بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركآته
كلنا نخطئ,المهم أن نتعلمَ من أخطائنا,ألم يعلمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم,أن كل ابن آدمَ خطّاء ,وخير الخطائين التوابون,المهم أن نستفيدَ من الخطأ الذي وقعنا فيه,وأن نجعل هذا الخطأ محطةَ توقف ، نتأمل فيها أنفسنا,ونحاول أن نكتشف عيوبنا
، ونعزم على أن نصحح مسارنا,فليس العيب أن نخطئ,ولكن العيب أن نصر على الخطأ ونكرره،ونعيده مرات متوالية,وأكبر من هذا العيب ,أن نكابر فلا نقبل نصيحة ناصح,وأن نعترف بالخطأ بكل هدوء,فنعتذر منه,إذا كان في حق إنسان,ونتوب منه ,إذا كان
في حق الله سبحانه, إن الإنسان الذي لايعمل,هو الذي لا يخطئ أبداً,أما الإنسان الذي يعمل، فالمتوقع منه أن يقع في سلسلة أخطاء,غير أنه في كل مرة يحاول أن يصوّب الخطأ الذي وقع فيه,وبهذا فهو في كل مرة يتعلم شيئا جديدا,وهناك صنف متميز
أعلى درجة من هؤلاء,أولئك الذين يشكرونَ من ينبههم إلى الخطأ الذى يقعون فيه,فيفرحون بذلك كما يفرح الناس بالهدية عندما تقدم إليهم,ويحبون الناصحين ربما اشد مما يحبون أهاليهم,ولله در عمر الفاروق رضي الله عنه وهو يقول(رحم الله من أهدى إليّ
عيوبي)لله درك يا عمر,وكم فينا مثل عمر اليوم ,وأكثرنا ,من لا يحبون الناصحين,إن الخطأ يقع من الإنسان العاقل الذي يفقه في الدين,ويكون سبباً في علو درجته عند ربه,ونصب عينيه،ليكون عامل نحو مزيد من الإقبال على الله على بصيرة,ولذا قيل,رب
ذنب أدخل صاحبه الجنة,ورب طاعة قادت صاحبها إلى النار,فالأول ,انتفع بخطئه ,واستفاد من عثرته,والثاني,اغتر بطاعته ,وأعجب بها ,ونظر إلى غيره باحتقار,وما أحوجنا إلى التوبة فهي النعمة الجليلة التي أنعم الله بها علينا لمراجعة الحساب،
وتدارك ما فات،والتوبة ليس مجرد كلمات تقال، وألفاظ تردد فحسب، بل لا بد أن يصدق ذلك عمل وفعل,بصدق النية والإخلاص ,والإقلاع عن المعاصي والذنوب كبيرة كانت أم صغيرة ,و العزم على عدم العودة إليها والاستعانة على ذلك
بالله ,والندم على ما فات والذل لله والاعتراف بالخطأ والذنب ,ورد الحقوق والمظالم,والإسراع والمبادرة بالعمل الصالح,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها)وأهم شيء أن لا نؤخر التوبة فلنبادر بالتوبة ولا نسوف فلا
ندري إن كنا نستطيع التوبة بعد هذا ,فربما تنقضي الأيام، وتنقطع الأنفاس، ويسيطر الذنب على الشخص فيبتعد ويطبع الله على القلب فلا يجد القبيح قبيحا ولا يتلذذ بطاعة ,فلنبادر بالتوبة ما دمنا قادرين على ذلك,ولا نغتر بستر الله علينا ونعمه علينا فذاك
استدراج ,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ,ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم
مبلسون) قال الله تعالى( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ,إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وأن يغفر لنا ذنوبنا و يكفّر عنا سيئاتنا
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ،وأن ينفعنا بما علمنا,
وأن يرضى عنا ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويسترنا ،ويتجاوز عنا .
|
رد مع اقتباس
[/url]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحال مايساعد
