات.
وعن الأسعار قال: إن السعر متقارب والفارق لا يتعدى 5 ريالات بين تلك المراكز ومحلات تنظيف السيارات وإذا ما قيست بالارتفاعات المتتالية في جميع السلع والكماليات، فإنها مناسبة لأن غسيل السيارة الجاك كان منذ سنتين حوالي 40 ريالاً أما الآن وصل إلى 50 ريالاً وهي مناسبة، والغسيل العادي 30 ريالاً وكان قبل ذلك 25 ريالاً .. أما بالنسبة لتغيير الزيت والفلاتر فتخضع الأسعار إلى تغير سعر المنتج نفسه وحسب موديل كل سيارة.
وعن وجود تفاوت في الأسعار بين بعض المراكز والمحلات قال إن البعض يستغل الظروف وخصوصاً بعد زيادات المرتبات الفترة الأخيرة .. مشدّداً على ضرورة وجود عمالة مدربة وذات خبرة وكفاءة وحاملة لشهادات في مجال عملها، لأن كل سيارة تختلف عن الأخرى حسب الموديل والنوع. وطالب بأن تتنافس هذه المراكز في تقديم عروض خاصة لجذب الزبائن بتقديم حوافز كإعطاء كوبونات أو تغيير زيت مرة مجاناً مؤكداً أن هذه الطريقة عملية تسويقية ناجحة تنتهجها الدول المتقدمة.
|
رد مع اقتباس
