صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 59

الموضوع: مختارات..من مقدمة ابن خلدون:التجارة من السلطان مضرة بالرعايا

  1. #11
    عضو نشط جداً الصورة الرمزية مريومة
    رقم العضوية
    35826
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,283
    من الجميل استعراض تراثنا العلمي القيم والذي لا يزال يدرس في الغرب

    وقراءته واستخلاص العبر والدروس بمايتناسب مع عصرنا

    جزاك الله خير .. الا اني

    ادعوك للتطرق الى كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وقراءته

    لما فيه من افادة وقيمة حقيقية

    والله المستعان
    " أَلًأٌ وٌأِنً لِڳِلِ مَلٌڳُ حًمُى ، أَلٌأُ وٌأَنً حًمًى أُلِلًهً مّحٌأِرٌمٌهً "

  2. #12
    عضو مميز
    رقم العضوية
    25842
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    قطر فديت ترابها
    المشاركات
    6,547


    وكأن ابن خلدون استشرف المستقبل .. وهو واقع يعانية المواطن العربي في عصرنا !!


    وحذر من الزواج الباطل بين السلطة والمال فمن يملك المال يملك الدولة .. فمن النادر وقد يكون من ضروب المستحيل
    أن نرى أي مسؤول أو وزير في عالمنا العربي لا يكون رجل أعمال !!

    فهم من تسن لهم القوانين الخاصة لحماية مصالحهم وإن كانت على حساب الفئة الأكبر من المجتمع ..

    وهذا ما نراه
    في عالمنا العربي بكل اسف فصناع القرار هم من يحتكرون الثروة ..

    مما يشيع في الدولة الفساد .. الناجم عن
    " إكراميات " لهذا الوزير .. او ذاك المسؤول لتمرير صفقة ما .. او سن مشروع مفصل على مقاس صاحب المال ..

    واستشهد بمقولة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه " تجارة الولاة مفسدة، وللرعية مهلكة.


    زبدة الهرج لا يستوي الجمع بين الحكم والتجارة ابداً .

  3. #13
    عضو مؤسس الصورة الرمزية (الفيصل)
    رقم العضوية
    12220
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    ارض الله الواسعه
    المشاركات
    15,322
    افضى هذا الرجل إلى ماقدم
    فهو الآن بين يدي ربه العادل الرحمن الرحيم

    وبلاشك اننا -نحن أهل الدنيا- قد خلدناه بتاريخنا
    وكم أعجبتني مقولاته واطروحاته في الحق والباطل والقانون والكذب والبرهان والشك .... والإسترسال والتحليق في كل ذلك بطريقة تشعرك بأنك (ضعيف) أمام عقله وفكره!! .

    بالفعل كان عقل جبار ، والله القوي الجبار ، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويتجاوز عنه .

    وكل الشكر لك (ياقاموس المنتدى ) أخي عابر ، أنك ذكرتنا بما قد نسينا .
    اللهم أسئلك بأن لاتؤاخذني بمايقولون ، وأن تغفر لي عن مالايعلمون ، وأن تجعلني خيراً مما يظنون .
    قد سُئل الإمام أحمد : إلى متى تكتب العلم؟
    فقال: لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تُكتب بعد.

    (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
    استشارات قانونية (مجانية)
    سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

  4. #14
    Banned
    رقم العضوية
    26983
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,553


    بدأت باثارة نقطه مهمه غابت عن الجميع . وكأن هذا العالم الجليل يعيش الان بيننا .. ومطلع لكل بواطن وخفايا الامور ..
    فان ما تكلم عنه في هذا الموضوع بالذات مهم ومهم جدا ربما لم ينتبه اليه احد .. وازيد على ذلك فان اشتغال السلطان بالتجارة هو اهماله للرعية , وتقاعسه عن القيام بواجبات وامور كثيرة .. فما بالك لو شارك السلطان حاشيته بهذا الامر .. واستأثروا بكل شئ لصالحهم .. وهذا ما يحصل اليوم في كثير من البلدان العربية .. ...


    ( ان لا يحترف صنعة فينافس فيه العامه ولا يتاجر فيفرح لغلاء الاسعار )

    كيف استخرجت مثل هذه العبارات والدرر المطموره في بطون الكتب وربما انتبه اليها الغرب وجعلوها قانونا ونحن غابت عنا ..

    ان اشتغال الناس بالتجارة هو تحريك وتنشيط للبلد ولا ينتج عنه فروقات بين طبقات المجتمع .. فيكون توزيع المال بين شريحة كبيرة , ولا يقتصر على فئة معينه دون غيرها .. فيبتعدوا عن الامور السياسيه والادارية وبالتالي عدم اثارة غضب وحنق الكثير من الناس الى ولاة امورهم فتكون قنبلة موقوته تنفجر في اية لحظه كما حدث في دوله عربية ..

    لان امور السياسيه والادارية هي المفروض ان تكون منوطة ومقتصرة بالسلطان ومن حوله .. فاشتغالهم بالتجارة وامور اخرىسيبعدهم تدريجيا عن الابداع في امور اخرى اكثر اهمية ..

    خلاصة ما قرأت ان هذا الكتاب الذي قدمته هو كنز لابد من الاستفادة من محتوياته واخراجها للنور للاستفادة منها لا ان تركن على الرفوف ..

    كنت قد قرأت منه اجزاء قديما ولكن لم اركز كثيرا حتى اتيت انت بهذه الفصول القيمة ., العميقه والتي تحاكي واقعنا اليوم وكأنه يعيش بيننا .. استفاد منه الغرب وطبقوا احكامه اما نحن فنفخر فقط بامتداحهم لعبقرية ابن خلدون دون الاستفادة من محتوياته ومكنوناته وتطبيقها على الواقع ..

    شكرا لك اخي ابو راشد وحتى نشارك معك بتقديم هذا الكتاب المهم واقتطاع فصول منه ووضعها هنا نحتاج لقراءته والتمعن في معانيه لان معانيه قويه وغزيرة يستفيد منها كل الشرائح .
    التعديل الأخير تم بواسطة رمادي ; 07-01-2012 الساعة 07:59 AM

  5. #15
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريومة مشاهدة المشاركة
    من الجميل استعراض تراثنا العلمي القيم والذي لا يزال يدرس في الغرب

    وقراءته واستخلاص العبر والدروس بمايتناسب مع عصرنا

    جزاك الله خير .. الا اني

    ادعوك للتطرق الى كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وقراءته

    لما فيه من افادة وقيمة حقيقية

    والله المستعان
    و أسأل الله لك بمثل ما سألت اخت/مريومه..
    و اشكرك من كل قلبي على الهدية القيمه على نفسي
    و هي عنوان اضافي سابحث عنه و اسعى لافتنائه
    باذن الله و عونه...فهذه الهدايا..الكتب و فحواها و عناويينها
    هي عندي من أنفس النفائس..
    و انا احاول عبر هذا المنتدى دوما
    ان اقدمها و اهديها لما للناس ههنا من مكانة في نفسي

    و ان كنتُ...فوق ذلك...اطمع بكرم اضافي منك..
    بأن تضعي لنا منه...ما تختارينه و تعرفيننا اكثر عليه..
    أفي هذا الموضوع ام في موضوع منفصل..
    و انا اترك القرار لحكمتك و كرمك...و اعلمي اني ساكون
    في انتظار تحقيق ذلك...

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  6. #16
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضي قطر مشاهدة المشاركة


    وكأن ابن خلدون استشرف المستقبل .. وهو واقع يعانية المواطن العربي في عصرنا !!


    وحذر من الزواج الباطل بين السلطة والمال فمن يملك المال يملك الدولة .. فمن النادر وقد يكون من ضروب المستحيل
    أن نرى أي مسؤول أو وزير في عالمنا العربي لا يكون رجل أعمال !!

    فهم من تسن لهم القوانين الخاصة لحماية مصالحهم وإن كانت على حساب الفئة الأكبر من المجتمع ..

    وهذا ما نراه
    في عالمنا العربي بكل اسف فصناع القرار هم من يحتكرون الثروة ..

    مما يشيع في الدولة الفساد .. الناجم عن
    " إكراميات " لهذا الوزير .. او ذاك المسؤول لتمرير صفقة ما .. او سن مشروع مفصل على مقاس صاحب المال ..

    واستشهد بمقولة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه " تجارة الولاة مفسدة، وللرعية مهلكة.


    زبدة الهرج لا يستوي الجمع بين الحكم والتجارة ابداً .

    مشاركة قيمة جدا اخت/موضي..
    اسأل الله ان ينفع بها كل من يقرأ معنا
    و ممن قد ينقلها لمن لا يقرؤون ههنا...
    فرب مبلغ...أوعى من سامع!!

    عمر بن عبدالعزيز...من اندر الشخصيات
    التي لم يستطع التاريخ تجاوزها و تكرار
    المدح فيها...

    من اروع من كتب عنه...العلامة "ابن الجوزي"
    فهو كتاب...صغير في حجمه...لكنه مفيد جدا و ممتع
    لمن يطلع عليه...لا اذكر انه اورد الجملة التي تضعينها
    عنه...لكنها جملة قيمة...اشكرك على تنويرنا بها..

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  7. #17
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432

    2....حول التنوع و اظهار تفوق ابن خلدون

    لكي نفهم اكثر ما يزخر به هذا الكتاب من تنوع
    في مواضيعه ..ساضع اليوم فصلا اراه نوعيا..
    يفيد المتتبع لفهم و معرفة وادراك اكبر
    لمقدار عقلية هذا العالم... و ما حواه ن نفائس علميه..
    هذا السفر العظيم...

    *
    *
    ،،
    عندما يتكلم ابن خلدون عما اسماه "امهات الصنائع" ...
    و هو ما يمكن تسميته اليوم الحرف و الخدمات الاساسية
    التي يجتاجها اي مجتمع...و يدل تطورها فيه على تطور
    المجتمع و رقيه...و لما تحدثت مع احد استشاريي الاطفال
    عندنا في قطر عما سيأتي ذكره لاحقا..انبهر محدثي..
    فقال..ان ما تحدث عنه ابن خلدون قبل 600 سنه هو اليوم
    احد مقاييس الامم المتحده ...


    فلننظر اولا ما قدمه هو عن امهات الصنائع حيث قال:

    "
    الفصل الثالث و العشرون في الإشارة إلى أمهات الصنائع

    إعلم أن الصنائع في النوع الإنساني كثيرة لكثرة الأعمال المتداولة في العمران. فهي بحيث تشذ عن الحصر و لا يأخذها العد. إلا أن منها ما هو ضروري في العمران أو شريف بالموضع فنخصها بالذكر و نترك ما سواها. فأما الضروري
    فالفلاحة
    و البناء
    و الخياطة و النجارة و الحياكة،

    و أما الشريفة بالموضع
    فكالتوليد
    و الكتابة
    و الوراقة
    و الغناء!!
    و الطب.

    فأما التوليد فإنها ضرورية في العمران و عامة البلوى إذ بها تحصل حياة المولود و تتم غالباً. و موضوعها مع ذلك المولودون و أمهاتهم. و أما الطب فهو حفظ الصحة لإنسان و دفع المرض عنه و يتفرع عن علم الطبيعة، و موضوعه مع ذلك بدن الإنسان.
    و أما الكتابة و ما يتبعها من الوراقة فهي حافظة على الإنسان حاجته و مقيدة لها عن النسيان و مبلغة ضمائر النفس إلى البعيد الغائب و مخلدة نتائج الأفكار و العلوم في الصحف و رافعة رتب الوجود للمعاني. و أما الغناء فهو نسب الأصوات و مظهر جمالها للأسماع. و كل هذه الصنائع الثلاث داع إلى مخالطة الملوك الأعاظم في خلواتهم و مجالس أنسهم فلها بذلك شرف ليس لغيرها. و ما سوى ذلك من الصنائع فتابعة و ممتهنة في الغالب. و قد يختلف ذلك باختلاف الأغراض و الدواعي. و الله أعلم بالصواب.

    "
    *
    *
    ،،
    يتبع

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  8. #18
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432
    لنقرأ سوية هذا الكلام الدقيق...
    الذي ادعي مسبقا....ان اغلبكم لم يقرأ مثله
    و لن يجد وصفا علميا دقيقا بهذه الكيفية
    لامر غاية في الاهمية لكن الجهل به طاغي الشيوع
    عند السواد الاعظم من البشرية...
    تذكر اخي القارئ و اختي الكريمه...
    ان ابن خلدون كتب هذا الكلام ....و هو في الاصل..
    عالم و فقيه دين..و وزير في اكثر من حكومه في بلده الاصلي
    و كبير قضاة عندما استقر به المقام في القاهرة في المرحلة
    الثانية من عمره....

    و اعذروني على اختياري لهذا الفصل الذي يتكلم عن
    "التوليد"...فهو كلام علمي اولا...واكاد اجزم ان كثير من النساء
    تجهله بالقدر الذي يجله "جل" الرجال"..و هذا ما يجعلني
    اخصه بالتقديم...لعظيم الفائدة المرجوة منه...على اكثر
    من منحى....لمن سيدقق في الكلام و يركز في الاستفادة منه
    *
    *
    ،،
    يتبع

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

  9. #19
    مؤسس الصورة الرمزية ROSE
    رقم العضوية
    1330
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    على بلاط الشبكة
    المشاركات
    231,318
    اختيار رائع ،، متابعه
    استغفر الله الذي لا اله الا هو واتوب اليه

  10. #20
    عضو مؤسس الصورة الرمزية عابر سبيل
    رقم العضوية
    737
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    12,432


    "

    الفصل الثامن و العشرون في صناعة التوليد

    و هي صناعة يعرف بها العمل في استخراج المولود الآدمي من بطن أمه من الرفق في إخراجه من رحمها و تهيئة أسباب ذلك. ثم ما يصلحه بعد الخروج على ما نذكر.

    و هي مختصة بالنساء في غالب الأمر لما أنهن الظاهرات بعضهن على عورات بعض. و تسمى القائمة على ذلك منهن القابلة. استعير فيها معنى الإعطاء و القبول كأن النساء تعطيها الجنين و كأنها تقبله.

    و ذلك أن الجنين إذا استكمل خلقه في الرحم و أطواره و بلغ إلى غايته و المدة التي قدرها الله لمكثه هي تسعة أشهر في الغالب فيطلب الخروج بما جعل الله في المولود من النزوع لذلك و يضيق عليه المنفذ فيعسر. و ربما مزق بعض جوانب الفرج بالضغط و ربما انقطع بعض ما كان من الأغشية من الالتصاق و الالتحام بالرحم. و هذه كلها آلام يشتد لها الوجع و هو معنى الطلق فتكون القابلة معينة في ذلك بعض الشيء بغمز الظهر و الوركين و ما يحاذي الرحم من الأسافل تساوق بذلك فعل الدافعة في إخراج الجنين و تسهيل ما يصعب منه بما يمكنها و على ما تهتدي إلى معرفة عسرة.

    ثم إن أخرج الجنين بقيت بينه و بين الرحم الوصلة حيث كان يتغذى منها متصلة من سرته بمعاه. و تلك الوصلة عضو فضلي لتغذية المولود خاصة فتقطعها القابلة من حيث لا تتعدى مكان الفضلة و لا تضر بمعاه و لا برحم أمه ثم تدمل مكان الجراحة منه بالكي أو بما تراه من وجوه الاندمال. ثم إن الجنين عند خروجه من ذلك المنفذ الضيق و هو رطب العظام سهل الانعطاف و الانثناء فربما تتغير أشكال أعضائه و أوصافها لقرب التكوين و رطوبة المواد فتتناوله القابلة بالغمز و الإصلاح حتى يرجع كل عضو إلى شكله الطبيعي و وضعه المقدر له و يرتد خلقه سوياً.

    ثم بعد ذلك تراجع النفساء و تحاذيها بالغمز و الملاينة لخروج أغشية الجنين لأنها ربما تتأخر عن خروجه قليلاً. و يخشى عند ذلك أن تراجع الماسكة حالها الطبيعية قبل استكمال خروج الأغشية و هي فضلات فتتعفن و يسري عفنها إلى الرحم فيقع الهلاك فتحاذر القابلة هذا و تحاول في إعانة الدفع إلى أن تخرج تلك الأغشية التي كانت قد تأخرت ثم ترجع إلى المولود فتمرخ أعضاءه بالأدهان و الذرورات القابضة لتشده و تجفف رطوبات الرحم و تحنكه لرفع لهاته و تسعطه لاستفراغ نطوف دماغه و تغرغره باللعوق لدفع السدد من معاه و تجويفها عن الالتصاق.

    ثم تداوي النفساء بعد ذلك من الوهن الذي أصابها بالطلق و ما لحق رحمها من ألم الانفصال، إذ المولود إن لم يكن عضواً طبيعياً فحالة التكوين في الرحم صيرته بالالتحام كالعضو المتصل فلذلك كان في انفصاله ألم يقرب من ألم القطع. و تداوي مع ذلك ما يلحق الفرج من ألم من جراحة التمزيق عند الضغط في الخروج.

    و هذه كلها أدواء نجد هولاء القوابل أبصر بدوائها.

    و كذلك ما يعرض للمولود مدة الرضاع من أدواء في بدنه إلى حين الفصال نجدهن أبصر بها من الطبيب الماهر. و ما ذاك إلا لأن بدن الإنسان في تلك الحالة إنما هو بدن إنساني بالقوة فقط. فإذا جاوز الفصال صار بدناً إنسانياً بالفعل فكانت حاجته حينئذ إلى الطبيب أشد.

    فهذه الصناعة كما تراه ضرورية في العمران للنوع الإنساني، لا يتم كون أشخاصه في الغالب دونها. .

    *
    *
    ،،
    عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    " لَا عَدْوَى ، وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ،الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •