أبوعائشة الألباني مسؤول فرقة (الكوماندوز) في جبهة النصرة
ابوعائشة الالباني رحمه الله " مسؤول فرقة الكوماندوز في جبهة النصرة
رحمة وعزة شموخ وأنفة بكاء من خشية الله يؤرق نومه وأكله وكل حياته حال المسلمين في كل مكان إنه القائد أبو عائشة الألباني أمير فرقة الكومندوز لجبهة النصرة.
لقد شرّفني الله بالجهاد ثم شرّفني بأن أكون أحد جنود الجبهة، ثم شرّفني بأن أكون أحد جنود أبي عائشة؛ رجل حاله غريب، يذكّرك بالسلف الصالح في عبادته وفي بكائه، إنه حقا ليس من هذا الزمان، وسنذكر بعض من سيرته إعلاء للهمم سائلين الله أن ينفعنا واياكم بها.
بعض من سيرته العطرة قبل نفيره إلى بلاد الشام
كما ذكرها لنا رفيق دربه الأخ عبد الله كوسوفو -عفا الله عنه-
كان رحمه الله يسكن في أوربا، وقام بكثير من عمليات الفيء والغنائم، وكان يدعم بها المجاهدين حول العالم، فدعم الشيشان والأفغان وغيرها من الساحات، ذكر لنا الأخ عبد الله أن أبا عائشة كانت تمر عليه الأيام وفي حوزته الألوف مؤلفة من اليورو والدولارات فكان لا يستأثر بشيء منها لنفسه إلا على قدر معيشته فقط، ويرسل الباقي لدعم الإخوة فيالساحات المختلفة.
رجع رحمه الله إلى بلده ألبانيا ليبدأ مرحلة جديدة من البذل والعطاء في سبيل الله فكان رحمه الله يجاهد وحده فقط في كوسوفو هو والأخ عبد الله فكان نعم الأسد المنفرد حيث كان يصطحب الأخ عبد الله معه ويتسلل إلى الثكنات العسكرية للجنود اليوغسلافيين ويقتل ويغنم منهم ثم يعود أدراجه، وقام بعدة عمليات من هذا النوع، قبضت عليه قوات الردة الألبانية وأودعته السجن لا لذنب إلا لأنه ينصر المستضعفين.
وذات يوم أدخلت عليه ورقة من المبادرات والمراجعات الفكرية مثل ما يحدث في سجون الطواغيت العرب، وقالوا له امضِ هنا وتخرج في غضون أيام فنظر في الورقة وقطعها، وقال لهم الله هو وحده الذي يستطيع اخراجي من هنا ليس أنتم وبالفعل مرّ يومين على هذه الحادثة، فوجد رئيس السجن قد أمر بإخراج أبي عائشة من السجن، وكان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة فلم يجد تفسيرًا لهذا الإعفاء المفاجئ، فخرج ليتفاجئ الجميع بعد خروجه أنهم قد أخرجوا أبا عائشة ذلك الإرهابي الخطير دون تفسير أو إعفاء من المحكمة أو أي شيء، فكانت هذه كرامة لأبي عائشة، ولا نستغرب هذا فهذا الرجل مؤيّد بكرامات غريبة عجيبة رآها كل من عاشره في بلاد الشام.
بعد خروجه جاءه طلب استدعاء من المحكمة وقد أخبرته زوجته بهذا فجاءه رفيق دربه الأخ أبو عبد الله وقال له: لم يعد لنا بقاء هنا.
فكانت خطتهم للخروج هي السير علي الأقدام حتى بلد معين في هذا البلد سيوفر لهم أحد الإخوة أوراق مزورة يستطيعون التحرك بها، وللعلم أن هذا الأخ كانو ليسوا متأكدين أنه مازال في هذا المكان أم تغيّر مكانه ولكن هذا كان هو الخيار الوحيد المتاح أمامهم، وبالفعل بدءوا التحرك فساروا بين جبال من الثلج تبلغ درجة حرارتها 30 تحت الصفر، وهنا حدثت كرامة اخرى لبطلنا حيث كان الأخ أبو عبد الله يريد أن يتوضأ وكان الجو باردًا جدًا، فشجعه أبو عائشة وتوضأ معه بالرغم من أنه كان على وضوء فمرض مرضًا شديدًا بعد هذا الأمر كاد أن يهلك على أثره فلقد كان يفيق يقول: لا حول ولا يستطيع أن يكملها فيخشى عليه من شدة التعب وذات ليلة والأخ نائم وبجواره أبو عبد الله يقول: نزل نور من السماء احتضن أبا عائشة ثم تركه فظننتها سراب أو شيء من شدة التعب الذي لحق بنا ففاق أبو عائشة في الصباح وكان قد شفي تماما فسألته عن هذا الأمر فقال: لي لم أشعر بشيء إلا أني شعرت بدفء مفاجئ أثناء الليل فقط، فذكرت له القصة فبكى بكاء شديدًا وقال لي: لا تقص هذا الأمر على أحد.
انتهت رحلتهم بحلوها ومرّها ليحطوا رحالهم في بلاد الشام، التقيت به رحمه الله حيث اخترت لأكون ضمن مجموعته فكان رحمه الله نعم الأمير المذكر بالله يقوم الليل كله ولا ينام إلا ساعة أو ساعتين، كنا نسمع بكاءه ونحيبه كل ليلة وهو يرجو رحمة ربه والشهادة في سبيله، ووالله كنت أتحسس الحصير بعد صلاة أبي عائشة في كل صلاة فأجده مبتل من بكائه حتى أنه كان يدرّبنا ويبكي، فنقول له: ما يبكيك يا شيخ؟
فيقول تذكرت أخواتنا المأسورات.
والله لا أجد كلامًا يوصف حال أبو عائشة، كان دائمًا يتكلم عن الشهادة وفضلها؛ ويقول لنا: أنا لا أريد الجنة من أجل الحور العين، فأنا أحب زوجتي أكثر من الحور العين، أنا أريد الجنة من أجل رؤية وجه الله فقط، وللعم أنه كان دائمًا ما يري الحور في منامه حتى أصبح هذا الأمر اعتيادي عنده.
كان يخاف علينا ويتفقدنا في كل وقت كأننا أبناؤه الصغار، وله من الاعمال والانجازات العسكرية والاقتحامات الكثير الكثير، حيث درّب الإخوة المقتحمين لساحة سعد الله الجبري -تقبلهم الله- وكانت تسند إليه جميع عمليات الاقتحام في حلب لشجاعته وحنكته وتأثيره على جميع أفراد مجموعته فلا خوف في وجود أبي عائشة رحمه الله رحمة واسعة كان دائما
يقول للإخوة: مسلم يقتل هنا هنا ويشير إلى صدره ورأسه، مسلم لا يقتل هنا ويشير إلى ظهره.
ظهر في شريط حلب معركة العز وهو يغطي على الأخ الذي يسحب أخونا المصاب -تقبلهم الله- وللعلم أنه لم يجرأ أحد على الوقوف في منتصف الشارع والرماية على القناص إلا أبو عائشة حيث أن القناص كان قد اتخذ مكانًا جيدًا وكان قناصًا بارعًا -قاتله الله-
سـمّـيت غزوة المستشفي الفرنسي التي نفذها الأخ أبو عون الجزراوي من بلاد الحرمين -تقبله الله- بغزوة القائد أبو عائشة وفاءً له.
مقتله:
قتل رحمه الله في اقتحام كتيبة حندرات، برصاصة (23ملم) في صدره وكان قد سلم على الأخ أبي عبد الله كوسوفو قبل مقتله، وقال له عسى أن يكون هذا آخر عهدي بك في الدنيا، وأوصاه وأصانا بالثبات، ووصى ألا تتفرق مجموعته، وأن تقوم بعملها كما كان موجودًا، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
فرحمك الله يا أبا عائشة وأعلى منزلتك في الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
هنيئا له ربي يتقبله في عليين وجنة الفردوس الاعلى ويرزقنا ما رزقه ان شالله